المحتوى الرئيسى

ألبير كامو.. يقسّم المثقفين الجزائريين

02/15 17:56

وختم صاحب كتاب "تفاحة البربري" تصريحه للجزيرة نت بقوله "إن كامو الجزائري هو ذلك الذي ينتمي إلى هوية جزائرية مستنبتة في ظرف تاريخي خاص، وحبه للجزائر هو جزء من الولاء للمشروع الكولونيالي القائم على أن الجزائر قطعة من فرنسا، أما الجزائريون أو (العرب) فليسوا إلا الطاعون".

وجددت الرسالة التي بعثها الشاعر والباحث أحمد الدلباني إلى الناقد عبد القادر رابحي الجدلَ في المشهد الثقافي الجزائري حول صاحب "الغريب"، معتبرا إياه أنه حاكم كامو أخلاقيا، بينما يجب أن يكون الخلاف سياسيا.

وقال صاحب "مأدبة المتاهة" إن كامو وقف إلى جانب الإنسان لا النظرية. وحتى إن كان سارتر قد سحَر الكثيرَ من الجزائريين بمواقفه الرَّاديكالية البطولية، وبمُعارضته الشجاعة لمنظومة العنصرية الكولونيالية، فإن ذلك يجب ألا ينسي الجزائريين أنه خرج من رحم المنظومة الفكرية الثورية في تلوينها الماركسي، وهي ذاتُ المنظومة النظرية التي جعلتهُ يسكتُ عن الانتهاكات الستالينية في بلدان أخرى.

ويرى الدلباني أن كامو لم يكن ثوريا وصاحب فكر انقلابي، لكنه كان يريدُ إصلاح اللحظة لا الانقلاب عليها، وذلك باسم قيم العدالة والكرامة الإنسانية، وباسم حبّه للجزائر التي ظل يعتبرُها بلادَه الأثيرة.

ما تركه كامو من إرث أدبي يجب أن يُقرأ في سياقه التاريخي والإنساني، حتى لا ندخل إلى المستقبل بصراعات الماضي

من جهته ثمّن الشاعر والناقد عبد القادر رابحي تجدد هذا النقاش، واعتبره ضروريا لترتيب الإشكالات وفق الأولويات التي يراها كل مثقف من زاويته بالنظر إلى حاجة المجتمع الراهنة.

وأدرج رابحي ما جرى بينه وبين أحمد دلباني من نقاش حول شخصية ألبير كامو وحول أدبه ودوره في بناء رؤية ثقافية كولونيالية، وموقفه من الثورة الجزائرية، في باب ما ينتاب الجيل الجديد من هواجس فكرية ومعرفية تطمح إلى بناء رؤية ثقافية جزائرية غير ممسوخة.

وقرأ الكاتب ياسين سليماني هذه السجالات بين المثقفين الجزائريين، بخصوص كامو على أنها فشل للنخبة المثقفة في الجزائر، في تنقية تناولاتها الفكرية والثقافية من شوائب السياسة، مستنكرا أن يقوم كاتب معروف مثل رشيد بوجدرة بدعوة الدولة والأسرة الثورية إلى منع نصب تمثال لألبير كامو في مسقط رأسه بالشرق الجزائري.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل