المحتوى الرئيسى

«ماشا والدب»: الكرتون الروسي يغزو «يوتيوب»

02/15 02:18

ضمن مناخٍ سياسي مضطرب، تحتدم فيه العلاقات الروسية مع أميركا وعددٍ من الدول الأوروبية، اقتحمت شخصيّة كرتونيّة روسيّة تدعى ماشا بضحكاتها «المشهد»، لتصبح من أكثر المسلسلات الكرتونيّة مشاهدةً عبر «يوتيوب» حول العالم.

«ماشا والدب» مسلسل رسوم متحركة روسي، مبني على قصة شعبيّة روسيّة. ابتكر شخصياته ألي كوزافكاف، وأنتجته شركة Animaccord الروسيّة للرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد. انطلق الموسم الأول منه العام 2009، واليوم يجري إنتاج الموسم الثالث الذي سيستمر العمل عليه إلى منتصف 2017. ترجم المسلسل إلى 25 لغة، ويُشاهد في أكثر من 100 دولة حول العالم، منها ألمانيا والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة.

قبل أيّام، حققت إحدى حلقات العمل بعنوان «ماشا والعصيدة»، أكثر من «مليار» مشاهدة على «يوتيوب»، لتصبح بذلك واحدة من بين عشرين مقطع فيديو، شوهد أكثر من مليار مرة في تاريخ الموقع، إلى جانب أغنية «هيللو» لأديل، وأغنية «غانغام ستايل» للنجم الكوري الجنوبي PSY، وغيرها. فبالرغم من أن الحلقة يعود إنتاجها إلى العام 2012، إلا أن استمرار جماهيريتها يعبّر عن حجم الإقبال الذي يلقاه العمل.

حبكة المسلسل بسيطة، وأبطالهُ دب سيركٍ متقاعد، استقر في الغابات وبدأ يستعد لحياةٍ جديدة هادئة مطمئنة، حتى التقى بفتاة صغيرة مغامرة وشقيّة تدعى ماشا، «خرّبت عليه حياته»، ومنحتها في ذات الوقت مزيداً من «الطعم والحيوية». الحوارات في المسلسل قليلة، إذ يعتمد بالأساس على اللقطات السريعة التي تتوافق مع إيقاع حركة ماشا النشيطة، حين تتسلق الأشجار، وتقفز في كل الاتجاهات.

يستقي العمل بعض مفرداته البصرية من الثقافة الروسيّة التقليدية، فالدب يشرب الشاي من «السماور» الروسي الشهير، وجميع أواني المطبخ تحوي النقوش التقليدية الملونة. الأمر ذاته ينطبق على ثياب ماشا الصغيرة التي تعقد على رأسها المنديل التقليدي لنساء الأرياف الروسيات.

لا تتجاوز مدة كل حلقة السبع دقائق، وتعالج كل منها موضوعاً منفصلاً. في إحداها يحاول الدب أن يعدّ المربى قبل أن تصل ماشا وتخلط له الأواني، أو تسكب له المزيج الساخن على الأرض. وفي حلقة أخرى، ترتدي ماشا ثياب بطلٍ خارق وتذهب لإقناع حيوانات الغابة بأن لديها قوى استثنائية. يسخر الجميع منها، فتقرر الذهاب إلى صديقها الدب الذي كان يحاول كتابة مذكراته عن حياته في السيرك. كالعادة تبعثر له ماشا الأوراق وتثير غضبه، إلا أنها فيما بعد تستطيع إنقاذه بعدما علق على سكة قطار، فيقرّر الدب مكافأتها بشراء زيٍ جديد لها، بدلاً من القديم الذي تمزق. لكن في نهاية الحلقة تخرج ماشا مرتديةً فستانها الزهري ومنديل رأسها التقليدي بعدما قررت بأنها لا تريد استبداله بأزياء الأبطال الخارقين.

في ظل هيمنة شركات «ديزني» و «بيكسار» على إنتاج الرسوم المتحركة الكبرى في العالم، يعيد «ماشا والدب» التذكير بالإرث الروسي العريق في إنتاج الرسوم المتحركة. تربت أجيال السبعينيات والثمانينيات في سوريا والعراق على أعمال مثل «عقلة الأصبع»، و «حكايات الديك الذهبي»، و «الأوز السحري»، و «حكاية أليونوشكا وأخيها إيفانوشكا». تميّزت تلك المسلسلات بسحر رسوماتها الملوَّنة وخيالها الخصب وخفّة دمها، إلى جانب مضمونها العميق. حضور رسوم الكارتون الروسية كان مفهوماً في ذلك الحين، في ظلّ العلاقات المتقاربة التي كانت تجمع الاتحاد السوفييتي بدول المنطقة. لكن اليوم الوضع مختلف تماماً، ففي الوقت الذي تتسم فيه علاقات الكثير من دول الغرب مع روسيا بالتوتر، يشق «ماشا والدب» طريقه إلى قلوب المشاهدين كباراً وصغاراً حول العالم. يحاكي العمل في براعته إنتاجات الشركات الكبرى، ويحجز له مكاناً ضمن برامج شبكة Netflix. بهذا المعنى، لا يقدم العمل نموذجاً بديلاً، كما كان في السابق، وإنما يندمج ضمن سوق إنتاج «أفلام التحريك» بوصفه منافساً.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل