المحتوى الرئيسى

ممثل الكنيسة الروسية: التفاهم والحوار أولوية.. وعلينا السعى للوحدة بضمائر نقية.. وذكرياتى عن مصر ارتبطت بـ'توت عنخ آمون'

02/12 14:05

ممثل الكنيسة الروسية لـ"صدى البلد": ننتظر لقاء البطريرك كيرل وبابا الفاتيكان من الغريب ألا يلتقى رؤساء أكبر كنيستين فى العالم الروس اصطفوا لرؤية مقتنيات توت عنخ آمون علينا أن نعبر عن رأى الكنيسة فى كل المجالات تقويم عيد الميلاد غير مطروح للمناقشة أكد المطران جناديوس، أسقف كاسكلان وكازاخستنان وممثل الكنيسة الروسية، فى حوار مع "صدى البلد"، أن لقاء البطريرك كيرل، بطريرك موسكو وعموم روسيا، مع بابا الفاتيكان يبحث أوضاع المسيحيين الذين يتعرضون للعنف فى الشرق الأوسط.. وإلى نص الحوار..

هل زرت القاهرة من قبل؟

كنت فى القاهرة منتصف التسعينيات، حيث زرت الغردقة مع مجموعة من الأصدقاء، كما قمت بزيارة العديد من الأماكن الأثرية مثل الأهرامات والمتحف المصرى فى مصر، وتناولنا العشاء بأحد المراكب على النيل.

ولكن أول ذكرى عن مصر مرتبطة بأحد المعارض تم تنظيمه فى مسقط رأسي روسيا، فى سان بطرسبرج، حيث تم عرض مقتنيات توت عنخ آمون واصطف الروس لرؤية المقتنيات الرائعة.

كأسقف فى دولة ذات أغلبية أسلامية كيف ترى الحوار الإسلامى المسيحى؟

خلال ست سنوات كنت فى الكنيسة بكازاخستان، والمجتمع المسيحى هناك يمثل ربع تعداد البلد، والإسلام والمسلمون متسامحون، فكازاخستان كبلد لديها تاريخ وحضارة قديمة ومتميزة، وإلى جانب الشريعة الإسلامية تحكمنا عادات تقاليد قائمة على التسامح والحب.

ولدينا علاقة طيبة بالجميع هناك، ورئيس الدولة شخصية لها مكانتها داخل كازاخستان وفى روسيا ومعروف بانفتاحه ويجيد التعامل مع الثقافات المختلفة بدون تمييز، كما نتبادل الزيارات باستمرار فى المناسبات المختلفة، إلى جانب مشاركة رجال الدين الإسلامى والمسيحى فى محاضرات لشرح مفهوم الدين.

وأتذكر فى إحدى المناسبات كنت أتحدث أمام مفتى كازاخستان عن معنى الأديان وهو كان يستمع بعناية، إلى جانب أن كهنتنا الأرثوذكس يتلقون الدعوات لمناسبات مختلفة ويذهبون بسعادة لمعرفة الإسلام، كما يلقون محاضرات لاهوتية للتعريف بالمسيحية.

ولكن هل هناك حرية لبناء الكنائس وممارسة الشعائر الدينية؟

نعم فى كل مدينة كبيرة فى كازاخستان توجد كنيسة، وهناك بعض المدن بها أكثر من كنيسة، وكما قلت من قبل فرئيس كازاخستان موضع احترام فى روسيا وكازاخستان ويؤمن بفكرة قبول الآخر، وهو دائما يسعى إلى عمل رابط مشترك يجمع ما بين الفكر الإسلامى والكنيسة الأرثوذكسية من خلال الثقافة والتعليم، وبشكل عام من ينشأ على معرفة الأدب والحضارة الكازاخستانية سوف ينشأ على قبول الآخر أيا كانت ماهيته.

من وجهة نظرك من أين تأتى الردايكالية الإسلامية؟

الردايكالية الإسلامية تأتى نتيجة عدة عوامل منها فقر الثقافة والتعليم، والتى تخلق إنسانا ضيق الأفق غير قادر على تقبل الاختلاف وفهم وإدراك العالم من حوله ويركز فى فكرة واحدة، ويمكن أن أصف الراديكالية بأنها "الدين بدون حب".

هل الراديكالية مرتبطة بالأديان فقط؟

كلا هناك تعصب فى الرياضة، ونجدها منتشرة بين الشباب، وذلك نتيجة للجهل وسوء التربية فى بعض الأحيان، بالإضافة إلى العواطف والحماس الذى يدفع إلى العدوانية، وبعضهم يتعرض لكوراث ومشاكل فى حياتهم.

فطاقة الشباب والعواطف يمكن استخدامها وتوجيهها نحو الراديكالية، كما أنهم عديمو الخبرة فى الحياة وقد يتأثرون بالبروباجندا، وهدفنا هو استخدام التعليم والتنوير لمساعدة الشباب لتجنب هذا الخطر.

كيف يمكن القضاء على الراديكالية من وجهة نظرك؟

على الإنسان أن يرجع ويفهم تاريخ بلده أولا، والتاريخ العالمى والذى نشأ على قبول الآخر والتعاون مع كل الأطياف، كما يجب أن يعمل كل منا على أن يغنى ثقافته ويستقبل القيم من الثقافات الأخرى وبناء جسر من الأخوة، وكل هذا يبعد أى إنسان عن الفكر الراديكالى.

الفاتيكان أعلن عن لقاء مرتقب يجمع البابا فرنسيس مع البطريرك كيرل أسقف روسيا.. فكيف ترى تأثير هذا اللقاء فى الحوار بين الكنيستين؟

ننتظر اللقاء بقوة، فمن غير المعقول أن رئيسى أكبر كنيستين فى العالم لم يلتقيا، ففى السابق كانت المسافات والحواجز والنظم السياسية تؤثر وربما تشكل مانع للقاء، أما الآن فكل هذه الأسباب غير موجودة والمسافات أصبحت قصيرة.

والأرثوذكس والفاتيكان لديهم العديد من المشتركات والروئ المتشابهة ونفس القيم والمبادئ، وسوف ننتظر النتائج، والتى أعتقد أنها سوف تكون جيدة وتعمل على تحسين العلاقات، والموضوع الرئيسى على مائدة الحوار الدفاع عن المسيحيين الذين يعانون فى منطقة الشرق الأوسط.

البابا فرنسيس ومعه البابا تواضروس اقترحا توحيد عيد القيامة على أن يكون الأسبوع الثانى أو الثالث من أبريل.. فكيف ترى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية هذا المقترح؟

هذه رؤية إيجابية ونحن سعداء بهذا المقترح، ولكن يجب أن أذكر أن الفاتيكان يحتفلون بعيد القيامة قبل الفصح اليهودى وهذا مخالف من وجهة نظر الفكر اللاهوتى الأرثوذكسى، فطبقا لحركة الأفلاك واللاهوت والعقيدة الأرثوذكسية فإن القيامة بعد الفصح اليهودى وليس قبله.

ولكن هل هذا تتم دراسته؟

أعتقد أن كل شىء بحاجة للدراسة، وهناك العديد من الأشياء التى نحتاج أن نتناقش فيها، ولدينا مبدأ مسيحى قاله القديس أوغسطينوس: "نشترك ونتفق فى الأولويات وربما نختلف فى الثانويات ولكن تجمعنا المحبة".

وبالرغم من أن وجهة نظرنا حول الاحتفال بعيد القيامة تختلف مع الفاتيكان، إلا أن هذا لا يدمر أو يؤذى وحدتنا، ففى وجهة نظرى هذا ليس بأمر جوهرى ولكن ثانوى، وإن كان الاتفاق بين الكنائس فى هذا صعب لكن عندما نجتمع لمناقشة مثل هذه الأشياء نشرح نوايانا الحسنة ونشهد لرغبتنا للوصول للوحدة.

يجتمع رؤساء الكنائس الروم الأرثوذكس فى يونيو المقبل بجزيرة تكريت لبجث عدة موضوعات.. فما أجندة اللقاء؟

من المبكر الحديث عن اللقاء فى وسائل الإعلام، ولكن الهدف منه أن نعلن ونشهد أن كل الكنائس المجتمعة لديها صوت واحد، وبشكل عام سوف نناقش العلاقة مع الكنائس والزواج المسيحى، وإن كان اللقاء مع بابا الفاتيكان للشهادة للمسيحية فاللقاء المسيحى الأرثوذكسي يشهد عن الوحدة الأرثوذكسية.

ضمن أجندة اللقاء جزء عن الزواج فهل هناك مشاكل فى الأحوال الشخصية بكنيسة الروم الأرثوذكس؟ وماذا عن لائحة الأحوال الشخصية التى تعمل بها الكنائس الروم؟

سوف نتناول الزواج بين الأرثوذكس والكنائس الأخرى، وفى هذه الحالات من الزواج عليهم أن يضمنوا أن ينشأ الأطفال تنشئة أرثوذكسية.

الكنيسة الروسية والقدس يحتفلون بعيد الميلاد فى السابع من يناير طبقا للتقويم اليوليانى بينما باقى كنائس الروم تحتفل فى الخامس والعشرين طبقا للتقويم الغريغورى.. فهل سيكون توحيد التقويم على أجندة اللقاء؟

بالفعل هذا الاختلاف موجود ولكنه غير مطروح للنقاش.

كيف ترى العلاقة بين الكنيستين الروم فى مصر وروسيا؟

العلاقة بينهما جيدة، فقد أرسل البطريرك ثيؤدوروس، بابا الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، المطران نيقوديموس، مطران ممفيس، ليكون فى استقبالى بالمطار، كما أن كنيسة الروم الأرثوذكس فى مصر أعطتنا كنيسة ليصلى فيها الروس المتواجدون هنا.

هل سيكون للمباحثات بين الكنيسة الروسية والكنيسة الأرثوذكسية القبطية والنتائج التى تصل إليها تأثير ومردود بين كنائس وبطريركات الروم الأرثوذكس فى العالم والكنيسة القبطية؟

كل حوار ونتيجة يمكن أن يؤثر بالطبع بين الكنائس، والآن نحن نتناقش مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حول التبادل الطلابى والحوار اللاهوتى، ومناقشة مفيدة نحو طريق الوحدة والاتفاق بين الكنائس.

ما هو مفهوم الوحدة بين الكنائس من وجهة نظرك؟

علينا أن نفعل كل ما فى وسعنا لنحقق وصية المسيح التى قالها فى الإنجيل وهى "أن يكون الكل واحدا"، وهناك درجات مختلفة من الوحدة والتقارب، وعلينا أن ننقى ضمائرنا ونسعى بجدية نحو الوحدة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل