المحتوى الرئيسى

بالفيديو| فتيات يعملن في "بنزينة": "لو بصينا لكلام الناس مش هنعمل حاجة في حياتنا"

02/09 02:34

مهن عُرفت بطابعها الذكوري، وطمع فيها الجانب الأنثوي حتى شاركهن في سباق العمل، ليكن من ذلك "السباكة، و النجارة، وسواقة عربات الأجرة"، فاستطاعت المرأة أن تترك بصماتها، حتى أصبح يُعتمد عليها في مجال العمل، بإثبات كفاءتها، دون أن تخل بشروط الوظيفة، حتى ظهرت فتيات يعملن في "البنزينة".

7 فتيات تقفن في محطة البنزين، وأيديهن خلف ظهورهن ينتظرن وصول العملاء لوضع البنزين لهم في السيارات، يجذب الانتباه حسن مظهرهن وعند الحديث معهن تكتشف أن منهن من حصلن على مؤهلات عالية وأخريات يعملن بجانب دراستهن، وللوصول لهذه المهنة الجديدة كان عليهن المرور باختبار وتدريب لإثبات أنهن يصلحن للوقوف وسط العملاء وزملائهن وأداء العمل.

وجاءت الفكرة منذ ثمانية أشهر، عندما طلب بعض الفتيات العمل داخل متجر محطة البنزين، ما جعل فريق عمل الشركة يقوم بتطويرها وابتكار شيء مختلف وجديد، وخاصة أنهم يريدون إتاحة الفرص للشباب للعمل، ومن هنا قرروا أن يجلبوا فتيات ليحصلن على هذه المهنة التي بدأ تنفيذها بالفعل منذ ثلاثة أشهر، حسبما قال محمد أشرف، مدير تشغيل محطات شركة "توتال".

"البنت زي الولد".. عبارة توضح فيها رباب محمد، إحدى العاملين بمحطة البنزين، رؤيتها على وجودها بهذه المهنة، قائلة: "لو بصينا لكل حاجة الناس بتقولها مش هنعرف نعمل أي خطوات إيجابية في حياتنا"، مضيفة أنها كانت تعمل مدرسة في دار لذوي الاحتياجات الخاصة، ولكنها انضمت للعمل في "البنزينة" عند علمها بالصدفة بطلبهم فتيات للعمل.

وقررت رباب التي تبلغ من العمر 25 عامًا وخريجة كلية آداب قسم علم نفس، بعد ذلك التقديم في محطة البنزين عندما وجدت أنها مهنة وفكرة جديدة، وبالفعل تم قبولها بعد مقابلة مدير المحطة، موضحة أنها ارتاحت فيه عن عملها السابق بعد تجربتها له وخصوصا أنها مرت بعدة تدريبات من إسعافات أولية وإجراءات السلامة والتعامل مع العميل في كل المواقف وكيفية امتصاص غضبه.

واستغراب أسرتها بانضمامها لهذه المهنة لم يقف أمامها عائق بل ظلت تقنعهم حتى استجابوا لها وتكسر لهم الخوف الذي بداخلهم، بالرغم أنهم قولهم لها "انتي مجنونة!"، وعن رد فعل الناس قالت رباب  إنهم فخورين بهن، وهناك رد واحد سلبي "كده الرجالة هتقعد في البيت".

وشرحت رباب أنها لم تتعرض لمواقف صعبة منذ عملها من ثلاث أشهر، وعن طبيعة عملها هي وزملائها الفتيات قالت "بنيجي هنا الساعة 9 ونص ونبدأ 10 ونخلص 4، بنحط بنزين في العربية ونحاسب بس، ونبيع منتجات البنزينة، لكن أمسح الإزاز أو أغسل العربيات وكده الرجالة اللي بيعملوه، صعب أني أعمله".

أما أميرة خليف التي تختلف عنها في العمر، والحاصلة على الثانوية العامة، قدمت في العمل عن طريق إحدى صديقاتها التي أبلغتها عن فرص عمل في محطة بنزين للفتيات، وبالرغم من استغرابها إلا أن حب المغامرة لديها ولأنها مهنة جديدة جعلها تترك عملها الآخر الذي أرهقها نفسيا، والانضمام لمكان جديد.

اعترضوا أهلها في أول الأمر خوفا عليها من التعب ولكن بعد إدراكهم أن لكل عمل به تعب، فوافقوا لها، كما أنها ينتهي ميعاد عملها الساعة الرابعة مساء ما يجعل لديها وقتا باقيا اليوم قائلة: "هنا أريح للبنات عشان أي شغل تاني البنت بتقف على رجليها 12 ساعة أو 9 ساعات، لكن هنا مش الوقت ده كله".

أصدقاء أميرة يشجعونها على عملها بل ويريدون الانضمام إليها، موضحة: "عشان فكرة جديدة وحبينها فواخدينها بحماس، وكمان الناس هنا مبسوطين جدا بوجودنا، ومتعرضناش لموقف صعب هنا ولا حاجة".

آية إسماعيل هي إحدى الفتيات التي قررت أن تكسر قيود المجتمع وتنضم للعمل في محطة البنزين، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل استطاعت أن توافق بين عملها ودراستها في الصف الأول بكلية الإعلام جامعة القاهرة، موضحة: "أنا كنت حابة أبقى مديرة علاقات عامة وعارفة إني مش هعرف أوصل لده إلا وأنا صغيرة فقلت أستغل وقتي في حاجة تانية أقدر منها أوصل لهدفي".

أسرة آية، اعترضوا بشدة في البداية، ولكن حماسها وهدفها للوصول لما تتمناه جعلهم لا يرفضون لها طلبها، قائلة: "عايزة أثبت نفسي ولسه قدامي فترة وإن شاء الله هنجح"، وعلى الرغم من استلامها العمل منذ يومين فقط وتعتبر أجدد الفتيات في محطة البنزين إلا أنها تشعر بسعادة كبيرة ولكنها لا تستطيع أن تخفي بعض القلق والخوف الظاهر من نبرة صوتها، مضيفة أنها يسعدها أنها تعتمد على نفسها.

وكان رأي علاء الأصيل، مشرف وردية بمحطة بنزين التعاون، عن مشاركة الفتيات لهم بالعمل، أنهن يعملن أفضل من الرجال بسبب أن فترة الراحة لهن قصيرة فلا يدخنن مثل الرجال فيأخذن وقتا طويلا، كما أنهن لا يقمن بالغسيل أو بتغيير الزيت قائلا بطريقة كوميدية "محدش هيستغنى عننا".

وبالطبع فوجئ علاء بهذه الفكرة الفريدة من نوعها في البداية، ولكن كان منتظر رد فعل العملاء الذي أشادوا بوجودهن بعد ذلك، وخاصة أنهم أول محطة في مصر تنفذ وجود فتيات داخل المحطة.

ويروي محمد أشرف، مدير تشغيل محطات شركة "توتال"، لـ"الوطن"، أنهم في البداية تقدم لهم نحو 40 فتاة، قاموا من خلالها بتحديد الشخصية المناسبة للالتحاق بهذا العمل، من خلال مستوى التعليم والمظهر العام وطريقة الكلام وطريقة عرض المنتجات، أما بالنسبة للفتيات اللاتي تم قبولهن أخذن دورة تدريبية في 10 أيام قبل نزولهن أرضية المحطة.

ومرت كل منهن على تدريبات أمن وسلامة وخدمة عملاء وكيفية مسك مسدس البنزين والتعامل مع العملاء في كل المواقف لأنهن يتعاملن مع جميع طبقات المجتمع وغيره، موضحا أشرف: "أن عليهن الاطلاع على كل التدريبات التي تساعدهن لأن محطة البنزين بها مخاطر".

وتدرب الفتيات على فريق لتشغيل المحطة، وكان محمد إبراهيم مدير المحطة عاملا كبيرا في تطبيق التعليمات التي وُجهت له، وفقا لحديث أشرف، موضحا "أن المعارضين لفكرة عمل الفتيات بالمحطة نحو 75% قمنا باستطلاع رأيهم قبل تنفيذها من أصدقاء وعاملين ومارة في الشوارع".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل