المحتوى الرئيسى

"حمدي مصطفى".. جوكر الروايات المصرية للجيب

02/16 14:47

كانت فكرة لمعت في ذهن حمدي مصطفى آنذاك، بعد نجاحة في إصدار الكتب التعليمية لكل الأجيال منذ الحضانة وحتى الثانوي، وهي إصدار عدة سلاسل متنوعة لـ"روايات مصرية للجيب"، يستمتع بها الكبير والصغير كان هو أول من ابتكر هذا الشكل والحجم من الروايات المصرية، تكون جميعها "تأليف مصري خالص دون نقل أو اقتباس" وفق ما كتبه هو بنفسه عنها، فأعلن عن حاجة المؤسسة لكتاب شباب يكتبون في كل المجالات الرومانسية والبوليسية وغيرها وتم اختيارهم في مسابقة.

شهد حمدي مصطفى بنفسه النجاح الذي حققته تلك السلاسل قبل أن يتغمده الله برحمته في سبتمبر عام 2011، عدة مواقف جمعت هؤلاء الكتاب به، الدكتور نبيل فاروق، خالد الصفتي، الدكتور أحمد خالد توفيق، شريف شوقي، تثبت أن لحمدي مكانة خاصة عندهم، وأنه المكتشف الحقيقي لتلك المواهب التي نجحت في الوصول للشباب والتأثير فيهم.

لم يختلف عليه أحد ممن عملوا معه في الثمانينيات والتسعينيات، الدكتور نبيل فاروق قال عنه خلال حديثه لـ"الوطن": "كنت محظوظ إني اتعاملت مع حمدي الله يرحمه"، فبعد مشاركة الدكتور نبيل فاروق للكتابة البوليسية في المسابقة التي أعلن عنها حمدي مصطفى اقتنع به على الفور، ولم يحدد له القالب الذي يكتب فيه، فهو لم يقتنع بالكاتب المتخصص، بل ترك له عدة سلاسل أدبية والفكرة التي يبتكرها الدكتور نبيل سوف توضع في القالب المخصص لها سواء كانت رومانسية في "زهور"، أو بوليسية في "رجل المستحيل"، أو خيال علمي في "ملف المستقبل"، تلك الفرصة اعتبرها الدكتور نبيل فاروق استثنائية، ولم تتاح لكثير من الكتاب كانوا دوما يسعون وراء دور النشر لعرض أفكارهم المتدفقة، لذا يعتبر نفسه محظوظًا للتعامل مع حمدي مصطفى.

أما المؤلف والرسام خالد الصفتي فكانت له قصة مختلفة عن الدكتور نبيل فاروق، ويروي ما حدث لـ"الوطن"، بأنه دخل المؤسسة في البداية كرسام لقصص يكتبها الدكتور نبيل فاروق، وعندما شاهده الراحل حمدي مصطفى اقترح عليه المشاركة في كتابة روايات مصرية للجيب، وأن يبتكر فكرة جديدة ويؤلف لها القصص والرسوم، ولأن هواية خالد الصفتي في الأصل هي الرسوم، ابتكر فكرة كتب "فلاش" و"سماش"، ولم يتردد "مصطفى" عن خوض تلك التجربة معه، يقول خالد، "هو قالي أنت بتعرف تألف، معرفش هو شاف موهبتي إزاي لأن قبل كدة كنت برسم وبس"، لم يشك خالد الصفتي يومًا في موهبته في التأليف وإنما احتار من ثقة حمدي مصطفى به، التي يقول إنها كانت في محلها وأفضل شيء على الإطلاق حدث هو عمله معه.

موقف آخر لا يستطيع خالد الصفتي نسيانه عندما توفى حمدي مصطفى، وكان وقتها خارج مصر، انتابته حالة حزن شديدة بسبب عدم استطاعته حضور جنازته أو حفل تأبينه، ما دفع الدكتور أحمد خالد توفيق في ذلك الوقت إلى اقتراح بأن يلقي خطاب تأبين عن طريق حديث تليفوني ليكون به حاضرًا هذا الحفل، وهو موقف يوضح أهمية حمدي مصطفى عند الدكتور أحمد خالد توفيق.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل