المحتوى الرئيسى

صانعو الألعاب الإلكترونية في العالم العربي يبدعون في هذه المسابقة العالمية

02/14 14:45

إيضاح: شارك كاتب هذا المقال في هذه الفعالية في لبنان كعضو في فريق "جروفي أنتويد" Groovy Antoid الذي طوّر لعبة "أوجنوج سايز" Ugnug Says

تواجَه أصحاب المواهب المستقلّون من منطقة الشرق الأوسط مع أصحاب المواهب من كافة أنحاء العالم، في كانون الثاني/ يناير، وذلك في إطار فعالية "غلوبال غايم جام" Global Game Jam التي دامت 48 ساعة.

ولأول مرّة، شاركت فرق من لبنان في هذه المنافسة إلى جانب مطوّرين ناشئين من البلدان العشرة المنظِّمة للفعالية، ومنها الكويت وفلسطين، طوال عطلة نهاية الأسبوع في 29 و30 كانون الثاني/يناير.

تعقد فعالية "غلوبال غايم جام" سنويّاً ويعمل فنّانون ومطورو ويب من حول العالم على إنشاء نماذج لألعاب إلكترونية حول موضوعٍ معيّن، وهذا العام تبنّت الفعاليّة موضوع "الطقوس".

وشكّلت هذه الفعاليّة الأخيرة فرصةً لذوي المواهب المستقلّين المحليّين لإظهار مهاراتهم. ومن أهمّ المشاركات التي قدّمتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هذا العام، نذكر:

"كوستشنابل ريشتولز" Questionable Rituals (الجزائر)

الهدف في هذه الأحجية هو إيصال شخصيتك إلى نقطة معينة تتخذ شكل علمٍ. لكن عوضاً عن استخدام مفاتيح الأسهم التقليديّة، على اللاعب أن يحرّك الشخصية من خلال رسم شكل معين على النجمة الخماسيّة.

تعتمد هذه اللعبة على الخطوات المدروسة بدلاً من الحركات السريعة، ورسوماتها مؤلّفة من اللونين الأسود والأبيض فقط، وأحجياتها تشكّل تحدياً كبيراً، وهي جاهزة للطرح في متجر التطبيقات.

"أليجوري أوف ذا كايف" Allegory of the Cave  (مصر)

استناداً إلى أسطورة كهف أفلاطون حيث يسعى السجناء إلى إدراك حقيقة الأشياء من خلال الظلال التي يرونها على جدران الكهف، تَطلب هذه اللعبة من لاعبيها رصف الحجارة بشكلٍ معيّن داخل كهف وهم يرون ظلالها فقط. وهذا ما يتطلّب رؤية الأمور بمنظور آخر والتفكير في الأبعاد الثلاثية لوضع الحجارة في مواقعها المناسبة.

هذه اللعبة مبنيّة على فكرة رائعة تتخللها أحجيات صعبة، كما أنّها تحسن استخدام الصور والبصريّات. ولكن في المقابل، ينقصها روح التقدّم والتهنئة بالإنجازات كون الأحجيات كلّها تقدّم في آنٍ واحد. وبالتالي، كان اللاعب ليشعر برضى ذاتي أكبر لو تمكّن من حلّ الأحجيات الواحدة تلو الأخرى بحسب مستوى صعوبتها.

لعبة مغامَرة مخيفة تؤدّي فيها دور أبٍ يبحث عن ابنه في زنزاناتٍ مظلمة، فيما تظهر رسالة خفيّة رويداً رويدا. وفي هذه اللعبة، يجب أن تدرس خطواتك لأنّها معدودة، كما عليك أن تنتبه للأعداء المختبئين بين الظلال فيما تنتقل خطوةً تلو الأخرى.

تشبه هذه اللعبة الألعاب القديمة من حيث الشكل وينعكس فيها آثار شريط الفيديو القديم، الأمر الذي يضفي طابعاً غريباً ومخيفاً عليها. بعد إضافة ببعض التغييرات على واجهة المستخدِم مثل تغيير زرّ "لنجد ابني..."  Let's Find My Son الذي يُطلِق اللعبة، قد تصبح جاهزة للنشر قريباً.

"إر فلو" Air Flow (الأردن)

تتألف هذه اللعبة من دائرة خضراء صغيرة لها فتحة تدور باستمرار. يرمز اللون الأخضر إلى الهواء، وعند الضغط على هذه الدائرة، تذهب بالاتجاه المعاكس للفتحة وكأنّها تطلق الهواء المضغوط في داخلها وتخسر بعضًا منه. أمّا الهدف في هذه اللعبة فهو إطلاق الدائرة على وحدات أصغر من الهواء تكون مخبأة في أماكن صعبة بحسب كلّ مرحلة، وذلك قبل نفاذ الهواء الذي بحوزتك.

هذه اللعبة ممتعة جدّاً وصعبة جدّاً (وهذا أمرٌ جيّد)، لكن من حيث البصريّات يمكن أن تقدّم شيئاً أفضل من الأشكال المسطّحة التي تستخدمها حاليّاً. قد يستخدمون كبسولة فضاء صاروخيّة عوضاً عن الدائرة، وحاويات نفط عوضاً عن الدوائر الخضراء الصغيرة، ويجعلون من كلّ مرحلة جزءاً من عالمٍ فضائي جديد!

لعبتان فريدتان: "الداء البدوير" Badawi Runner و "أم زكي والعرائس" Um Zaki VS Brides

القاسم المشترك بين هاتين اللعبتين هو أنّ مطوّريها مميزَين. فالأولى طوّرها ولدٌ يبلغ 14 عاماً، والثانية طورّتها ثلاث نساء وهنّ أقليّة في مجال صناعة الألعاب الإلكترونية.  

"أوجنوج سايز" Ugnug Says... (لبنان)

في هذه اللعبة، يحصل اللاعبون الذين يتخذون هيئة مخلوقات فضائية على ثمانية وسادات تصدر صوتاً فريداً عند الضغط عليها. ويتوجّب على أوّل لاعب أن يضغط على الوسادات بنمطٍ معيّن، وعلى اللاعب الثاني أن يعيد اتباع النمط نفسه. ومن ثمّ يطبع اللاعب الثاني نمطه الخاص، ويعيده اللاعب الأوّل. وتتكرّر الفقرات بأنماط مختلفة حتّى يخطئ أيٌّ من اللاعبين.

تشبه "أوجنوج سايز" لعبة "سايمون سايز" Simon Says مع نكهة جديدة تسمح لأكثر من لاعب المشاركة فيها. إنّها لعبة ممتعة لتمضية الوقت، لكنّها بحاجة إلى بعض الإضافات مثل اللعب ضدّ الكمبيوتر، وزيادة مراحل أصعب، وحتّى اللعب عبر الإنترنت ليتمكّن اللاعبون في العالم كلّه تحدّي بعضهم البعض.

"نوت أي فيري ول ريتن بوك" Not a very well written book (المغرب)

فيما يدنو منك وحش، عليك أن تحدّد كلّ ملامحه (كم عيناً لديه، على سبيل المثال) من أجل إيجاد الرموز المناسبة للجرعة السحرية للقضاء عليه. ليس لديك سوى فرصة واحدة، لذلك تأكّد من كلّ التفاصيل.

هذه اللعبة متقنةٌ نظرًا للوقت الذي استغرقه الفريق لتطويرها، لكن رغم أنّ الوحوش تبدو وكأنّها تظهر عشوائيّاً غير أنّها تتكرّر بعد فترة.

رغم أنّ هذه اللعبة لا تزال في قيد التطوير، نأمل أن يستمرّ مطوريها في العمل عليها لأنّ فكرتها أجمل من أن تترك. وفي اللعبة، تؤدّي دور درويش صوفي الذي يدور ويرتفع أكثر فأكثر بين جبلين، متجنّباً العوائق من أجل الوصول إلى حالة من التنوّر والسلام الداخلي.

تعكس هذه اللعبة بعض الممارسات الصوفيّة المثيرة للاهتمام، كما تتضمّن بصريات تشبه لوحات الرسم، وبالتالي يمكنها أن تكون ممتعةً وتثقيفيّة في الوقت عينه.

"كاي. أيه. أم" K.A.M (تركيا)

تثبت ضحيّة بريئة على لوحٍ وتُحاط برموز، وعلى اللاعب أن يختار الرمز المطابق لذلك الذي يظهر على صدر الضحيّة. لكن انتبه، فالرموز تختفي بسرعة لذا عليك تشغيل ذاكرتك التصويريّة.

الرسوم الفنيّة جميلة في هذه اللعبة، والصور المتحركة تُضفي ميزة إضافية، كما أنّ اللعبة تنافسية. ولكّنها قد تحتاج إلى رفع العقوبة أكثر عند الخسارة، فحاليّاً يتحوّل الشاب إلى وحش ثم يعود إلى طبيعته وكأنّ شيئاً لم يحدث. في المقابل، يمكن لشاشة إعادة المحاولة أن تُظهِر وقع الخسارة أكثر.

أهم أخبار تكنولوجيا

Comments

عاجل