المحتوى الرئيسى

حاملة الطائرات.. «ديناصور عائم» على البحر

02/06 11:31

«حاملة الطائرات» هى القطعة البحرية العظمى فى الأساطيل حالياً، ولم يعرف التاريخ مثيلاً لها من قبل، إذ ظهرت للوجود أثناء الحرب العالمية الثانية، ومن وقتها صار الأمريكيون أمراء البحر وهم بلا منازع «القوة البحرية الأعظم» فى العصر الحديث وأصحاب السبق فى بناء حاملات الطائرات التى لم تكن معروفة أو موجودة كفكرة متكاملة بالأسلوب المتطور الحالى. كانت المحاولات البدائية لحاملة الطائرات فى الحرب العالمية الأولى فى بريطانيا، ومنذ ذلك الحين انفردت الولايات المتحدة بقوة ضاربة فى هذا المجال، لدرجة أنه فى أوقات كثيرة كان عدد حاملات الطائرات العاملة فى البحرية الأمريكية يفوق عددها فى كل دول العالم قاطبة.

وتعتبر حاملة الطائرات قاعدة جوية مصغرة متحركة على سطح البحر، وتستمد قوتها الضاربة من الطائرات التى تصل فى بعض الأحيان إلى أكثر من 90 طائرة متنوعة، وهى بذلك أقوى سفينة حربية على الإطلاق. ومن المعروف أن ناقلات البترول هى السفن الوحيدة الأكبر منها حجماً، ويقسم سلاح البحرية الأمريكية حاملاته إلى 5 فئات، يطلق على كل فئة منها اسم أول سفينة صنعت منه، وأسماؤها من الأحدث إلى الأقدم «نيمتز، وإنتربرايز، وكيتى هوك، وفوريستال، وميدواى». وتعمل السفن من فئتى «نيميتز وإنتربرايز» بالطاقة النووية، ومن المفترض اعتباراً من العام الحالى أن تنضم إلى الأسطول البحرى الأمريكى حاملة الطائرات الأولى من الجيل الجديد التى أطلق عليها «جيرالد فورد»، وكلف مشروع بناء هذه الحاملة الخزينة الأمريكية 45 مليار دولار، على أساس أنه من المتوقع أن هذه التكاليف الباهظة ستعوض على حساب تقنين مصروفات استخدامها، حيث سيوفر على سبيل المثال تقليص عدد أفراد طاقمها 4 مليارات دولار خلال مدة خدمتها وهى 50 عاماً.

قاعدة جوية متحركة فى أعماق المحيطات.. ومعارك المستقبل تنتظر منها «طلعات النصر».. وأمريكا تسيطر على لقب «القوة البحرية الأعظم»

تتنوع فوق حاملة الطائرات أعداد مختلفة من مقاتلات، وقاذفات قنابل نفاثة، وطائرات هليكوبتر، كما أنها تحمل طائرات رادارية وطائرات استطلاع وطائرات تزويد بالوقود، وطائرات مضادة للغواصات، وأى طائرة تقوم بهبوط غير صحيح أو تتخطى حبال الإمساك بخُطافها الخلفى يمكنها أن تواصل التقدم وتحلق بعيداً عن السطح. أما فى حاملات الطائرات القديمة فقد كان يوجد حاجز يفصل قسم الهبوط عن قسم الإقلاع، وعندما كانت الطائرة التى تهبط تخترق هذا الحاجز فقد كانت تتسبب فى خسائر، لأنها تصطدم بالطائرات الرابضة فى قسم الإقلاع. نظراً لقصر مسافة الإقلاع وثقل الطائرات، تطلق الطائرات من منطقة الإقلاع بآلة تشبه «المنجنيق» تسمى «المجنقة» وعندما تهبط على سطح السفينة تتم فرملتها سريعاً بشدها بأسلاك تسمى أسلاك كبح السرعة.

إذا كانت الطائرات تقلع وتهبط على السطح العلوى، إلا أن لها حظائر تحت السطح مباشرة، حيث يتم تخزينها وإصلاحها، وتوجد مصاعد كبيرة لنقل الطائرات من أسفل إلى أعلى، والعكس، ويطلق على أجزاء السفينة فوق السطح الرئيسى تسمية الجزيرة، وتشمل أبراج القيادة والملاحة وأجهزة الاتصالات وهوائيات الرادار والمدخنة للحاملات التى لا تعمل بالطاقة النووية، وتقع الجزيرة على الجانب الأيمن لسطح الطيران ويترك باقى السطح خالياً للطائرات، وتلحق بحاملة الطائرات ورش صيانة ومطابخ وصالات للطهى والطعام للطيارين وأفراد أطقم الطائرات والسفينة، وعنابر وغرف للسكن والمعيشة ومخازن متعددة للقنابل والذخيرة والوقود والطعام. وتنفرد الولايات المتحدة بأنها الدولة الوحيدة التى تقلع وتهبط طائراتها على ظهر حاملات الطائرات ليلاً.

تنتشر فى بحار ومحيطات العالم 22 حاملة طائرات، منها 11 للولايات المتحدة الأمريكية تبحر من خلال الأسطول السادس فى البحر الأبيض المتوسط والأسطول السابع فى المحيط الهادى والأسطول الثانى فى شمال شرق المحيط الأطلنطى، والأسطول الثالث فى جنوب غرب المحيط الهادى، حيث تقاطع المحيط الهندى والخليج العربى، وبعض الحاملات الفرادى عبر البحار والمحيطات فى مناطق الأزمات.

ولأن الولايات المتحدة قوة عظمى فى العالم، جاء اهتمامها بهذه النوعية الديناصورية من سفن البحر الحربية، للحفاظ على مصالحها المتعددة فى جميع أنحاء العالم، وذلك باستخدام هذه القواعد الجوية المتحركة، وتوفر إمكانيات الأجيال الحديثة الثبات فوق سطح البحر وتحمّل تغيرات الطقس، كما توفر المحركات النووية قدرة على الإبحار لمسافات غير محدودة بسرعة تصل إلى 35 عقدة، والأهم أنه يبلغ نصف القطر العملياتى لطائراتها 600 كيلومتر، وتستطيع الحاملة الواحدة فى يوم قتالى واحد أن توزع ضرباتها على مواجهة تبلغ 1000 كيلومتر.

استدعت طبيعة حماية الحاملات وجود عدد كبير من سفن السطح الأخرى والغواصات، لمرافقتها، ويختلف قوام هذه السفن بحسب تشكيل الحاملات ومهامها المكلفة بها فى ظل الشروط السائدة فى مسرح العمليات والأسلحة التى تهددها من البر والبحر والجو، وكذا احتمالات الأسلحة النووية والكيمياوية والبيولوجية، وتكون الحماية حولها عبارة عن دائرة كاملة فى المسافات القريبة والبعيدة، وبالطبع إضافة إلى ذلك الحماية الذاتية لحاملة الطائرات نفسها، وغالباً ما يكون مع هذا الأسطول المصاحب سفن للدعم الإدارى.

هى بالطبع الأولى فى فئتها التى تُسمى باسمها، وتم اختيار الكتابة عنها لأن فئتها هى الغالبة حالياً من حاملات الطائرات فى البحرية الأمريكية، وتعتبر فى صناعتها أضخم سفينة حربية فى العالم، و«نيمتز» ترجع فى تسميتها لقائد الأسطول الأمريكى فى المحيط الهادى أثناء الحرب العالمية الثانية، وبدأت الخدمة فى 3 مايو 1975 وأنتج من فئتها 12 قطعة، وتتكون أسلحة الدفاع الذاتى فيها من صواريخ متوسطة المدى للحماية من الطائرات والصواريخ المعادية، ومزودة بنظم إعاقة وشوشرة إلكترونية، ومنظومة متطورة من مدافع آلية سريعة الطلقات كخط دفاع أخير.

وتستطيع الطائرات الموجودة فى «نيمتز» تدمير طائرات وسفن وغواصات العدو وأهدافه البرية، كما يمكنها حماية مجموعات القتال البحرى ومساندة أعمال قتال القوات البرية، وفرض الحظر الجوى والبحرى ويمكنها نشر الألغام على مسافات بعيدة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل