المحتوى الرئيسى

الذكرى الخامسة للحراك الليبي.. الثورة التائهة

02/16 20:05

حراك شعبي التهم أهله، هو حقيقة ما حدث في ليبيا منذ 5 سنوات حتى اليوم، فكانت البداية مطالب بتنحي القذافي، لكن تطورت الأمور حتى حصدت آلات القتل أرواح المدنيين، فتحولت لحرب أهلية مجهولة الأطراف، فخفت صيت الدولة الليبية وأصبحت مرتعًا للجماعات الإرهابية على رأسها تنظيم داعش.

دعوات ليوم غضب ليبي واستياء لاعتقال فتحي تربل، رئيس لجنة ضحايا عائلات سجن بوسليم، وتحديد يوم الـ17 لبدء الحشد، هذا ما حدث، إلا أن مدينة بني غازي سبقت الموعد بشعر أبو القاسم الشابي "إذا الشعب يومًا أراد الحياة.. فلا بد أن يستجيب القدر"، بعد أن هبت عليها رياح التغيير من تونس ومصر، فبدأت المظاهرات بشارع جمال عبد الناصر، واُحرقت صور للعقيد معمر القذافي واجهتها رصاصات قوات الأمن.

بهذه الأحداث جاءت ردة الفعل سريعة من القذافي، البداية كانت من ابنه، سيف الإسلام، والذي اتهم المعارضين بتعاطيهم المخدرات وحبوب الهلوسة، بعدها نزل العقيد إلى شوارع طرابلس وسط أنصاره، أعقبها خطابه الشهير يوم 22 من نفس الشهر داخل فيما أسماه "البيت الصامد"، ليصف المعارضين بـ"الجرذان"، بعدها بيومين اتجه إلى الساحة الخضراء بالعاصمة ليحيي أنصاره قائلًا "استعدوا للدفاع عن ليبيا.. استعدوا للدفاع عن الكرامة.. استعدوا للدفاع عن البترول".

في حين بدأت الانشقاقات داخل نظام العقيد، فأعلن وزير الداخلية، اللواء الراحل عبد الفتاح يونس العبيدي، استقالته وانضمامه لثورة 17 فبراير، ليصبح رئيسًا لأركان جيش التحرير الوطني الليبي، مع انشقاق كتائب من الجيش الليبي وانضمامها للثوار، ما أدى لتكوين جيش في مواجهة نظيره النظامي. 

تصاعدت حدة الأمور وأخذت طريقًا بعيدًا عن السلمية، فبعد أن تكونت مجموعة مسلحة تابعة للمعارضة يقودها المنشقون عن الكتائب النظامية سيطروا على شرق ليبيا بالكامل، وذلك في الأول من مارس من نفس العام، في حين استمرت قوات القذافي في السيطرة على المناطق الغربية، لتبدأ حرب أهلية كلفت البلاد الكثير حتى اليوم.

في نفس التوقيت تم تكوين المجلس الوطني الانتقالي برئاسة مصطفى عبد الجليل، وتم تعليق عضوية ليبيا بمنظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وفي الـ7 من مارس طالب مجلس التعاون الخليجي بفرض حظر جوي على ليبيا.

في الـ17 من نفس الشهر أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا، حمل رقم 1973، بفرض حظر جوي علي ليبيا، وإباحة استخدام القوة لحماية المدنيين من هجمات القوات التابعة للقذافي، وامتنعت خمسة دول عن التصويت، وهم روسيا والصين وألمانيا والهند والبرازيل، لتبدأ ضربات حلف "الناتو" في أواخر مارس.

بهذه المقدمات ازدادت حدة القتال وكثرت الجماعات المسلحة دون وضوح للأطراف المتصارعة، ومع اشتعال الأوضاع اُغتيل رئيس أركان جيش التحرير الوطني، عبد الفتاح يونس، في ظروف غامضة، تبعها دخول المعارضين إلى العاصمة طرابلس في أغسطس، ويعلن المجلس الوطني الانتقالي عن اعتقال سيف الإسلام القذافي.

داخل مدينة سرت، وبعد غارة لحلف "الناتو"، تمكن المعارضون من القبض على معمر القذافي وقتله هو ونجله المعتصم، لينتهي نظامه وتبدأ مرحلة أخرى من الاضطرابات.

في مارس من العام 2012 أعلن أحمد السنوسي، رئيس مجلس إقليم برقة، الانفصال عن الدولة الليبية، في حين تم إجراء انتخابات المؤتمر الوطني الليبي، البرلمان، والتي انتهت بفوز تحالف القوى الوطنية، برئاسة محمود جبريل، على حساب جماعة الإخوان المسلمين، الممثبة في حزب العدالة والبناء.

مع هزيمة تيار الإسلام السياسي في الانتخابات استمرت عمليات القتال داخل البلاد، وانتشرت الجماعات الإسلامية، واستمرت الأمور حتى مايو 2014، فأعلن اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن بدء عمليات الكرامة، وعليه حل الحكومة والؤتمر الوطني، وذلك لتطهير ليبيا من الجماعات المسلحة، وهو ما قوبل بالرفض من الحكومة والمؤتمر الوطني، وعليه ازدادت حدة الصراعات بظهور جماعة فجر ليبيا، وقوات حفتر، وأخيرًا جماعة أنصار الشريعة، ووصولًا لتواجد تنظيم داعش الإرهابي.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل