المحتوى الرئيسى

"على كوبري عباس".. هنا وُلد النضال الطلابي

02/09 13:24

الزمان: 9 فبراير 1946.. المكان: كوبرى عباس.. الحدث: فتح الكوبري وغرق الطلاب في النيل.

تحل اليوم الذكرى الـ 70 على حادثة كوبرى عباس، واحدة من أبرز الحوادث في تاريخ مصر الحديث، وأكثرها بشاعة وغدر، حيث سيظل هذا اليوم شاهدًا على نضال الطالب المصري، وانشغاله بقضايا وطنه وهموم بلاده، ومخلدًا لتاريخ الحركة الطلابية والشبابية في مصر.

البداية كانت عندما أصدرت اللجنة التنفيذية العليا للطلبة- ما يعادل "اتحاد الطلاب" الآن- قرارا بدعوة الطلاب لعقد مؤتمر في مثل هذا اليوم 9 فبراير من عام 1946م، لمناقشة قضية الإحتلال في جامعة فؤاد الأول بالجيزة "جامعة القاهرة حاليًا"، وشارك فيها الكثير من طلبة المعاهد والمدارس.

وخرج الإجتماع بالإجماع على ضرورة المطالبة بجلاء الإنجليز من مصر، وعدم الدخول في المفاوضات إلا على أساس الجلاء التام ورفض مبدأ الدفاع المشترك مع بريطانيا، والمطالبة بإلغاء معاهدة 1936 واتفاقيتي 1899 الخاصتين بالسودان.

وقرروا الخروج بمظاهرة من الجامعة إلى قصر عابدين مقر الحكم الملكي لعرض تلك المطالب التى استقروا عليها، والتى تعد أضخم مظاهرة عُرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية فعبرت شارع الجامعة ثم ميدان الجيزة إلى كوبري عباس وما إن توسطته حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبري، حيث كان يمكن فتحه عند مرور السفن أسفله.

وبدأ الاعتداء على الطلبة، الأمر الذي تسبب في  سقوط عدد كبير من الطلاب في النيل وغرق الكثيرين منهم، كما تم محاصرة البقية أعلى الكوبرى، وإطلاق الرصاص عليهم، والقبض على الآخرين، فقتل وجرح أكثر من مائتي فرد.

وذكر البعض أن فتح الكوبري جاء بأمر من رئيس الوزراء ووزير الداخلية وقتها محمود فهمي النقراشي باشا، بينما يشير آخرون إلى أن الأوامر صدرت إليه من رئيسه الانجليزي فيتز باترك باشا، حكمدار الجيزة، والانجليزي.

وفي 11 فبراير، صادرت الحكومة الصحف التي كانت تنشر أخبار المظاهرات وحوادث الاشتباك مع البوليس، مبررة ذلك بالقانون الذي يحظر نشر أخبار صحيحة أو كاذبة عن حوادث الإضراب أو المظاهرات، التي يقوم بها الطلبة أو غيرهم وذلك حتى لا تسري عدوى "الهياج العام".

وتبع تلك الحادثة في 12 فبراير 1946م، قيام جنازة صامتة على روح الشهداء، وأقام طلبة الأزهر صلاة الغائب عليهم وحدثت اشتباكات بين الشباب والبوليس أمام كلية الطب لفض مؤتمر عقده الطلبة بالكلية واعتقل عدد يتراوح بين 36 و50 شابًا وحدث اشتباك آخر في الإسكندرية أصيب فيه متظاهرون كما قامت مظاهرة بالزقازيق قُتل فيها إثنان وفي المنصورة قُتل واحد وأصيب مئات.

ولم يمنع ذلك الشباب من الخروج بمظاهرات أخرى، فأعلن اتحاد خريجي الجامعة الاحتجاج واتحاد الأزهر وكلية أصول الدين ولجان الوفد بالأقاليم ومصر الفتاة والفجر الجديد  الإحتجاج على القمع الحكومي للمظاهرات.

فأصدرت الحكومة قرارًا بتعطيل الدراسة ثلاثة أيام، فاستمر اتساع الأحداث في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد وشبين الكوم والزقازيق والمحلة الكبرى وطوخ وأسيوط، فامتدت مدة تعطيل الدراسة لأسبوع.

فخرجت المظاهرات في 15 فبراير، والتى تضم جماهير من كل فئات المجتمع تهتف بالجلاء وبالقصاص للشهداء، وبدأ المشاركون فى التجمع من مناطق الغورية والموسكى والعتبة وشارع فؤاد، ومظاهرة كبيرة من الشباب والعمال طافت بحى بولاق أبو العلا تهتف بسقوط الاستعمار.

وفي اليوم التالي أغلقت المحال العامة في الأحياء، احتجاجًا على الحوادث وحدادًا على القتلى وقامت مظاهرة في حي الأزهر، وف 21 فبراير1946 ، بدأ الإضراب العام من طلاب مصر ضد الاحتلال البريطانى، ردا على أحداث 9 فبراير.

 وأدى الإضراب إلى اشتباك الطلاب مع القوات البريطانية بميدان التحرير، والتى فتحت النار عليهم، فرد الطلاب بحرق أحد معسكرات الإنجليز، لتمتد ثورة الطلاب إلى أسيوط والإسكندرية، لتسفر تلك الأحداث في مجملها عن 28 قتيلا و432 جريحا.

وتخليدًا لأحداث هذا اليوم، يحتفل العالم كله بأثره بيوم الطالب العالمى تضامنًا من الحركات الطلابية في أنحاء العالم مع الحركة الطلابية المصرية، بالتظاهر على مستوى العالم.

كما تم اختيار 9 فبراير يوم للشباب المصري، في أغسطس 2008، وذلك بعد أن اقترح المجلس القومي للشباب، لإختيار عيد قومى للشباب المصري، واقترح ثلاث مناسبات لاختيار واحدة من بينهم ليكون يومًا معتمد لهم، وهى"  ذكرى مولد مصطفى كامل، أو يوم إلقاء خطبته في الإسكندرية، والتي قال فيها "لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا، بالإضافة إلى ذكرى شهداء الجامعة على كوبري عباس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل