المحتوى الرئيسى

لأول مرة .. أحمد خالد توفيق يكشف أسرار حافظته الزرقاء

02/09 14:54

جسر على نهر كواي ..فيلم بلا كومبارس تقليلاً للنفقات!

فيلم يؤكد: القتل وسيلة للتحرر في المصحات العقلية!

رجل الخيرزان: أوروبا تنتصر دائماً للوثنية!

“عليها عفريت.. هاتوا لها شيخ” عبارة تتكرر في أوروبا أيضاً!

لورانس العرب.. سيناريو كُتب مرتين لضابط تحول لجيفارا

توفيق ينصح قراءه بعدم مشاهدة هذا الفيلم

لست ناقداً سينمائيا؛ وبالتأكيد لم أتعلم مفاتيح هذا العالم الجميل بشكل أكاديمي، لكني أعرف جيداً تلك الأفلام التي هزتني أو أبكتني أوأضحكتني أو جعلتني أفكر طويلاً، أعرفها وأحتفظ بها جميعاً في الحافظة الزرقاء العتيقة التي تمزقت أطرافها، وسوف أدعوك لتشاهدها معي لكنها بالطبع أثمن من أن قرضها! معظم هذه الأفلام قديم مجهول أو لا يعرض الآن. لكنها تجارب ساحرة يكرة المرء ألا يعرفها من يحب.

هكذا قدم الكاتب الكبير د. أحمد خالد توفيق لرائعته “أفلام الحافظة الزرقاء” والتي لاقت ذيوعا واسعا وقت صدورها، وأعادت دار “ليلى” نشرها للقراء في طبعة أنيقة حديثة.

يقول توفيق: بالطبع يمكنني دائماً أن أنشر قائمة بتلك الأفلام وأقترح أن يقوم القارئ العزيز بتحميلها، وانتهى الأمر. لكني شعرت أنه بحاجة لمن يشرح له هذه الأفلام أو يفسر لماذا هي مهمة، أو على الأقل ينقل له ما قال النقاد الكبار عنها.

الأفضل أن تعرف سراديب في كنز الفنون لم تعرفها من قبل، بدلاً من قضاء الوقت في السراديب التي تحفظها جيداً.

نبدأ مع الاستاذ العظيم السير ديفيد لين الذي لم يقدّم سوي عدد محدود من الافلام، لكن كل فيلم منها خالد في تاريخ السينما.

من الغريب أن المخرج لين كان في حالة إفلاس تامة، لدرجة أنه بمجرد توقيع العقد وأخذ الدفعة الأولى، ذهب لطبيب الأسنان وكان بحاجة ماسّة لزيارته!

سيناريو الفيلم الذي كتبه مايكل ويلسون عن كتاب للكاتب الفرنسي بيير بوليه، يحكي عن قصة حقيقية وقعت أيام حرب الملايو.. هذا فيلم ملوّث بالملاريا والدوسنتاريا والبعوض، فيلم عن أسرى الحرب البريطانيين الذين لاقوا الامرّين في جزر الملايو، عندما وقعوا في أيدي اليابانيين.. لاحظ أن اليابانيين لم يكونوا يؤمنون باتفاقية جنيف، ويعتبرون أسرى الحرب أقلّ شانًا من الرجال، لو كانوا رجالاً حقًا لفضّلوا الموت على المهانة.

ليس كل من تراهم في اللقطات كومبارس بريطانيين.. من أجل خفض النفقات استعان المنتج بمواطنين عاديين من سيلان وعمل لهم ماكياج يجعلهم مثل البريطانيين.

في معسكر الأسرى الموجود في تايلاند، يكلف القائد الياباني كولونيل سايتو اسراه ببناء جسر يصل بين بورما وتايلاند بغرض وصول اليابانيين إلى بورما، وبالطبع يستغل الجنود كل فرصة ممكنة لتخريب ما يعملون، يوشك القائد الياباني علة الجنون.. إن فشله في بناء الجسر معناه -حسب العسكرية اليابانية- أن عليه الانتحار..

هنا ياتي الكولونيل البريطاني نيكولسون.. الذي يتحدي القائد الياباني ويصر علي ان قوانين جنيف تعفي الضباط من العمل.ثم يبدأ الكولونيل ينظر للامر نظره مختلفة؛ هي أن الجسر يمثل كرامة العسكرية البريطانية، يجب أن يتم انجازه بدقة واتقان وبلا مزاح..

من النقاط الطريفة أن الجسر الذي أقيم في الفيلم كلف أضعاف الجسر الذي أقيم في الحقيقة “ربع مليون دولار وقتها”.

بجدارة حصد الفيلم حشدا من الجوائز نذكر أهمها: اوسكار افضل فيلم.. أوسكار أفضل مخرج ديفيد لين..طبعا لن نذكر جوائز الكرة الذهبية وبافتا والمهرجانات.

أحدهم طار فوق عش الوقواق

“أحدهم طار فوق عش الوقواق” هي الترجمة الدقيقة لعنوان هذا الفيلم الجميل، وهو عنوان مستوحى من أغنية أطفال. عرض هذا الفيلم عام 1975.

الفيلم من إخراج المخرج تشيكي الأصل ميلوش فورمان، محرّك هذا الفيلم والعفريت الحقيقي الذي تفتقده في أية لحظة يغيب فيها عن الشاشة هو جاك نيكلسون.

يدور الفيلم في مصحة عقلية لا نعرف مكانها بالضبط، لكنها على الأرجح على حدود كندا.. هناك مجموعة من المجانين الهادئين خاضعون في استسلام لسلطة الممرضة راتشيت. يمكنك منذ البداية أن تفترض أن المصحة هي المجتمع الأمريكي والممرضة راتشيت هي السلطة.

الحياة تمضي هادئة إلى أن يهبط من السماء رجل كارثة هو السجين ماكمورفي، الذي يتظاهر بأنه مجنون ليفلت من السجن، عندما يتعرّف بمجموعة المجانين الموجودة معه يكتشف أنهم خاضعون تماما للممرضة.

يبدأ الصدام فعلا عندما يطالب بأن يُسمح لهم بمشاهدة مباريات الكرة العالمية في التليفزيون. ترفض الممرضة ذلك؛ لأنه إخلال بالقواعد..

نتيجة شغبه المستمرّ يتم أخذه هو والعملاق الهندي للعلاج بالصدمات الكهربية، وهنا يكتشف لدهشته أن الهندي يتكلم.. لقد كان يتظاهر بالخرس طلبا للأمان..

ثم يختفي مكمورفي، ويصمم الزعيم الهندي على البحث عن صديقه. يتسلل للطابق العلوي فيجده في الفراش، وقد تمت حلاقة رأسه بطريقة غريبة. لقد أجروا له جراحة استئصال فصّ المخ Lobotomy لتهدئته.. والنتيجة.. هو ذا قطعة لحم راقدة في الفراش بلا أية استجابة من أي نوع.. إنه حي فقط...

يكتم الهندي أنفاس صديقه الذي علّمهم الحياة من أجل أن يحرره..وفي ضوء الفجر الرهيب يركض الهندي نحو الحدود الكندية.

أحدهم طار فوق عش الوقواق.. لكنه لم يكن مكمورفي.. لقد مات مكمورفي بعد ما نقل رسالة التحدي لواحد آخر..

كلما قرأت عن أفلام الرعب الناجحة ذات المذاق الفريد قرأت ضمن الأسماء اسم “رجل الخيزران”، يجب أن تلاحظ أننا نتكلّم عن فيلم 1973 وهو فيلم بريطاني جدًا، له مذاق خاص في كل شيء. السيناريو للأديب الكبير أنطوني شيفر الذي قرأ كثيرًا عن الجماعات الوثنية في أوروبا، وقد استغرق الفيلم بحثًا علميًا مضنيًا كما أن دقته شديدة، وأخرج الفيلم المخرج روبين هاردي.

للفيلم جو بهيج ساحر مع عالم الكرنفالات، والصيف على الأبواب لدرجة أنك توشك على شمّ الحقول المحروثة وبراعم الزهر.

المفتش الكاثوليكي شديد التديّن “هويي” -الذي قام ببطولته روبرت وودوارد- مكلّف بالتحقيق في قضية اختفاء فتاة في جزيرة اسمها “سامرإيل” قرب الساحل الأسكتلندي.

يذهب المفتش للجزيرة بالقارب، ويبدأ السؤال عن الفتاة المختفية التي ينكر الجميع أنهم عرفوها أصلاً، ولكنه لا يبتلع هذا الكلام.

يتاح له أن يرى طريقة حياة أهل القرية الذين لا يثقون به أصلاً، وينتابه الرعب عندما يُدرك أنهم جميعًا وثنيون يعبدون إله الشمس والبحر ويُقدِّمون القرابين.. إنه المسيحي الوحيد على ظهر هذه الجزيرة اللعينة.

يُكون المفتش نظريته الخاصة: أهل القرية يحتجزون الفتاة المختفية وسوف يقدّمونها قربانًا لآلهتهم طلبًا لخصوبة الأرض. يُقرّر أن يتنكر في ثياب أبله، ويتسلّل للحفل كي ينقذها..

هنا تأتي مفاجأة الفيلم.. لقد اكتشف أنه هو القربان الحقيقي منذ البداية، وما كانت قصة الاختطاف هذه إلا طعمًا لاجتذابه للجزيرة.سوف يحرقونه مع حيوانات أخرى في هيكل عملاق من الخيزران يشبه الإنسان، وسوف يمزجون رماده بالتربة لتزداد خصوبة!

يعرض الفيلم ببساطة الصراع بين المسيحية والوثنية، ورأيه الخاص هو أن الوثنية تنتصر في أوروبا دائمًا!

كان استقبال النقاد للفيلم جيدًا جدًا، حيث اعتبرته مجلة “توتال فيلم” سادس أعظم فيلم بريطاني في تاريخ السينما.

كان “طارد الأرواح الشريرة” ظاهرة عندما عرض عام 1973 وقد صدم الكثيرين بكل التابوهات التي خرقها بلا تحفّظ. بعض دور السينما كانت تقدّم مع التذكرة كيسًا للقيء لدى دخول السينما. كما أن جرعة الرعب فيه عالية جدًا ولا ترحم، وما زال مرعبًا حتى اليوم.

القصة بسيطة جدًا، فالفيلم يلعب على مخاوف الطبقة الوسطى المعتادة.. إن ابنتنا المراهقة تتغير كأن شيطانًا مسّها.. هذا هو ما نراه في الفيلم حرفيًا وبأعنف شكل ممكن.

في جو موجس يبدأ الفيلم في العراق بالقسّ وعالم الآثار الأب ميرين -الذي يقوم ببطولته ممثل الرعب العجوز المخضرم ماكس فون سيدو- والذي يجد أثناء قيامه ببعض الحفريات صنمًا مرعبًا لشيطان قديم.. لاحظ أن هذا يدور في مناطق اليزيديين الذين يعبدون الشيطان هم أنفسهم.

ننتقل إلى واشنطن حيث الأسرة الأمريكية التي تتكون من الأم وابنتها المراهقة ميجان (لندا بلير) التي تتحول ببطء.. تتبوّل على السجادة في حفل بالبيت.. ترتفع عن الأرض.. يدور عنقها 180 درجة.. تقيء سائلاً أخضر مقززًا على كل شيء.. الفراش كله يهتز.. ألفاظها بذيئة جدًا وكذلك حركاتها، وتقوم بالكثير من التجديف الديني مع الصليب (استعمل المخرج ممثلة بديلة لتقوم بهذه اللقطات بدلاً من الممثلة الطفلة).

تبدأ الأم المذعورة دورة عيادات الأطباء والمستشفيات التي لا جدوى منها كالعادة. وفي النهاية يقنعها صديق للأسرة بأن تجرب طرد الأرواح الشريرة، وهو ما يعادل عبارة “عليها عفريت.. هاتوا لها شيخ” عندنا..

يقع اختيار الأم على قسّ كاثوليكي يعمل كذلك طبيبًا نفسيًا هو الأب كاراس، وما لا تعرفه هو أنه فقد إيمانه بعد ما شهد معاناة أمه العجوز مع المرض. لهذا هو لم يعد يؤمن بجدوى الدين كوسيلة لعلاج الطفلة.

يغادر العفريت جسد الفتاة لكن بثمن باهظ جدًا، لن نذكره حتى لا نفسد الفيلم على من لم يره.. وسبب صمتي هذه المرة أن الفيلم يُعرض كثيرًا على الفضائيات، مما يجعل فرصتك سانحة لتراه..

تعرّضت لندا بلير الطفلة لشتى أنواع المصاعب أثناء تصوير الفيلم، واضطرت أن تعلّق من روافع مرارًا حتى أن ظهرها تهشّم، وكانت غرفة نوم الطفلة عبارة عن ثلاجة كي يتصاعد البخار من الأفواه أثناء الكلام. رشّح الفيلم لعشر جوائز أوسكار، ففاز بجائزتي الصوت والسيناريو.

هذا الفيلم الأسطوري يُعتبر جامعة تخرّج فيها عديد من المخرجين والسينمائيين، ويعترف المخرج العالمي ستيفن سبيلبرج بأنه يجب أن يشاهده مرة كل أسبوع على الأقل كي يحتفظ باتصاله بمعنى السينما الممتازة.

بالنسبة لنا نحن العرب، يتعلق الفيلم بفترة تاريخية مهمة من تاريخنا، كما أنه يمثل أول ظهور عالمي للنجم المصري (عمر الشريف).

عرض الفيلم عام 1962، وقد كتب له السيناريو روبرت بولت.. كاتب السيناريو العظيم الذي يعتبره كثيرون أفضل سيناريست على الإطلاق.

تمت كتابة السيناريو مرتين، لكي يصير البطل هو شخصية لورانس نفسها وليست الأحداث التاريخية المهمة. يحكي الفيلم عن ضابط المخابرات البريطاني (ت. لورانس) الذي لعب دورًا محوريًا بالغ الأهمية في بداية القرن العشرين. مات لورانس في حادث دراجة بخارية، وهو الذي كان مولعًا بقيادة الدراجات البخارية بسرعة جنونية. وفي حفل تأبينه يقوم الصحفيون بمعرفة المزيد عن هذا الضابط الغامض.

عندما كان لورانس -ويلعب دوره بيتر أوتول- في القاهرة، كان الأمير فيصل (أليك جنيس) يقود ثورة العرب ضد الأتراك. هكذا تتفق مصلحة بريطانيا مع مصلحة العرب، ويتلقى العرب الوعد الكاذب المشئوم بأنهم إذا ساعدوا بريطانيا على هزيمة الرجل المريض تركيا؛ فإنهم بعد الحرب العالمية الأولى سينالون استقلالهم.. طبعًا نعرف من كتب التاريخ أن هذا لم يحدث.

يُسند مكتب المخابرات البريطاني مهمة الاتصال بالعرب إلى الضابط (لورانس). وهو لا يملك الموهبة اللازمة لهذا العمل؛ فيما عدا أنه يعرف الكثير عن البدو..

يكون لقاؤه الأول مع الشريف علي الذي يقتل تابعه. هذا هو ظهور عمر الشريف المهيب لأول مرة على الشاشة.. شخصية الشريف علي لا وجود لها تاريخيًا؛ وإنما هي خليط من عدة شخصيات.

هكذا يتطور دور لورانس من مجرد مفاوض إلى مشارك في عمليات البدو. يقترح على الأمير فيصل أن يعطيه خمسين رجلاً يهاجم بهم العقبة، وهي ميناء شديد الأهمية يمكن للبريطانيين أن يوصلوا الإمدادات للعرب عن طريقه.

تتم الغارة بالاشتراك مع الشريف علي، ويعبر صحراء النفود التي يعتبرها البدو صحراء الموت. إن البريطاني النحيل لا يخاف.. وعندما يكتشف أن تابعه العربي قد ضاع في الصحراء؛ فإنه يعود له لينقذه.. بهذا يكسب الكثير من احترام العرب وتقديرهم.

يعود لورانس للقاهرة ليقابل المندوب السامي البريطاني الجديد اللنبي، ويخبره بما حققه من انتصارات، ثم يتزود بالسلاح والمال ليعود للأمير فيصل.

لقد صار لورانس أقرب إلى شخصية جيفارا.. إنه بعبع الترك في كل مكان، وهو يدمر قطاراتهم وحصونهم بلا توقف. العرب يحبونه فعلاً؛ لكنه كذلك يزداد قسوة.. لقد صار محاربًا بالكامل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل