المحتوى الرئيسى

كاتب "زهور": دخلت مجال الأدب من مسابقة للشباب.. وبدأت كتابة وعندي 11 سنة

02/16 14:47

صورة صغيرة رسمية في الجزء الخلفي من الإصدار لكاتب شاب هو من ألف ورسم، جيل كامل ارتبط به عن طريق كتاباته الواقعية التي لمست الشارع المصري، تبويب متميز للكتاب جعله "لكل الأعمار" وحجبه عن بعض الفئات ليكون "للمتفائلين فقط"، شخصيات مثالية وأخرى خيالية، منها المتفائل والبخيل، الكاتب خالد الصفتي صاحب كتب "فلاش" والتي كانت الأكثر انتشارًا ولها كثير من الإصدارات غير الإصدار الأصلي، تحدث لـ"الوطن" عن تجربة اختلفت عن سلاسل الروايات لجيل الثمانينيات والتسعينيات.

يستهل خالد الصفتي حديثه مستعيدًا الذكريات التي ولت عن نشأة كتاب خرج من كنف كاتب جاء للعمل في المؤسسة العربية الحديثة بداية كرسام لروايات الدكتور نبيل فاروق، ليأتي حمدي مصطفى ويكتشف الموهبة الوليدة في خالد الصفتي الشاب الحاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة ديكور، ويكلفه بتأليف كتاب كامل كتابة ورسوم وفكرة، فابتكر شخصيات واقعية جاءت من المجتمع المصري "فلاش مش طبيعته رواية تتقري من الغلاف للغلاف ده كتاب منوع، والناس ارتبطت بالشخصيات والشخصيات كانت مرتبطة بالأحداث".

شريف شوقي: أجاثا كريستي وشرلوك هولمز المغذي الأساسي لموهبتي

إصدار فلاش وأخواته من "سماش وسوبر فلاش ومغامرات فلاش"، في التسعينيات كان في الموسم الصيفي ومعرض الكتاب، وتتوقف طوال العام لانشغال المؤسسة العربية الحديثة بإصدارات الكتب الدراسية، وتوقف الكتاب من عام 2006 وحتى 2013، يقول الصفتي، "انا كسول شوية سافرت برا مصر فبطلت اكتب"، ولكنه عاد لتأليف الكتاب في صيف 2014، وخلال تلك الفترة فكر الصفتي في تأليف رواية أخرى لكنه توقف عنها بعد أن فوجئ بسرقة فكرتها من قبل كاتب شاب بنفس العنوان والفكرة، لذا عاد في العام 2016 بمعرض الكتاب بقوة، بشكل جديد للكتاب، وحقق مطالب طالما عج بها البريد فيما مضى، "عدد صفحات أكتر وورق قوي أبيض، وطبع جديد وغلاف عصري"، ويقول الصفتي أنه سيزيد عدد الكتب لتكون 10 أعداد كل عام.

الكاتب الذي استطاع أن يمزج الخلطة السحرية في كتاباته يقول عنها إنها أثرت في الجمهور لأنه ابتعد عن "التابوهات" التربوية التي وجدت في معظم كتب الأطفال، بل اعتمد على سرد الحقائق دون تزييف أو تلوين، فارتبط الجمهور بالكتاب من خلاله، وهاجم النظام السياسي بشكل غير مباشر في طريقة تسلسل المغامرات، وكان يجد صدى لذلك عن طريق "بريد فلاش" الجزء الذي وثق تفاعل الجمهور الكبير مع الكتاب، رغم عدم ارتباطه بأحداث متسلسلة مثل بقية الإصدارات، ودلل الصفتي على كلامه بمجلة "سمير" التي تربى عليها ولكنها أصابها الروتين الحكومي فاختفى تأثيرها من الساحة الأدبية، عكس تأثير كتاب "فلاش" الذي ظل طوال تلك السنين وتأثر به كثير من مبدعي الوقت الحالي، مثل إسلام جاويش الذي ابتكر رسومات مستوحاة من رسومات الكتاب.

مؤلف "زهور": الجيل الحالي أوفر حظا منا بسبب "فيس بوك" والإنترنت

ويروي خالد الصفتي بدايته مع الكتابة وكيف خرجت شخصية "المواطن المطحون" من مجلة النصر، الصادرة عن الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، "وقت دخولي الجيش بعد فشل وساطة عمي، قلت هتصرف بموهبتي كلمت العميد شوقي حامد المسؤول عن المجلة، وقلتله إني رسام وليه المجلة مفيهاش حاجة للأطفال" وافق العميد على عمل "الصفتي" معه في المجلة، وقضى جيشه في رسوم للمواطن المطحون التي رحبت بها المجلة العسكرية، وأفرد لها صفحتين يتذيلان باسم المؤلف، وتقاضى عنها راتبًا شهريًا قدره مائة جنيه، و5 آلاف جنيه مكافأة نهاية الخدمة.

مواقف المؤلف مع الجيش لم تنتهي عند هذا الحد، فقد طلب منه العميد شوقي في وقت لاحق رسم "بورتريهات" لشخصيات قيادية أمريكية في الثمانينيات، وتم الاتفاق بالفعل على رسم 50 لوحة لشخصيات هامة، منها رونالد ريجان الرئيس الأمريكي، وجورج بوش الأب النائب آنذاك، وحصل الصفتي مقابل هذا العمل على 5 آلاف جنيه لكل لوحة وهو مبلغ مالي كبير وقتها، وخطاب شكر من الإدارة الأمريكية على الهدية رغم أنه لم يكن مشهورا في هذا الوقت.

شوقي: روايات "زهور" الأقرب لقلبي رغم تعلق الشباب بـ"المكتب 19"

ثم احترف "الصفتي الكتابة، وكان كتابه "فلاش" من أكثر الإصدارات التي تأتي لها رد فعل عن طريق "البريد"، انحاز في كتاباته للمرأة، فهو يرى أن "المجتمع الذي نعيش فيه متخلف وبه كبت"، لذا يلجأ إلى ظلم المرأة رغم خلو الدين من تلك التفرقة التي تعانية المرأة مع زوجها والبنت مع أخيها، "لما الولد بيبقى عنده علاقات عاطفية أهله بيبقوا مبسوطين، البنت لو عرفوا أن فيه حد بعتلها جواب، يسودوا عيشتها"، "علام" كانت الشخصية الأكثر تواجدا في كتب "فلاش"، وهو ليس من فراغ فهي أقرب شخصية لقلب الكاتب، يرى فيها انعكاسات الشارع المصري، بل أن معظم الإعلاميين "شبه علام"، خاصة فيما يفتون به، فالمجال مفتوح لأي شخص كي يكتب في الإعلام سواءً على شاشات التليفزيون أو الجرائد، ولم يعد هؤلاء ملتزمون، بكلية "الإعلام".

سلسلة روايات المكتب رقم 19

واستلهم الكاتب خالد الصفتي شخصيتي "خليل وعدلات"، من الأفلام المصرية القديمة التي كانت تعرض شخصية الرجل اليهودي دون طائفية، باعتبارهم كانوا جزءًا من نسيج الشعب المصري، يقول "الأفلام دي كانت بتوضح التعايش بين المسلم واليهودي، كان البطل يهودي والسنيد بتاعه مسلم"، حاول الصفتي بالشخصيتين إزالة نمطية الإعلام، والتفكير الجمعي، ففي رأي الكاتب العدو الحقيقي لمصر ليس إسرائيل أو اليهود إنما أمريكا، التي تمثل حلم المجتمع الذي يرغب في السفر إليها بعد الجنة، "علم أمريكا بيتلبس تيشيرت"، وذلك رغم أن مصر هي هدف أمريكا من الشرق الأوسط، ويضيف، "25 يناير كانت بداية لمخطط يهدف إلى أن يدمر المجتمع نفسه لكنه فشل بفضل القيادة المصرية والجيش والمخابرات والشعب".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل