المحتوى الرئيسى

في ذكرى اغتياله .. رفيق الحريري عاش رجلًا ومات فارسًا

02/15 20:01

"رجل لبنان الأول، فارس لبنان، شجرة لبنان المثمرة"... ألقاب عديدة حصل عليها قبل اغتياله، بعد أن عاش حياته كلها من أجل تعمير بلاده لبنان، وإنهاء آثار الحرب الأهلية الطاحنها بها، فقد كان رجل من طراز فريد، فارس في مجال السياسة، عاشق لتراب بلاده .. عند وفاته اكتست لبنان بالسواد حزنًا على وداع زعيمها "رفيق الحريري".

"الحريري"... الزعيم اللبناني الذي لا يُنسى، ولد في أول نوفمبر 1944، في مدينة "صيدا"، جنوب لبنان لأب مزارع، ساعده لإنهاء تعليمة الثانوي، والالتحاق بجامعة بيروت العربية ليدرس في مجال المحاسبة، ولكن عشقه لبلاده في هذه الفترة جعله عضو نشط في حركة القوميين العرب، التي تصدرت قيادتها آنذلك الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

في عام 1965 قطع دراسته؛ بسبب ارتفاع النفقات المالية وهاجر إلى السعودية، وعمل مدرسًا للرياضيات، ثم عمل محاسبًا في شركة هندسية، وفي عام 1969 أنشأ شركته الخاصة في مجال المقاولات.

ومن خلال شركته أصبح أحد أغنياء العالم، بعدما بنى بها إمبراطورية اقتصادية كبيرة، الأمر الذي دفعه للعمل خلال الثمانينيات كمبعوث شخصي لملك السعودية فهد بن عبدالعزيز آل سعود في لبنان، ومن هنا دخل أبواب السياسة، ولعب دورًا هامًا في صياغه اتفاق الطائف.

ولكن حصوله على الجنسية السعودية ومنصبه كمبعوثً شخصي لملك السعودية، لم يمنعه من المساعدة في تعمير بلاده، وإنهاء آثار الحرب الأهلية الطاحنة فيها، فكان له مواقف وقرارات ساهمت في الارتقاء بـ"لبنان" التي أكل العدوان الإسرائيلي أخضرها ويابسها يومًا.

وحين انتهت الحرب الأهلية في بلاده، قام بالعديد من الأعمال الخيرية لأبناء شعبه، أولها كان تقديم منح طلابية للدراسات الجامعية لعشرات الآلاف من شباب كل الطوائف اللبنانية، إضافة إلى تقديم المساعدات لضحايا العدوان الإسرائيلي،ومساعدة دور الأيتام، وإنقاذ جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية من الديون.

 الرجل العصامي.. اكتسب شعبية طاغية أهلته لأن يكون "رئيس وزراء لبنان" قبل أن يتم عامه الخمسين، نظرًا لعلاقاته الوطيدة بين كل القوى السياسية في لبنان، حيث رأس  الحريري حكومات لبنان لخمس دورات خلال فترتين 1992-1998، ثم 2000-2004.

وهلت بشائر الازدهار مع أيامه الأولى التي شهدت ارتفاع العملة اللبنانية بنسبة 50% عام 1992، وسعى جاهدًا لتحسين الأحوال الاقتصادية للبلاد، وظهر ذلك في قراره بتخفيض الضرائب على الدخل إلى 10% فقط، ولجأ لاقتراض ملايين الدولارات لتحسين البنية التحتية لبلاده وتنفيذ خطة الإعمار، فكان نتاج ذلك ارتفاع نسبة النمو في لبنان إلى 8%.

وفي عام 1998، انسحب الحريري من رئاسة وزراء لبنان معلنًا استقالته منها، إثر قيام الرئيس اللبناني إيميل لحود آنذاك، ببعض التعديلات الدستورية التي تتيح له مد فترة رئاسته، وهو ما لم يرتضيه الحريري فقدم استقالته في أكتوبر 2004.

من أشهر مواقفه وإنجازاته إنه كان متمسكًا بحق لبنان بالمقاومة واسترجاع الأرض من الإسرائيليين، واتفاق نيسان الذي أعطى للمدنيين الحق في مقاتلة إسرائيل، لتحرير الأراضي المحتلة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل