المحتوى الرئيسى

كواليس الدور الخفي لعبد اللطيف المناوي في تنحي «مبارك»

02/11 13:48

كان عبد اللطيف المناوي، رئيس قطاع الأخبار باتحاد الإذاعة والتلفزيون، فترة حكم مبارك، يدرك جيدا خطورة ما آلت إليه الأوضاع في الشارع المصري، وتحديدا يوم 10 فبراير 2011، فهو يعلم تمام العلم أن "كادر" كاميرات التلفزيون المصري الممثلئ بالتفاؤل والأمل، بوجود النيل والبرج، مغاير تماما للواقع.

المئات يحاصرون مبنى "ماسبيرو"، يهتفون ضد انظام، وضد التلفزيون المصري، فالوضع متوتر، والتصعيد في تزادي مستمر، ولا أحد يمكنه أن يتوقع ماذا سيحدث بعد ساعة من الآن.

يروي المناوي في كتابه " كواليس ما حدث ذلك اليوم، كيف أنه كان ضلعا رئيسيا في تكثيف جرعة الضغط على الرئيس "مبارك" لتنحيه عن منصبه، أو تفويض سلطاته لنائبه حينها، اللواء عمر سليمان، وهذا تقديرا لخطورة الموقف، فرحيل مبارك أصبح لا بد منه.

يقول المناوي إنه في الساعات الأولى من يوم 10 فبراير، دخل مكتب وزير الإعلام - حينها- أنس الفقي، فوجده يحدث الرئيس هاتفيا، ويحاول طمأنته ورفع معنوياته، وفجأة أعطاه الوزير الهاتف وطلب منه أن يرفع من معنويات الرئيس، فبدأ مبارك حديثه مع المناوي قائلا :"إزيك يا مناوي؟ شايف اللي بيحصل؟"، فرد عليه :"أتمنى إنه كله يعدي على خير.. هنعدي اللي بيحصل ده والبلد مش هتغرق"، ليعقبه مبارك بطلب عقد لقاء إعلامي طويل بعد انتهاء هذه الأزمة، يستعرض فيه على الشعب إنجازاته على مدار تاريخه.

لم يكن المناوي مجرد رئيسا لقطاع الأخبار بتلفزيون الدولة، بل كان ذو نفوذ طاغي، ويتمتع بشبكة علاقات واسعة مع رجال المخابرات والجيش، فعقب مكالمته مع الرئيس، تلقى مكالمة هاتفية من أحد قيادات المخابرات يطلب منه الحضور في اجتماع سري بمقر المخابرات بـ"القبة"، تحديدا في الساعة التاسعة من صباح يوم 10فبراير، وطلب منه عدم إخطار أحد بذلك الأمر.

ذهب المناوي بسيارته متخفيا خلف الزجاج الأسود لحضور الاجتماع، فوجد المتصل ومعه قيادة أخرى، ودار الحديث حول كيفية إقناع مبارك بتفويض سلطاته لنائبه بعد أن فشل "متصل المناوي" في إقناعه بذلك قبل يوم الاجتماع في مكالمة هاتفية معه.

اقترح عبد اللطيف المناوي الإستعانة بأنس الفقي لإقناع مبارك بهذا الأمر، فهو الأقدر على ذلك لما له من "دلال" عند الرئيس، الذي يعتبره "ابنه الثالث"، على حد تعبير المناوي.

بالفعل عاد المناوي إلى مبنى الاتحاد وأخبر الوزير بما يجب أن يفعله، فسأله "الفقي" عن المطلوب، فأسرع المناوي بكتابة خطاب للرئيس يتضمن النقاط المتفق عليها في الاجتماع المخابراتي، والتي تقتضي بتفويض اللواء عمر سليمان في كل الصلاحيات، واكتفاء مبارك بالمراقبة لحين إجراء انتخابات الرئاسية.

كتب عبد اللطيف الخطاب بلغة استعطافية، ومن ورائه الوزير يدونه، ومن ثم أجرى "الفقي" اتصالا هاتفيا بجمال مبارك لتبليغه بالأمر المتفق عليه، فطلب من الأخير الحضور فورا للقصر الجمهوري، وعليه طالبه المناوي بسرعة تسجيل الخاطب في أسرع وقت وبثه مساء اليوم، الموافق حينها 10 فبراير.

وبالفعل خرج مبارك في ساعة متأخرة لإلقاء الخطاب، ولكن ليس نفس الخطاب الذي كتبه المناوي، وإنما خطاب آخر اشترك في كتابته كل من جمال مبارك، ومتحدثه الرسمي، سليمان عواد، تحدث خلاله الرئيس بنرجسية غير متوقعة، فكانت هذه النهاية.

جاءت هذه الكلمة بعد البيان الأول للمجلس العسكري، الذي ألقاه اللواء محسن الفنجري، مدعما بـ"فيديو" لاجتماع المجلس برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي، وغياب مبارك، في محاولة للضغط عليه، موجها رسالة مفادها أن الجيش لن يحميه إذا اقتحم الثوار القصر الجمهوري.

صباح يوم 11 فبراير، غادرمبارك القاهرة متجها إلى شرم الشيخ على متن "هيليكوبتر"، وأبلغ المشير طنطاوي في اتصال هاتفي من هناك أنه يعتزم تفويض كل السلطات له وللجيش، وعليه أن يرتب تفاصيل الخطاب مع اللواء عمرسليمان.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل