بالأرقام | يوفنتوس ونابولي في ميزان المال والأعمال - Goal.com

"في زمن يُعتبر فيه المال كل شيء، ليستر أعطى الأمل للجميع" جملة لخص بها الإيطالي كلاوديو رانييري مُدرب ليستر سيتي المعجزة التي قام بها فريقه متصدر ترتيب البريميرليج بعد الفوز على مانشستر سيتي الأسبوع الماضي 3-1 في معركة مباشرة على المركز الأول وعلى أرض الأخير.في كرة القدم، لا يُمكنك التنبؤ بالنتائج وهو ما يجعل هذه اللعبة هي الأكثر شعبيةً في العالم، فلم يظهر فارق الأرباح الهائل بين سادس أكثر أندية العالم ربحًا الموسم الماضي بـ 463 مليون يورو وليستر الذي لم تتجاوز أرباحه في نفس الفترة 137 مليون يورو (1/3 من أرباح مانشستر سيتي) على أرض الملعب، فهل نشهد تطبيقًا آخر لهذه النظرية السبت المُقبل في جنة كرة القدم؟ولا تتجاوز أرباح ليستر المملوك لرجال الأعمال التايلندي "فيتاي سيرفادهانابرابها" كثيرًا الأرباح التي حققها نابولي الإيطالي في الموسم الماضي والتي وصلت إلى 130 مليون يورو بعد خصم أرباح رأس المال والمشاركات الأوروبية. وما حققه البارتينوبي لا يُقارن بما حققه يوفنتوس في نفس الفترة والحديث عن 240 مليون يورو بعد استثناء 110 مليون يورو هي أرباح رأس المال والمشاركات الأوروبية حيث وصل يوفنتوس الموسم الماضي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، إذن فالفجوة المالية بين يوفنتوس ونابولي لا تختلف عن الفجوة بين السيتي وليستر.في الواقع، فإن الفجوة الكبيرة في الأرباح السنوية بين يوفنتوس ونابولي غير كافية لإعلان البيانكونيري فائزًا في المواجهة الاقتصادية مع خصمه متصدر الترتيب كرويًا فهناك أربعة محاور إضافية لا يُمكن تجاهلها وهي الميزانية السنوية أي الفارق بين أرباح ومصاريف الناديين، كلفة بناء الفريق، نظام التنمية المالية وأخيرًا الاستثمار في سوق الانتقالات، كل هذه النقاط سنقوم بدراستها عبر السنوات الثلاثة الماضية اعتمادًا على تصريحات الأندية، الاتحاد الإيطالي والاتحاد الأوروبي.دورة رأس الماليوفنتوس يُسجل الهدف الأول! أندريا أنيلي رئيس يوفنتوس ربح بين عامي 2013 و2015 ما يُقارب الـ 1 مليار يورو حيث تزايدت الأرباح على هذا الشكل (283، 315، 348) ليكون المُجموع تمامًا 946 مليون يورو. بينما وصلت أرباح أوريليو دي لاورينتس خلال نفس الفترة إلى 632 مليون يورو (153، 237، 143).الميزانية السنويةالتعادل لنابولي! خلال السنوات الثلاث الماضية أنهى نابولي سنتين ماليتين بميزانية خضراء (رابحة) مقابل سنة مالية واحدة حمراء (خاسرة) ورغم الاتجاه في الطريق الخطأ فإن أرباح دي لاورينتس بلغت 15 مليون يورو بواقع (+8، +20، -13) بينما كان أمام يوفنتوس عمل كثير ليخرج من سنتين ماليتين بميزانية حمراء إلى سنة مالية واحدة بميزانية خضراء لكنه سار في الاتجاه الصحيح (-15.9، -6.7، +2.3) الإجمالي وصل إلى -20 مليون يورو.كلفة بناء الفريقنابولي يتقدم! الآدزوري كان أكثر حكمةً من البيانكونيري الذي قام خلال السنوات الماضية ببناء فريق مكون من لاعبين مميزين وكانت النتيجة السيطرة على لقب الاسكوديتو لأربع سنوات والوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا في 2015.خلال السنوات الثلاث الماضية ارتفع إجمالي مصاريف يوفنتوس على رواتب لاعبيه على الشكل التالي (163، 167، 178) أي أن يوفنتوس دفع خلال ثلاث سنوات 508 مليون يورو فقط رواتب للاعبيه بالإضافة إلى 160 مليون يورو هي قيمة استهلاك اللاعبين (للسنة الواحدة: ثمن التعاقد مع اللاعب / عدد سنوات عقده) لتكون كلفة بناء يوفنتوس خلال الفترة المذكورة هي 668 مليون يورو بمُعدل 222 مليون يورو تقريبًا للسنة الواحدة.بالمقابل نجد أرقامًا أقل بكثير في نابولي، 377 مليون يورو هي مجموع إجمالي الرواتب 229 مليون يورو وقيمة استهلاك لاعبين 148 مليون يورو، بمتوسط سنوي 126 مليون يورو أي أقل من يوفنتوس بما يُقارب الـ 100 مليون يورو سنويًا.وهنا يجدر الحديث عن أحد قوانين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي يمنع الأندية من صرف أكثر من 70% من إجمالي التكاليف على رواتب اللاعبين و80% بعد إضافة قيمة الاستهلاك وبناءً على هذه المعطيات يُمكن لنابولي أن يفخر بأن تصل قيمة بناء الفريق إلى 60% من إجمالي تكاليفه بالمقارنة مع 70% بالنسبة ليوفنتوس.الأصول، الديون وخُطط التنميةيوفنتوس يعود بالنتيجة! حظيت ميزانية يوفنتوس بديون متزايدة في السنوات الماضية نتيجة الاستثمار في بناء يوفنتوس ستاديوم ومصاريف العودة إلى مصاف الكبار بعد فضيحة الكالشيو بولي ووصل إجمالي الديون في 30 سبتمبر 2015 إلى 195 مليون يورو.ونجح أندريا أنيلي وإدارة يوفنتوس في إعادة النادي لمكانته الأوروبية بفضل التخطيط الجيد للمستقبل وبناء الملعب الجديد والعمل على إنشاء منطقة متكاملة الخدمات بجواره خلال السنوات القليلة القادمة وعلى مستوى التسويق حصل البيانكونيري على عقد رعاية إقليمي مع شركة البيرة المكسيكية "تيكاتي" وسلسلة مطاعم وفنادق بعلامة "J" التجارية كصورة ليوفنتوس حول العالم.في المقابل قرر نابولي الخوض في مشروع إعادة هيكلة ملعب السان باولو مقابل 20 مليون يورو دون وجود مشاريع استثمارية على المستوى التجاري أو الرياضي وهي عوامل تؤثر على أرباح نابولي من المصالح المشتركة مثل حقوق النقل التلفزيوني.ولهذا السبب وصل معدل أرباح يوفنتوس خلال السنوات الثلاث الماضية من المشاريع التجارية إلى 55 مليون يورو سنويًا بالإضافة إلى 43 مليون يورو هي عائدات بيع تذاكر دخول الملعب لمشاهدة المباريات وغيرها من الفعاليات وبعيدًا عنه بكثير يقف نابولي بأرباح 17 مليون يورو من شباك التذاكر و19 مليون دولار من الرعاة والأنشطة التسويقية وهو ما يُهدد المستقبل المالي للنادي رغم عدم وجود أي ديون عليه وتوفر 50 مليون يورو احتياطي في المصارف.الاستثمار في سوق الانتقالاتيوفنتوس يرفض التعادل مع نابولي! قيمة استثمارات يوفنتوس في سوق الانتقالات أكبر بكثير من نابولي فخلال السنوات الخمس الماضية وبناءً على أرقام من مواقع مختصة قام يوفنتوس بصرف 450 مليون يورو وحصل على 250 من بيع لاعبيه أما نابولي فصرف 300 مليون يورو وحصل على 180 مليون يورو من البيع ويجدر ذكر أن هذه الأرقام وخصوصًا أرقام نابولي تفتقر لتأكيدات رسمية.ويُساعد إدراج أسهم يوفنتوس في سوق الأوراق المالية على كشف صحة هذه الأرقام وفي التفاصيل فإن الفارق بين مصاريف يوفنتوس ومداخيله في السوق خلال السنوات الماضية كان كالتالي 80 مليون يورو في موسم 2011/12، 45 مليون يورو في موسم 2012/13، 25 مليون يورو في موسم 2013/14 وحوالي 115 مليون يورو في صيف 2015 ووفقًا لمواقع مختصة فإن إجمالي قيمة لاعبي يوفنتوس تصل إلى 380 مليون يورو مقابل 280 مليون يورو لنابولي.ولتكون الصورة أكثر اكتمالًا فإن المستقبل يبدو مميزًا بالنسبة ليوفنتوس الذي سعى خلال السنوات الماضية للحصول على أفضل المواهب الشابة واستثمر كثيرًا من أجلهم وهو ما يعني ازدهارًا على المستوى الرياضي والمالي.النتيجة النهائية: يوفنتوس 3-2 نابولي