المحتوى الرئيسى

الأزهري: الإخوان اختطفوا الآيات وفسروها بمنهجية التكفير وحمل السلاح

02/06 19:48

أكد الدكتور أسامة الأزهري الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو الهيئة الاستشارية لرئاسة الجمهورية أن التيارات الإرهابية المتطرفة المنتسبة للدين مصيرها إلي زوال ، باعتبارها تكوينات فكرية غريبة غير قابلة للبقاء ولا للتعايش مع الفطرة الإنسانية السوية.

وقال الأزهري في لقائه بشباب عدد من المحافظات الحدودية: شمال سيناء، وجنوب سيناء، والوادي الجديد، ومرسي مطروح، والبحر الأحمر، وأسوان: إن المتتبع لتاريخ التنظيمات الإرهابية خلال الستين سنة الماضية يجدها اندثرت ولم يبق منها سوى ذكريات مؤلمة مليئة بالدماء والخراب

وأوضح الأزهري أن الفكر الإرهابي بدأ قديما مع فكر الخوارج أيام الصحابة، ثم ظل يظهر كل فترة على هيئة موجات فكرية عنيفة، كان منها في عصرنا الحاضر تنظيم الفنية العسكرية الذى أسسه الفلسطيني الأصل صالح سرية الذى حضر للقاهرة ليدرس الاقتصاد والعلوم السياسية لكنه ترك ما حضر لأجله وقام بتأسيس تنظيم الفنية العسكرية الذي يقوم على فكرتين هما التكفير وحمل السلاح.

واستطرد: حيث أعلن سرية تكفير العلماء والقضاة والشعوب والحكام والشعوب، ودعا إلى حمل السلاح في وجوه من خالف فكره ، وبعد سنوات معدودة زال هذا التنظيم عن الوجود لأنه كائن غريب عن الفطرة البشرية المعتدلة، ثم ظهر في أواخر سبعينات القرن الماضي تنظيم التكفير والهجرة الذى اسسه شكرى مصطفي، وقام أتباعه باختطاف العالم الأزهري وزير الأوقاف الأسبق الشيخ محمد حسين الذهبي أول من ألف كتاب مناهج المفسرين، ولم يكتف التنظيم باختطافه بل قتلوه ومثّلوا بجسده بصورة تقشعر لها الأبدان ، وبعد سنوات من ظهور التكفير والهجرة أصبح أثرا سيئا في ذاكرة التاريخ.

وتابع الأزهري حديثه لشباب المحافظات موضحا أن تنظيم الجهاد جاء تاليا لتنظيم التكفير والهجرة، واسسه محمد عبد السلام فرج وقام بتلخيص أفكار التنظيم في كتاب "الفريضة الغائبة" وقد اختطف هذا التنظيم كلمة الجهاد التى جاء في الإسلام لأهداف نبيلة في غاية الإنسانية أساسها حفظ الأوطان وتأمين الشعوب، فانحرفت به تلك التنظيمات وصارت تطلق تلك الكلمة على التكفير والعنف وأعمال الإجرام المفعمة بالرعب والقتل والتخريب، وجعلها تصب في معين تكفير المسلمين وحمل السلاح في وجوهههم ، ثم ظهر تنظيم القاعدة ، والشوقيين، وبعدهم داعش، وأنصار بيت المقدس، ووسط تلك التنظيمات ظهر تنظيم جماعة الإخوان المسلمين على يد مؤسسه حسن البنا عام 1928

واستكمل: وانتهج تنظيم الإخوان نفس المرجعية الفكرية لتلك التنظيمات بالتكفير وحمل السلاح ، نتيجة فقدانه المنهج الفكري السليم الذى يقوم عليه ، وهذا ما يتبين من كلام مؤسس الإخوان حسن البنا في شهادته امام عدد من الرموز ابرزهم الشيخ محمد الغزالي بقوله : لو استقلبت من امري ما استدبرت لرجعت بالإخوان إلي المنهج الدعوى ، لكن مكابرة البنا في بدء مسيرته بتنظيم جمعية الإخوان المسلمين جعلته لم يلتفت لتوجيهات ونصائح مشايخه أمثال الشيخ الحصافي وغيره الذين اخبروا البنا أن ما يقدم عليه سيكلف الناس ما لا يطيقون ، لكنه كابر ومضى في طريقه رغم أن عمره وقته لم يتجاوز 22 عاما ، ومن منهجية مكابرة البنا ما يرويه الشيخ أحمد حسن الباقوري وزير الأوقاف الأسبق في مذكراته التى كتبتها الإعلامية "نعم الباز " أن البنا أحضره ليروي له رؤية منامية ، وأخبره أن يعتقد في الروؤي المنامية.

وتلخصت رؤية البنا في أنه رأي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وبصحبته الصديق أبي بكر رضي الله عنه يركبان جملا ، وهو ممسك بحبل الجمل ، وفجأة انقطع الحبل ، وغاب عنه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وصاحبه ، ففسر البنا تلك الرؤية بأنها إشارة ضمنية بالاستمرار في دعوة الإخوان ، ولم يفسرها التفسير المعقول بأنه انقطع عن طريق رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وصاحبه الصديق .

أشار الأزهري في حديثه للشباب إلى أن النضج الفكري والبناء العلمي أصل من اصول الدعوة الصحيحة فالشيخ محمد متولي الشعراوي الداعية الرباني المفسر البارع لكتاب الله تعالي لم يظهر في مجال الدعوة سوى بعد تخطيه الستين عاما، وعندما سأله الإعلامي الراحل أحمد فراج عن تأخره حتى جاوز الستين ، فأجابه بقوله : عندما شعرت بإمكانية أن أقدم للناس شيئا ينفعهم ، وعند مقارنة منهج الإمام الشعراوي بمنهجية حسن البنا نسترجع نصائح مشايخ البنا قبل إطلاقه جمعية الإخوان بالرجوع عن هذه الخطوة التى ستكلف الناس ما لا يطيقون ، فبعدما مات البنا وتولي الإرشاد المستشار حسن الهضيبي قام بتأليف كتاب " دعاة لا قضاة " وكان الباعث وراء هذا الكتاب كما يقول الهضيبي : لاحظت أن شباب الإخوان قد تسارع فيهم فكر التكفير

وأكد الأزهري لشباب المحافظات أننا أمام فكر مغلوط نسب نفسه للدين وهو في الحقيقة أشبه بالفيروس الذي ينتقل بالإنسان من متدين ، إلي متطرف ، ثم إلى تكفيري ثم إلي قاتل ، فتنظيم داعش لم يقدم للعالم سوى القتل والخوف والتكفير ، ويكلفون اتباعهم بتنفيذ تفجيرات في أوطاننا وفي أوروبا لإرهاب أهلها وإلقاء الرعب في نفوسهم ، وهذا يتنافى تماما مع فكر الإسلام الذى جاء رحمة وأمانا للناس جميعا ، وهنا علينا أن نسترجع حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول فيه : " إنما أتخوف عليكم رجل آتاه الله القرآن حتى إذا رؤيت عليه بهجته ، وكان ردءا للإسلام ، غيّره إلى ما شاء الله ، فمال على جاره بالسيف ، ورماه بالشرك " ، فالذين يحثون الناس على اتباع الإسلام بالغلظة والفجاجة وحمل السلاح هؤلاء اصدقاء إبليس .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل