المحتوى الرئيسى

مريم غانم.. فن الشارع

02/13 01:50

بدأت علاقة مريم غانم بالرسم منذ الطفولة، إلا أنّ موهبتها لم تلقَ الاهتمام وبقيت لوحاتها وعلاقتها بالألوان حبيسة في دائرتها الصغرى بين أفراد العائلة والأصدقاء. درست غانم الهندسة المعمارية في جامعة بيروت العربية وتخرّجت العام الماضي، وكانت المرة الأولى التي أطلقت فيها العنان لخمس لوحات أمام العيان في العام 2011 في معرض «الحرية أنثى»، وأتت ردود الأفعال إيجابية من قبل المحترفين ورواد المعرض، وتوالت مشاركات غانم في المعارض.

نشاط غانم الفني الأول في الشارع كان عبارة عن مشاركة فنية على جسر الرويس في الضاحية الجنوبية، من تنظيم بلدية الغبيري بمشاركة عدد كبير من الرسامين كتعبير فني في وجه التفجيرات الإرهابية التي طالت تلك المنطقة، ثم كانت جداريتها الأولى في منطقة سن الفيل بمبادرة شخصية، وحمل العمل شعار «منكم دبابة أخرى ومنا حجر» وذلك في بداية العدوان على غزة، وتوالت الجداريات انطلاقاً من فكرة تؤمن بها غانم وهي أنّ الشهداء ليسوا أرقاماً بل أسماء وقصص وحيوات، فخطرت لها فكرة رسم جداريتها الثانية على حائط على طريق المطار تحت عنوان «البحر غضبان ما بيضحكش»، مهداة إلى أرواح الأطفال عاهد وزكريا ومحمد وإسماعيل البكر الذين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي على شاطئ غزّة، واسم الجدارية مأخوذ من قصيدة «البحر بيضحك ليه؟»، للشاعر المصري نجيب سرور، والذي كان قد لحنها وغنّاها الشيخ إمام.

رسمت غانم جداريتها الثالثة على حائط على طريق المطار أيضاً تحت عنوان «الدنيا ريشة فـ هوا» وأهدتها إلى الشهيدة الفلسطينية غدير أبو رجيلي، وهي الفتاة المقعدة التي استشهدت خلال العدوان على غزة أيضاً، ثم كانت الجدارية الرابعة في منطقة بئر حسن، بجانب مقر الأونروا في بيروت، تحت عنوان «سأُعيد ترتيب المساء»، والتي أهدتها إلى الشهيد محمد أبو خضير، شهيد الفجر، أمأ الجدارية الخامسة أمام مدخل مخيم مار الياس الجدارية تحت عنوان «لا أستأذنُ أحداً.. أقضمُ تفاحةَ موتي.. وأغنّي وأغنّي للحريّة» وهي مهداة إلى الشاعر سميح القاسم، تعلن غانم أنّ «فن الشارع هو طريقة قوية لإيصال الأفكار والآراء».

تقول غانم في حديث لـ «السفير» أنّ تحديد مكان رسم الجدارية يعود إلى الفــــكرة الأساس، وأنّها تحاول الحصول عــــلى ترخيص من البلدية قبل الشروع في مهمتها الفنية، «تعذّر عليّ الحصول على ترخيــص لرسم جدارية خاصة بالفساد بالقرب من وسط بيروت على سبيل المثال».

في جعبة غانم الفنية عدد من الأنماط منها الكولاج، «هناك مجموعة من الفنانين الذين أحبهم وأحترمهم فأختار صورهم وأقوم بعملية الكولاج التي أراها مناسبة وهو نوع فني أعتمده وقمت ببيع عدد من الصور في سوق «أبو رخوصة» ليس بهدف البيع والربح بل بهدف المشاركة في الحراك المدني، هذا إلى جانب سلسلة «انت والغنية» المبنية على رسوم مرفقة بجمل من أغنيات، وأعمل على عدد من المشاريع منها جمع هذه السلسلة في كتيّب على أن يصدر العام الجاري في معرض الكتاب، أمّا المشروع الذي أعمل عليه في الفترة الأخيرة فهو إطلاق موقع إلكتروني تحت عنوان دار مريم، من المقرّر أن يتم إطلاقه خلال شهر أو شهرين على أبعد تقدير، وسيضمّ هذا الموقع تصاميم فنية للأثاث».

لم تحصل غانم على دورات في الرسم ومعرضها الخاص المقبل مؤجّل بسبب انشغالها بالتركيز على تصاميمها الخاصة بالأثاث، «آمل أن أخضع لدورات في الخط العربي، أعشق جماليات الخط العربي، وأراه دوماً حاضراً في لوحاتي»،

أمّا بالنسبة إلى تطوير موهبتها في الرسم فتقول «أستمع دوماً إلى آراء المختصّين من أساتذة في الجامعة اللبنانية وفنانين وأتابع بدقة ملاحظاتهم، ويبقى الشغف والموهبة حافزَين أساسيين للخوض في أنماط فنية مختلفة، أحبّ الرسم وهو وسيلتي للتعبير وإبداء الرأي وهو ثورتي وحريتي».

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل