«ذكرى مذبحة ليبيا».. يوم تلوَّنت مياه البحر المتوسط بدماء 21 مصريًا.. و«السيسي» كان على مستوى الحدث وأعاد للمصريين كرامتهم التي أهدرها «إرهابيو داعش»

بدم بارد.. وقلوب كالحجارة.. ساقوهم بزي الإعدام البرتقالي مكتوفي الأيدي واحدًا تلو الآخر إلي المصير المحتوم.. دون أن يبالوا بالظروف التي قادتهم لهجر وطنهم وأبنائهم ونسائهم.. وفي غضون دقائق معدودة نفذوا جريمتهم الشنيعة.. وأطاحوا برقابهم.. لتختلط دماءهم النقية بمياه البحر.

مذبحة ليبيا التي تركت جرحا غائرا في قلب الوطن والمواطنين لم يخفف من وطأته سوى تلك الضربة الجوية التي نفذتها القوات المسلحة ضد تنظيم داعش بالأراضي الليبية.. ستظل راسخة في أذهان العالم أجمع كشاهد علي وحشية هذا التنظيم الإرهابي.

وتستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدا الثلاثاء، لإقامة قداس الذكرى الأولى لشهداء الوطن، في كنيسة (السمائيين)، بمطرانية سمالوط بالمنيا، بمشاركة عدد من أساقفة وكهنة الكنيسة.

تعود أحداث هذه الواقعة إلي مساء الخامس عشر من فبراير لعام 2015، حينما بثت مواقع إلكترونية مؤيدة لتنظيم "داعش" الإرهابي تسجيل مصور تحت عنوان "رسالة موقعة بالدماء لأمة الصليب"، تظهر إعدام 21 مصريا كانوا محتجزين لديه منذ ديسمبر الماضي.

جاء ذلك بعد أيام من بث تنظيم يطلق على نفسه "جند الخلافة ـ ولاية طرابلس"، صورا للمختطفين بملابس برتقالية على مقربة من شاطئ البحر، وقال التنظيم، حينها، إن الهدف من عملية احتجاز هؤلاء المصريين الأقباط هو "الثأر" مما سماه "اضطهاد" الأقباط في مصر للمسلمات، في إشارة إلى ما تردد قبل سنوات عن احتجاز عدد من القبطيات في أديرة بعد إعلانّهن الدخول في الإسلام.

والضحايا هم ، ميلاد مكين زكي - أبانوب عياد عطية - ماجد سليمان شحاتة - يوسف شكري يونان - كيرلس شكري فوزي - بيشوي أسطافنوس كامل - صموئيل أسطافنوس كامل - ملاك إبراهيم سنيوت - تواضروس يوسف تواضروس - جرجس ميلاد سنيوت - مينا فايز عزيز - هاني عبدالمسيح صليب - بيشوي عادل خلف - صموئيل ألهم ويلسن - عامل من قرية العور - عزت بشري نصيف - لوقا نجاتي - جابر منير عادلي -عصام بدار سمير - ملاك فرج إبرام - سامح صلاح فاروق.

عقب بث فيديو الذبح، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، الحداد 7 أيام في البلاد، ودعا إلي اجتماع عاجل مع مجلس الدفاع الوطني لبحث مستجدات الحادث .

وقال الرئيس في كلمة وجهها للمصريين، أن مصر تحتفظ لنفسها بحق الرد في الوقت المناسب للقصاص لقتلاها، مؤكدا أن هذه الأعمال "لن تنال من عزيمة المصريين، خاصة أن مصر هزمت الإرهاب من قبل".

وفي 16 فبراير، قامت القوات المسلحة بتوجيه ضربة عسكرية ضد بعض تمركزات تنظيم داعش الإرهابي.

وجاء نص البيان كالآتي: شعب مصر الأبي: تنفيذاً للقرارات الصادرة عن مجلس الدفاع الوطني.. وارتباطا بحق مصر فى الدفاع عن أمن واستقرار شعبها العظيم، والقصاص والرد على الأعمال الإجرامية للعناصر والتنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد..قامت قواتكم المسلحة فجر اليوم الاثنين، الموافق 16/2/2015 بتوجيه ضربة جوية مركزة ضد معسكرات ومناطق تمركز وتدريب ومخازن أسلحة وذخائر تنظيم داعش الإرهابى بالأراضي الليبية.

وأضاف البيان، "أن الضربة قد حققت أهدافها بدقة.. وعادت نسور قواتنا الجوية إلى قواعدها سالمة بحمد الله.. وإذ نؤكد أن الثأر للدماء المصرية والقصاص من القتلة والمجرمين حق علينا واجب النفاذ.. وليعلم القاصي والداني أن للمصريين درعا يحمى ويصون أمن البلاد، وسيفا يبتر الإرهاب والتطرف".