المحتوى الرئيسى

«متل القمر»: سيناريو مكسيكي على طريقة «بيت بيوت»

02/06 01:41

لا تكاد المسلسلات اللبنانيّة تتقدّم خطوة، حتى تتراجع خطوات. أحدث خيبات الإنتاجات المحليّة، مسلسل «متل القمر» المعروض على شاشة «أم تي في»، من تأليف داليدا الحداد وبطولة ستيفاني صليبا، ووسام صليبا. تحمل حلقات المسلسل الأولى توقيع المخرج نبيل لبّس الذي غادر العمل بعد خلاف مع شركة الإنتاج «مروى غروب». المنتج مروان حداد قال لـ «السفير» إنّ المخرج سيزار خليل بدأ تصوير ما بقي من حلقات، وكان خليل تعاون مع الشركة سابقاً في مسلسل «كفى».

يشهد «متل القمر» صراعاً حادّاً ومنافسة شرسة بين عناصر الفشل، من هشاشة النص والسيناريو، إلى عدم القدرة على تحديد إطار زمني واضح للقصّة، وصولاً إلى عجز الممثّلين عن تقديم الحد الأدنى من المتوقّع.

وكأنّ المشاهد اللبناني يشتاق إلى عصر الدراما المكسيكيّة المدبلجة الذهبي في التسعينيات، ويحنّ إلى قصصها البعيدة عن الواقع، والحبكة التقليديّة عن حبّ الفقيرة والغني المستحيل، ليأتي «مثل القمر» ويُشبع تلك الحاجة المستجدّة، من خلال مشاهد افتقرت إلى أيّ انسجام.

«متل القمر» مقتبس عن مسلسل «ماريمار» المكسيكي، من بطولة الممثلة المكسيكيّة الشهيرة تاليا، وإنتاج العام 1994. نتابع قصّة قمر (ستيفاني صليبا) المقيمة في كوخ قرب الشاطئ مع جديها العجوزين. تقع في حب جهاد (وسام صليبا) إبن المزارع المتنفّذ والثريّ (جهاد الأطرش). يتزوّج جهاد بقمر لتعكير حياة المحيطين به، وخصوصاً زوجة والده الشابة ريموندا (كاتيا كعدي). حول هذا الخطّ الرئيسي، تدور القصّة ضمن حلقات طويلة بوقع بطيء، نادراً ما تشهد حدثاً محفِّزاً. هكذا، امتدّت المشاحنات بين قمر وريموندا إلى أكثر من خمس حلقات، قبل أن تشهد الحلقة الحادية عشرة حدثاً مهمّاً بإطلاق النار على مدرّب قمر على الفروسيّة، لتوريطها بالجريمة.

تستنسخ ستيفاني صليبا إطلالة تاليا في «ماريمار»، لناحية الفساتين والشعر. عناصر أخرى في العمل تلعب دوراً في تكريس صورته المكسيكية، مثل اللقطات الطويلة للقصر والتماثيل وحوض السباحة والمزرعة وشاطئ البحر، ما يعيد إلى أذهاننا نمط الهندسة المعمارية الغربيّة. أضف إلى ذلك شخصيّة الخادمة المطيعة المتواطئة مع قمر، وإعجاب الخالة الصبيّة بابن زوجها، وظهور امرأة شريرة تتآمر على قمر من خلال استمالة جهاد، وما إلى ذلك من تفاصيل ساهمت في ضعضعة المسلسل.

يغيب الإطار الزمني تماماً في «متل القمر»، فمن سيارات السبعينيات، وملابس ريموندا الفيكتوريّة، و «ستايل» جهاد العصري، يفقد المشاهد القدرة على تحديد الحقبة الزمنيّة للأحداث. التذبذب انسحب على الشخصيّات، إذ انقلبت براءة قمر وبساطتها مع ستيفاني صليبا إلى غباء مصطنع، يضاف إليه اللفظ غير المدروس، والانفعالات المتشابهة في الحزن والخوف والصدمة والفرح. ولم يشهد أداء وسام صليبا تقدّماً ملحوظاً عن دوره في «أحمد وكريستينا»، كأنّه دخل في دوّامة التنميط منذ بداياته في مجال التمثيل، وراح يحصر نفسه بدور الشاب العاشق والمكافح من أجل حبيبته. كما أنّ الكيمياء بين الثنائي ستيفاني ووسام كانت شبه معدومة، ربما للحوار الهشّ والتقليدي بين الشخصيّات. التنميط في الأداء ظهر أيضاً عند الممثلة كاتيا كعدي التي لم تخرج من روتين الشخصيّة الشريرة المستهلكة. في حين لفتتنا وفاء طربيه بدور الجدّة، بالرغم من الحوار المستهلك، وكذلك الأمر بالنسبة لجهاد الأطرش وعمر ميقاتي.

ربّما تعجّل القيّمون على «متل القمر» في استعادة مسلسل مكسيكي راسخ في ذاكرة الناس، إذ لا تكفي إطلالة ستيفاني ووسام صليبا الجميلة لإنجاز قصّة حبّ مقنعة، خارجة عن الكليشيهات.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل