المحتوى الرئيسى

شاهين يروى رحلته المريرة مع «البرتقالة والعقارب»

02/06 11:37

“ما بين أوروبا ومصر في الطب تطورا هائلا أمامنا الكثير حتى نصل إليه، وما بيننا وبينهم في إنسانيات مراعاة المرضى قرون وصلوا هم بها إلى السماء ونحن اضمحللنا في مستنقعات التخلف”، هذا هو ما كشفته رواية “البرتقالة والعقارب” لطلعت شاهين، والتي استضافها المقهى الثقافي أمس بحضور كل من الدكتور محمد التداوي وانتصار عبد المنعم، والناقد الدكتور عزوز علي إسماعيل، لتفضح واقعنا الطبي والاجتماعي في مصر، من خلال رحلة بطل الرواية مع مرض السرطان، وكيف تجاهلت الدولة أبطالها حتى في لحظات المرض وتركتهم عرضة لتجار الطب أو ما يطلق عليهم الأطباء.

من جانبه علق طلعت شاهين مؤلف الرواية قائلا: “الرواية ما هي إلا سيرة ذاتية لي لرحلتي مع مرض السرطان منذ البداية حتى الشفاء ولكنني أردت أن يشاركني فيها العالم، أنا شاركت في حرب أكتوبر ولم أكن أتوقع عندما عرفت باصابتي بالسرطان إنني سأكون رقما بالنسبة للأطباء والدولة ، وتابع : رحلتي مع العلاج كانت رحلة كل مصري في المستشفيات الحكومية والخاصة يحاول أن يبحث فيها عن حقوقه كمواطن ولكن دون جدوى، الأمر الذي دفعني في نهاية المطاف أن أطلب الشفاء من أرض العلم والرحمة في أوروبا وبالتحديد في إسبانيا”.

ويضيف شلبي: “ما أحزنني كم الإنسانيات التي تعاملوا بها معي كمريض بغض النظر عن كونى أمتلك المال الكافي للعلاج أم لا”، ويقول شلبي عن الرواية :” العقارب بالنسبة لي أشد خطرا من إسرائيل فلم أخف في حياتي بقدر خوفي من العقارب، ومن البلد التي أتيت منها وهي المنيا فالعقارب جزء من طبيعتها على حدودها مع الصحراء، والعقرب هو رمز الغدر، وهو ما وجدته من أبناء بلدي في رحلة علاجي التي لم أنل منهم سوى لدغات دون اعتبارا لمرضى، لأن المريض في مصر زبون يدر عليهم المال دون مراعاة للآلام التي نعانيها مع هذا المرض، لاكتشف بعد أربعة أعوام أن أوروبا سبقتنا إنسانيا قبل طبيا وأن التخفيف عن المريض هو الأساس وليس المال من وراءه، وهذا ما سبب لي صدمة كافية في هذا الوطن”.

أما عن الهرم المقلوب، فيرى شاهين أنه دليلا على انقلاب الأوضاع في مصر، ففي الوقت الذي اهتموا به في مستشفى شرم الشيخ بشكلها الهندسي (الهرم المقلوب)، لم أجد علاجا حقيقيا أو اهتماما بقدر هذا الشكل”.

من جانبه قال الناقد الدكتور محمد التداوي أن قراءة الرواية لمرة غير كافية لفك الشفرات التي امتلأت بها، حيث قال :” الرواية مليئة بالرمزيات التي تجعلنا نتوقف مع كل موقف تعرض له بطل الرواية ومع كل مشهد كتبه، وهو ما وضح أثناء سرده لوقائع الرواية والتي امتدت لثورة 30 يونيو، فترى أنه عكس همه الشخصي بالعام ورأى في مصر تلك الفتاة التي وقعت على سلالم المنزل ليلدغها العقرب وهو نفس ما تلقاه مصر من سقوط ولدغات من الداخل والخارج”.

ويضيف التداوي أن لغة السرد في الرواية تميزت بشاعرية حقيقية ألا وهي انعكاس لوحدة وطنية قائلا :” أن العلاج من لدغات العقرب لا يعرفه سوى رهبان الأديرة من أبناء الصعيد، ولذلك عندما تلقت الفتاة المسلمة في الرواية لدغة العقرب طلبوا العلاج من رهبان الدير والممزوج بآيات من الإنجيل، وهو يعكس أن اللحمة الوطنية في الصعيد أقوى لأن المسلمون يرون في مريم العذراء شفاء بارئ من سقم سم العقارب، دون غضاضة أو حساسية”.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل