المحتوى الرئيسى

الفيفا : سوريا معجزة كرة القدم وسط الألم

02/17 20:38

أشاد الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" بنجم المنتخب السورى أسامة أومري ووصفه بانه يقدم المثل على التضحية من خلال كرة القدم رغم ظروف المعاناة بسبب الحرب.

وأوضح الفيفا فى تقرير على موقعه عندما يتم ذكر اسم لاعب دولي، يتبادر إلى الذهن صورة نمطية عن لاعب في ناد كبير، معروف عالمياً ويعيش حياة هادئة ومثالية تثير الإعجاب والحماس بين المشجعين غير أنّ هناك آخرون مثلهم يبللون قمصان منتخباتهم، بالعرق ولكن وضعهم المعيشي مختلف تماماً. هم على أتمّ الإستعداد للقتال من أجل ألوان علم بلادهم داخل الملعب، ولكن حياتهم اليومية صعبة وقاسية، بل وخطيرة أيضاً.

واضاف التقرير انهم يحملون على عاتقهم، إلى جانب تحقيق آمال مواطنيهم، مسؤولية محاولة التخفيف من معاناة شعوبهم، حتى ولو كان ذلك للحظات بنشوة الفوز... ويُعتبر لاعب خط الوسط السريع، أسامة أومري، أحد نجوم منتخب سوريا ومثالاً للتضحية من خلال لعب كرة القدم في خضمّ الحرب.

وقال الفيفا لا شك أن الكلّ يعرف الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري وسط الحرب المؤلمة التي اندلعت عام 2011 ولا يلوح في الأفق ما يبشّر بخروج البلاد من هذا الصراع الذي يلقي بظلاله على الحياة اليومية للسكان الذين يفتقرون إلى كلّ شيء، وهو الوضع الذي لا يستثني كرة القدم ولاعبيها.

وقال اللاعب أسامة أومري فى تصريح لموقع الفيفا "عندما اندلعت الحرب، كان عمري 19 عاماً وكنت أؤدي واجب الخدمة العسكرية،"ً "وهي تستغرق عامين في العادة، ولكن بسبب الوضع الحالي لا تزال مستمرة. لقد غادر كثير من زملائي البلاد للانضمام إلى أندية أجنبية، ولكنني لا أستطيع فعل ذلك. اضطررت لرفض العديد من العروض، لأنه يجب أن أنهي خدمتي العسكرية أولاً. "

بطبيعة الحال، ليس أومري المتضرر الوحيد في هذا الشأن. فقد تغيرت صورة كرة القدم السورية تماماً، ولم يجد اللاعبون بديلاً آخر غير التكيف مع الظروف الحالية..

وأوضح لاعب نادي الوحدة السوري "في السابق كان الدوري المحلي قوياً ومختلفاً. كانت الفر ق تسافر إلى جميع المدن. أما الآن فقد اختفت العديد من الفرق وتضرّر الكثير من اللاعبين،" مضيفاً "كان ابن خالي عمر خريبين، وهو لاعب دولي أيضاً، يعيش في منطقة نزاع، لكن عائلته اضطرت إلى مغادرة المنزل. حيث انتقلت للعيش في دمشق، وحصل على فرصة للذهاب للعب في دبي."

بالنظر إلى الوضع الحالي، يبدو شبه معجزة ما حققه المنتخب السوري على طريق التأهل إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018 . فقد أصبحت كتيبة نسور قاسيون قريبة من التأهل إلى الدور النهائي للمجموعات في المنطقة الآسيوية، على الرغم من تواجدهم في المجموعة الخامسة الصعبة إلى جانب الساموراي الأزرق المتصدّر. إذ تحتلّ سوريا الآن المركز الثاني قبل خوض مباراتين في مارس ضدّ كمبوديا واليابان.

وتكتسي هذه النتائج أهمية أكبر إذا ما تم الأخذ بعين الإعتبار الظروف المحيطة بكل مباراة يخوضها المنتخب الوطني. حيث أوضح صاحب الثلاثية في المباراة ضد أفغانستان التي فازت بها سوريا (5-2) في أكتوبر ..ً "نجتمع فقط في المكان الذي سنلعب فيه قبل يومين من موعد المباراة.

ليس هناك معسكر ولا أي شيء آخر كل لاعب يستعدّ مع فريقه. وهذا يحدث أيضاً عندما نلعب بصفتنا الفريق المضيف، لأننا لا يمكن أن نلعب على أرضنا. "

تذكّر أسامة المشوار الذي قطعه المنتخب في سبتمبر لخوض مباراتهم في سنغافورة وقال "نحن الذين نلعب في الأندية السورية، كان يجب علينا أن نجتمع في دمشق، ثم نستقلّ الحافلة إلى بيروت. ومن هناك ركبنا في الطائرة باتجاه قطر، لنسافر من هناك جوّاً إلى ماليزيا.

حيث لعبنا المباراة الودية الوحيدة التي تمكننا من خوضها في هذه الفترة. وبعد ذلك، سافرنا إلى سنغافورة لخوض المباراة في إطار التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم. لقد كانت رحلة طويلة جداً."

وبرغم كلّ ذلك فازوا 2 -1 يبدو أن العوائق غير قادرة على إيقاف مشوار أومري ورفاقه. بل كان هذا الوضع مصدر تحفيز لهذه المجموعة التي تبقى، مع ذلك، مرتبطة جداً بما يحدث من حولهم.

وهذا ما علّق عنه لاعب الوسط قائلاً "بالطبع نتحدث عن الحرب في غرفة خلع الملابس والحزن الذي يعيشه الشعب السوري يومياً. كلّ لاعب له رأيه الخاص، ولكن في النهاية نحن نعلم أننا نلعب لبلدنا وعلم سوريا، بغض النظر عن الإيديولوجية."

وأكد الفيفا بفضل التعاون والاتحاد داخل الملعب، والذي يحتاجه البلد في عدة مجالات أخرى، تمكنت سوريا من الحفاظ على حلم المشاركة لأول مرة في كأس العالم على الرغم من الصعوبات الواضحة. وقال اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً للحفاظ على شغف كرة القدم "في ظل الوضع الذي نعيشه لا يمكننا الإستفادة من مدربين أجانب يجلبون معهم معارف مبتكرة. ولم يعد أمامنا سوى تجميع الموهبة، التي لطالما كانت موجودة في كرة القدم السورية، إلى جانب الروح القتالية والشراسة. كلنا نريد أن تنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن، ولكن في الوقت الراهن، يجب علينا أن نفعل كلّ ما في وسعنا بما لدينا."

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل