المحتوى الرئيسى

التحالف الإيراني الروسي الأسدي يقلب موازين سوريا

02/06 23:55

قلب تحالف نظام الأسد والحرس الثوري الإيراني وعناصر حزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية بدعم جوي روسي، الموازين على الارض، وكثف نظام الأسد وحلفائه هجومه على مناطق تحت سيطرة المعارضة في محيط حلب في تصعيد دفع عشرات الآلاف للفرار قاصدين الحدود التركية طلبا للجوء. وتسبب تدخل روسيا بضرباتها الجوية لمساعدة حليفها بشار الأسد في ترجيح كفة دمشق في الحرب وانتزاع مكاسب حققها مقاتلو المعارضة العام الماضي.

ويهدد تقدم الجيش السوري والفصائل المتحالفة معه وتضم مقاتلين إيرانيين بمحاصرة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة المنقسمة. ويعيش أكثر من مليون شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب بينما يعيش 350 ألفا في مناطق المعارضة.

وتعقد الموقف أكثر بين الأطراف المتحاربة في سوريا بعدما وجهت المعارضة اتهامات لوحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة أمريكيا، بتنسيق الهجمات على فصائلها مع القوات الحكومية وحلفائها في الهجوم الجديد.

ومن شأن السيطرة الكاملة على حلب، التي كانت أكبر مدن سوريا قبل اندلاع الحرب الأهلية قبل خمس سنوات، منح نظام الأسد مكسبا استراتيجيا كبيرا في الصراع الذي قتل خلاله 380 ألف شخص على الأقل وتشريد نحو 14 مليونا.

55 ألف شخص فروا من حلب

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن ما يصل إلى 55 ألف شخص يفرون الآن من حلب قاصدين حدود بلاده التي تؤوي بالفعل مليونين ونصف المليون سوري.

ورغم قول تشاووش أوغلو إن الحدود التركية السورية لا تزال مفتوحة فإن اللاجئين عند معبر أونجو بينار قرب مدينة كلس التركية وضعوا في معسكرات داخل الجانب السوري. وهذا المعبر مغلق بدرجة كبيرة منذ نحو عام. وقال المسؤول المحلي التركي سليمان تبسيز إن نحو 35 ألف سوري وصلوا إلى معبر أونجو بينار خلال 48 ساعة.

وأضاف "حدودنا ليست مغلقة.. لكن لا توجد حاجة في الوقت الراهن لاستضافة هؤلاء الأشخاص داحل حدودنا." وقال مسئول إغاثة تركي إن اللاجئين على الجانب السوري آمنين ويتلقون الغذاء. وبعض الخيام في المخيم ممزقة وبالية بينما يبدو البعض الآخر والذي وفرته منظمات الإغاثة التركية جديدا. ووفق الأمم المتحدة فإن 20 ألف شخص ينتظرون عند معبر باب السلامة السوري المغلق في وجههم.

لاجئ: إذا نجحت روسيا سنموت كلنا

واصطف عشرات اللاجئين السوريين بالفعل على الجانب التركي من أونجو بينار لمناشدة السلطات السماح بدخول أقاربهم الهاربين من القصف.  وقال أحمد سعدول (43 عاما): "الآن هناك آلاف من إعزاز ينتظرون على الجانب الآخر. لقد هربوا من الروس. أريد أن أعود لأجلب أقاربي. يقصفون السوريين طوال الوقت. وتابع قائلا "غادر كثيرون حلب لكن لا يزال هناك كثير من المدنيين. إذا نجحت روسيا سنموت كلنا." ويتهم الغرب وتركيا موسكو باستخدام القوة بلا تمييز في الصراع.

وقدمت الولايات المتحدة دعما هائلا لوحدات حماية الشعب الكردية في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. لكن المعارضة الآن تقول إن الوحدات تستهدفها.

وقال قيادي من المعارضة إن ما يحدث على أرض حلب هو تقدم لقوات الأسد بغطاء جوي روسي وبدعم من الوحدات الكردية مضيفا أنهم يحاولون فرض واقع جديد. والأمر المؤكد أن الحكومة السورية حصلت على دفعة هائلة بالتدخل الروسي.

قتال مستمر في شمال حلب

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القتال مستمر في مناطق شمال حلب وإن القوات الحكومية وحلفاءها يهاجمون أيضا قرى إلى الشرق من المدينة وإلى جنوبها الغربي في محيط الطريق السريع الرئيسي المؤدي لدمشق.

وينتظر آلاف السوريين، وغالبيتهم من النساء والاطفال، في العراء والبرد من أجل دخول تركيا التي لا تزال تغلق حدودها أمامهم، وذلك بعد فرارهم من ريف حلب الشمالي إثر هجوم لقوات النظام قبل أيام.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن "الأوضاع التي يواجهها النازحون كارثية"، مضيفا "تنام عائلات بالكامل منذ ايام عدة في البرد في الحقول او الخيم، وليس هناك اي منظمة دولية لمساعدتهم، بل يساعدون بعضهم البعض".

ونشر ناشطون سوريون أشرطة فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر النازحين في الحقول المحيطة بمدينة إعزاز التي تبعد خمسة كيلومترات عن الحدود التركية.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل "نخطط لرد إنساني في شمال حلب مع الهلال الأحمر السوري إلا أن هناك صعوبة للوصول إلى هناك".

وبحسب المرصد السوري، فر منذ الاثنين 40 ألف مدني من ست بلدات وقرى استعادتها قوات النظام خلال هجومها في شمال حلب. كذلك، أوضح عبد الرحمن أن "آخرين فروا من بلدات واقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة بسبب الضربات الجوية الروسية المكثفة".

وقال مأمون الخطيب، مدير وكالة شهبا برس في حلب، "نصبت حوالي 500 خيمة على الجانب السوري، ورغم ذلك فإن أعداد الأسر التي افترشت العراء، على الطرقات أو في البساتين وحتى المساجد أكثر من تلك التي حصلت على خيمة تأويها". وأشار إلى "نقص كبير بالمواد الغذائية والمحروقات وحليب الأطفال في المناطق الشمالية ترافق مع ارتفاع الأسعار".

واستعادت قوات الأسد منذ بدء هجومه الاثنين بلدات عدة في ريف حلب الشمالي وكسر الحصار عن بلدتي نبل والزهراء، ونجح في قطع طريق امدادات رئيسية للفصائل المقاتلة بين الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها في مدينة حلب وتركيا. كما نجحت قوات النظام بتضييق الخناق أكثر على الاحياء الشرقية للمدينة حيث يعيش حوالي 350 الف مدني.

 كما لم يبق أمام مقاتلي الفصائل سوى منفذ واحد يتعرض ايضا لقصف جوي في شمال غرب المدينة باتجاه محافظة إدلب (غرب) الواقعة بالكامل تحت سيطرة الفصائل الإسلامية والمقاتلة باستثناء بلدتين.

الاسد وحلفاؤه يقتلون 435 شخصا

وأسفرت المعارك منذ بدء الهجوم الاثنين عن مقتل 435 شخصا هم 71 مدنيا، بينهم 19 طفلا، قضت غالبيتهم في القصف الجوي، بالإضافة إلى 124 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و150 عنصرا من الفصائل المقاتلة و90 جهاديا من جبهة النصرة.

المعلم يرفض وقف إطلاق النار

وبدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أي آمال في التوصل لوقف إطلاق نار بقوله إنه سيستحيل عمليا وقف القتال مع استمرار السماح بعبور المقاتلين للحدود من تركيا والأردن.

وحذر المعلم في مؤتمر صحافي في دمشق من أن "أي تدخل بري في الأراضي السورية بدون موافقة الحكومة السورية هو عدوان، والعدوان يرتب مقاومته التي تصبح واجبا على كل مواطن سوري"، واضاف "لا احد يفكر في الاعتداء على سوريا او انتهاك سيادتها لأننا سنعيد من يعتدي على سوريا بصناديق خشبية.

نظام الاسد: هزيمة التنظيمات المسلحة أولا

وعلى صعيد المفاوضات التي أعلن تعليقها في جنيف، اعتبر المعلم أنه "لم يجر في جنيف 3 أي حوار في الجوهر، كان كله تمهيدا لإقامة حوار لم يحدث"، مضيفا ان "الحل السياسي قد يساعد لكن انهاء القتل في سوريا لا يتم الا بهزيمة داعش والنصرة والتنظيمات المرتبطة بالقاعدة".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل