المحتوى الرئيسى

نحارب داعش ليبيا.. أولى من داعش سوريا

02/11 22:09

يحشد التحالف بقيادة السعودية مائة وخمسين ألف مقاتل لدخول سوريا عبر تركيا لقتال داعش، قوات التحالف تضم قوات سعودية، مصرية، تركية، مغربية، قطرية، سودانية، أردنية، وإماراتية، ويتم تدريبهم حالياً على الأراضى السعودية. المملكة من قبل هددت بشار الأسد بالتدخل العسكرى لإسقاطه إن لم يترك الحكم بإرادته، واشترطت عدم وجوده فى معادلة حل المشكلة السورية سلمياً. ولا أدرى كيف تحارب دول التحالف الدواعش فى سوريا، والقضاء عليهم وهزيمتهم تعنى انتصار بشار؟ وهل سيحارب التحالف جبهة النصرة، وجيش الإسلام، وجيش الفتح، وكلها ممولة عربياً وتحارب بشار كما تحاربه داعش؟ اللهم إلا إذا كان حرب بشار تبدأ بعد القضاء على الدواعش والجماعات والشعب أيضاً. الحرب فى سوريا بين التيارات الجهادية وبشار الأسد العلوى هى حرب طائفية ينسج خيوطها منذ قرون كذب بن سلول، ودهاء عمرو، ودماء كربلاء، ومظالم الحجاج. ولسنا، يا سادة، أحد خيوطها، وهى حرب مستمرة ومستعرة ومشتعلة منذ زمن معاوية وابن أبى طالب يرثها أحفادهما ولسنا من حفدتهما، الثأر هو غذاؤها وشرابها معاً، وليس لنا قدرة على هضمه، فلم يكن منا يوماً زارعه أو حاصده أو حتى طاهيه. إياكم أن تأخذونا إليها فكلاهما يدفعان ثمنها ولم يستوفيا حقها، ولم تكفهما نيرانها المشتعلة منذ قرون حتى الآن.

أولاً: إن دخول قوات التحالف البرية إلى سوريا هو صدام مباشر بين السنة والشيعة غير مستور، بين تحالف شيعى مكون من إيران وحزب الله والجيش السورى من ناحية، وقوات التحالف السنية التى تضم الدول السابقة من ناحية أخرى، هذه حرب لا نصر فيها ولا هزيمة ولا انسحاب، وهلاك الجميع فى نهاية الطريق، بئر بلا قرار، وبحر بلا نجاة، وعلة بلا دواء. وزير الخارجية السورى وليد المعلم يصرح بأن بلاده ستقاوم أى توغل برى فى أراضيها، وستعيد «المعتدين فى صناديق خشبية»، هى نفس لغة تهديد إيران وحزب الله، هذه الحرب الكل فيها خاسر ما عدا الدواعش، هم الرابح الوحيد.

ثانياً: إن الضربات الروسية لداعش فى سوريا قد أنهكتها، واسترد جيش بشار أكثر من أربعين فى المائة من الأراضى التى استولت عليها، مما يؤكد أن الأمور تعود لصالح الجيش السورى على حساب المنظمات الجهادية، ويجعل التدخل الأجنبى أمراً مشكوكاً فيه ونخشى أن يرمى بقصد أو بدونه لصالح الجهاديين بما فيهم الدواعش ويقلب موازين القوى لصالحهم.

ثالثاً: التدخل المصرى فى سوريا هو انتهاك صارخ لسيادة دولة على أراضيها، وهذا واضح فى تصريحات وزير خارجيتها وليد المعلم، أما مساندة الشعب السورى فهذه أكذوبة لأن الشعوب خارج معادلة الحكام، ولو كان الأمر كذلك لتخلصنا من معظم الأنظمة العربية. التحالف يدعم فى الجنوب الحكومة الشرعية ضد المعارضين، وفى الشمال يدعم المعارضين ضد الحكومة الشرعية.

ثالثاً: الضربات المتلاحقة على دواعش سوريا والعراق كانت نتيجتها هروب الكثير من الدواعش إلى ليبيا، وهو البديل الجديد لدولة الخلافة الإسلامية، ودولة ليبيا الفاشلة أصبحت جاهزة لإدارة التوحش، وهو سيناريو داعش لإدارة الدول المنهكة. التقارير تؤكد أن الزحف الداعشى يتركز فى مدينتَى سرت ودرنة وبداية الاستيلاء على هلال البترول وهو استقتواء اقتصادى ويمثل خطورة كبيرة على مصر. فكيف تقوم مصر بشن حرب على داعش سوريا لتزيد بذلك أعداد الهاربين من نار الحرب من سوريا إلى ليبيا. هل ستطلب مصر نقل الحرب من داعش سوريا إلى داعش ليبيا؟

رابعاً: هزيمة الحوثيين فى اليمن التى باتت وشيكة هى هزيمة لإيران، ولا أتصور أن تقبل إيران تكرار هزيمتها فى سوريا، خصوصاً بعد فك الحصار الاقتصادى، والاتفاقيات السرية الإيرانية الأمريكية، وفك الحظر عن ودائعها بالمليارات، وفك حصار التسليح، وزيادة ضخ البترول بكميات وفيرة إلى أوروبا وخطتها المقبلة هى محاربة السعودية عبر سوق النفط فى أوروبا، مما يجعل الاقتصاد الإيرانى قادراً على الصمود عن ذى قبل، وهذا يدعونا إلى إعادة النظر فى الأمر.

رابعاً: كنا قد التزمنا بحماية أمن الخليج، وهذا حقهم فى رقابنا، لا نتخلى عنه مهما كلفنا من مال وعتاد، وهذا فى حالة الاعتداء على أراضيه. أمن الخليج هو أمن مصر نحميه وندافع عنه بأرواحنا، لكننا فى نفس الوقت لا نقبل أن يخرج جيشنا فى غير هذه المهمة الوطنية، أو أن يُزج به فى حرب طائفية مشتعلة لمئات السنين بين مذهبين متقاتلين على الحكم والخلافة لم نكن يوماً طرفاً فيها.

خامساً: لا حل للمشكلة السورية إلا بإبعاد كافة العناصر التى تتدخل فى الشأن السورى تحت أكذوبة دعم الشرعية أو الدولة الإسلامية أو الجهاد أو الديمقراطية، واتركوا أمر سوريا للسوريين وكفّوا أذاكم وأموالكم ومجاهديكم عنهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل