المحتوى الرئيسى

اكتشف كذب الطالب الأزهري في 15 موضعا

02/16 00:37

احتل حدث جلل في الفترة الأخيرة مواقع التواصل وشاشات الفضائيات، وهو أن المصريين اكتشفوا "فجأة" أن هناك طالبا أزهريا فاز في مسابقة عالمية للقرآن الكريم بالمركز الأول، أقيمت الأفراح والليالي الملاح، واتهم الجميع مؤسسات الدولة بالتقصير في تكريم شباب مصر النابغين.

وتهافت الإعلام على التسجيل مع "الشاب المعجزة"، وبدأ يطالع المشاهدين بنفسه متحدثا عن صولاته وجولاته وبطولاته الخارقة، ومعها تقافزت أسئلة كثيرة في أذهان المصريين الذين يعرفون نوابغهم بمجرد النظر، وبخاصة الأزهريين الذين يعرفون مشايخهم وعظماء جيلهم حتى وإن لم يرتدوا "الجبة" و"العمة" و"الكاكولا"، وكانت نتيجة هذه التساؤلات اكتشاف 15 كذبة سقط فيها الطالب الأزهري في لقائه مع الإعلامي تامر أمين، بعد أن خانته الألفاظ على حمل معاني التزوير إلى المشاهدين، وأمّن عليه المذيع وكأنه ليس أمام مجرد مقرئ للقرآن.

1ـ "بندور عليكم بالشوكة والسكينة"في البداية لا يخطئ طالب الأزهر بلاغيا، ما بالك بشاب معجزة فقهه الله في الدين وفتح له بما لم يفتح لغيره به، يقدمه الإعلامي متمطعا في مدحه بقوله "بندور عليكم بالشوطة والسكينة"، وبدلا من أن يرده الطالب ويقول له "أنت إذن تريد أن تأكلني لا تريد أن تبحث عني"، قبل الإطراء المزيف بذهن مشوش يركز فقط في كيفية ترتيب الكذبة القائمة.

2ـ "بدأت حفظ القرآن وأنا عندي 6 سنوات وأتتممت حفظ وأنا عندي 8 سنوات" تفوق هذا الطالب الأزهري على جميع أئمة السلمين في سرعة حفظ القرآن في عامين فقط، في حين أن الإمام الشافعي نفسه استغرق 3 أعوام في حفظ القرآن، وكان الشافعي يحفظ بمجرد القراءة، وروي عنه أنه كان يخفي إحدى صفحتي القرآن وهو يحفظ الصفحة المقابلة حتى لا تتداخل الآيات عليه، وحين أحس بضعف حفظه شكا إلى أستاذه وكيع في أبيات شهيرة: "شكوت إلى وكيع سوء حفظي.. فأرشدني إلى ترك المعاصي".

3ـ "وخدت الطفل المعجزة" المعجزة الحقيقية هي أن تمر بمغالطة مثل هذه من فريق إعداد ومن مذيع ومن مشاهدين ومن متابعين، فلا يوجد لقب في مصر يدعى "الطفل المعجزة" سوى اثنان: أحمد فرحات وفيروز، وكلمة "حصلت على" تعني أنها كانت مسابقة، وإلا فليحصل كل منا على اللقب الذي يريد، مثل الإعلامي المحترم، أو مقدم البرامج السباق، لكن هي ألقاب لا تشترى.

4 ـ "خدت جايزة تنوير القرآن الكريم على مستوى الجمهورية"هذه الجائزة غير موجودة في الوجود، فالأزهر موجود، ومشايخه موجودة، وخريجو الأزهر موجودون، ولا سمع أحد منهم بمثل هذه الجائزة من قبل.

5ـ "أنصح الشباب أنهم يحفظوا القرآن في سن صغير"أولا هي سن صغيرة، ثانيا كيف تنصح الشباب أن يحفظوا القرآن وهم أطفال؟ إن حفظ القرآن يمنح صاحبه فطنة، وهذا من باب "الكدب مالوش رجلين"، فالضيف المدعي يريد توجيه رئائل معينة أمليت عليه، ومن ضمنها أن ينصح الشباب، دون أن يخبره من تطوع وأملاه بما سينصح هؤلاء الشباب، فوقف حمار الشيخ عند العقبة، وبدأ في الارتجال والإبداع، دون أن يرده أحد.

6ـ "مقولتي ازداد علمي بجهلي" هذه المقولة نسبت في أكتر من كتاب وأكتر من رسالة إلى الأمام الشافعي، والبعض نسبها إلى ابن حنبل، لكن مدعي البطولة فاق الشافعي وابن حنبل ومريديهما ونسبها لنفسه.

7ـ "أنصح الشعب المصري بملازمة القرآن الكريم"حسنا، سنخبر أقباط مصر بنصيحتك، وسنخبر أيضا كل من سمعك ولم يردك أن يلتزم القرآن، لعل الله يرفع به الغشاوة.

8ـ "لافتة كتب عليها مرحبا بقارئ الأزهر"لا يخطئ الماليزيون الذين درسوا في الأزهر أو درسوا علوم الإسلام عموما مثل هذا الخطأ، ولا يخطئ أي حافظ للقرآن أو مقرئ أو حتى مقيم شعائر في أنه لا يوجد ما يسمى بـ"قارئ القرآن"، ولكنه "مقرئ القرآن" لأنه يقرئ الناس آيات الله أي يتلوها عليهم ليتدبروها ويحفظوها.

9ـ "استهلكت، ونصحوني بعدم القراءة أكتر من شهر"ناهيك عن انه كلام غير علمي وغير أدبي ولا يرد عن مقرئ قرآن مثل هذه الحجة، فإن كلامه غير منطقي، وهذا يعني أنه لا يتقن أحكام التلاوة، ويخشى أن يفتضح أمره لحظيا، فمقرئ القرآن يقرآه آناء الليل وأطراف النهار، وفي الصلوت الخمس، ولو احترف تلاوته فهو يقرأه في المآتم ولو كل يوم ولن يمل، وبالقياس لا يوجد مطرب يجهد صوته لدرجة أن يستريح شهرا من الغناء، مابالك بمقرئ.

10ـ "الأذان اتسجل وبعدها بدقيقتين شفت الفيديو بتاعه"هل سجلوا الأذان حتى تراه أنت وحدك؟ وأين هذه الفيديوهات؟ وهل الإمام إذا رفع الأذان يجلس للذكر أو الدرس قبل الإقامة أم يجلس لمشاهدة الفيديوهات؟ أسئلة لا يجيب عنها مدعو البطولة، بل تشهد هي على كذبهم.

11ـ "بلدي ما وقفتش معايا ومسكت علم بلدي رغم إننا مرينا بمرحلة عصيبة الفترة اللي فاتت"جاء وقت الرسائل المعلبة المجانية "اللي بتجيب مع الناس"، حتى يزداد موضوع الحلقة توهجا، وتنصر المظلوم، وتحق الحق، فمن أملى عليه ما سبق، نصحه بأن يدخل هذا الادعاء "في جملة مفيدة"، لكنه جاء عابرا ليفضح تزييفه مجددا.

12ـ "وفود الرئاسة والأزهر والأوقاف استقبلتني،ومافيش حد ودعني":بديهي، لو كانت مسابقة رسمية يكون هناك وفد مصاحب للمتسابق مثل أي بعثة رياضية أو فنية أو حتى "ذا فويس"، على الأقل يصاحبه مترجم، أو وفدا من المؤسسة التي يمثلها لينهي له إجراءات السفر، وكيف بعد أن تجاهلوه مسافرا تستقبله 3 جهات؟ مع العلم أن موفد الأزهر لا تستقبله الأوقاف.

13ـ "شخصيات سيادية اتصلت بي وطلبت تكريمي، واتفقت على لقاء مع شيخ الأزهر، وفي مباحثات مع الرئاسة"كل ذلك والمذيع يؤمن على حديثه كأنه حديث منطقي، ما هي الشخصيات السيادية في مصر؟ وكيف تتصل هذه الشخصيات بمتسابق؟ أسئلة كانت يجب أن تطرح وقتها ليعلم المشاهد مدى خطورة الوضع، الذي لم يصل إليه ذهن فريق عمل البرنامج بعد، ثم ما طبيعة التفازض مع الرئاسة؟ هل يتفق مكتب الرئيس على تحديد زمان ومكان؟ من الواضح أن الطالب المدعي لم يحسم أمره بعد بتلبية دعوة تكريم من رأس الدولة التي يفترض أنه يمثلها، وهو لم ينتبه له أثناء تلفيق الحديث، ولم ينتبه المستمع.

14ـ رفضه القراءة أمر مريب لشخص فاز بمسابقة عالمية، ثم إن هذه الأمور ترتب في غرفة الإعداد، هل ستقرأ أم لا؟ وكيف لا يستطيع تلاوة ما تيسر من القرآن ولو لمدة دقيقة وهو لم يتوقف علن الكلام طوال 20 دقيقة "زي البربنت"؟ لكنها دائما حجة البليد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل