المحتوى الرئيسى

المتدرب ودانتيلا الإحساس

02/12 22:15

المتدرب «the intern» فيلم بطله روبرت دى نيرو الذى تجاوز السبعين ومخرجته نانسى مايرز اقتربت من السبعين، له طعم مختلف وإيقاع ذو ملامح خاصة، فيلم نجح دون أكشن أو جنس أو إثارة أو دم أو خيال علمى أو حبكة جريمة أو سباق سيارات، إلى آخر تلك الخلطة السحرية التى تجذب المشاهد، فيلم ناعم مطبوخ على مهل دون كل تلك البهارات الهوليودية، قصة بسيطة من الممكن أن تصفها بالمكررة، من الممكن أن تطلق عليه جوانى أو داخلى، يعتمد على اللفتة والإشارة والنظرة والدمعة والابتسامة ولمسة اليد وربتة الكتف وحضن الاحتواء، لا يوجد فيه أى فرد عضلات، تتسلل فيه الأحاسيس والعواطف بلا ضجيج، تقف على أطراف أصابعها وتتسلل إلى حجرة قلبك وتطبع على جبينك قبلة، روبرت دى نيرو موظف متقاعد منذ أكثر من عشر سنوات، مستريح مادياً، حياته روتين ما بين زيارة ابنه وحفيده وما بين شراء مستلزماته من السوبر ماركت والهيام على وجهه فى الشوارع كسراً للملل، يقرأ إعلاناً يطلب فيه بيت أزياء يسوق عبر الإنترنت متدربين جدداً، صاحبة تلك المؤسسة جولز أوستن، التى تجسد دورها آن هاثاواى، شخصية تملك إيقاع هذا الزمن اللاهث المتسربع، ما بين الإيميل والإس إم إس والشات، لا تمنح المتدرب أى اهتمام، يحاول هو أن يجارى الإيقاع برغم رابطة العنق ومنديله القماش وحقيبته القديمة وآلته الحاسبة وضرباته على الكى بورد بأصبع واحد، كان فقيراً حقاً فى التعامل مع التكنولوجيا لكنه كان فى منتهى الثراء فى التعامل مع الحياة والدنيا والعواطف، هذا الآتى من عالم مطبعة دليل التليفون الضخم، حيث كان يعمل، اتسع حضنه لكل العاملين معه فأصبح هو جوجل العواطف والخبرات الإنسانية، كان يجفف دموعهم بمنديله الأثرى الذى وجدوا فيه تجفيفاً ناجحاً لدموعهم لكن الأهم أنه لم يجفف مشاعرهم أو قلوبهم أو أرواحهم، أبدع روبرت دى نيرو فى أن يلمس قلبك بمنتهى السلاسة فى الأداء، لمس قلب جولز أيضاً بخبرته الحياتية، بهدوئه فى التعامل مع المشكلات، احتوى ابنتها، جعل زوجها يحس بالندم بعد خيانته لها، هذا الزوج الذى تفرغ لخدمة ابنته بعد انشغال الأم، شجعها على النظر لزوايا الحياة الأخرى البعيدة عن شاشات الموبايلات والتابات واللابتوبات، انظرى هناك حياة أخرى تسرق منكِ عزيزتى، قالت له وهى تبكى فى لحظة كشف وصدق أخاف أن أدفن وحدى بعد انفصالى عن زوجى! قال لها باسماً سيكون لدىَّ فى قبرى مساحة مناسبة لك لترقدى إلى جانبى ومعنا زوجتى الحبيبة التى فارقتنى وتركتنى وحيداً بينما كنا قد اتفقنا على أن نكبر سوياً بالحب وفى الحب.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل