المحتوى الرئيسى

حوار بالفيديو| ياسمين يحيى.. باحثة مصرية ذات 18 عامًا وصل اسمها للفضاء

02/05 14:51

بين كلمات المهنئين وزغاريد النساء وأصوات قرع الطبول تسير مشدوهًا من هول الموقف ملتفة بعلم مصر وسط لفيف من أهالي قرية "كفر المنازلة" بمحافظة دمياط الذين خرجوا لاستقبال ابنتهم بعد فوزها بالمركز الأول في مسابقة "إنتل آيسف" للعلوم و الهندسة، التي أقيمت فاعلياتها بمدينة "بيتسبرج" التابعة لولاية بنسلفانيا الأمريكية.. هى "ياسمين يحيى" الباحثة الصغيرة التي أطلقت مؤسسة "ناسا" اسم عائلتها على أحد الكويكبات احتفاء بها.

"مكنتش متوقعة كل ده واستقبال أهالي قريتي أكبر من أي تكريم"، هكذا بدأت ابنة الثامنة عشرة ربيعًا حديثها بضحكتها الصبوحة، مشيرة إلى أن وزير التربية والتعليم جاء ليستقبلها في المطار بعد حصودها  على المركز الأول، ولكن استقبال أهلها كان له رونق خاص لا يمكن أن تمحيه الأيام من ذاكرتها.

على أحد مواقع التواصل الاجتماعي قرأت "ياسمين" عن مدرسة المتفوقات للتعليم والتكنولوجيا بزهراء المعادي، فقدمت وسط عدد كبير من الفتيات لتجد اسمها ضمن 120 فقط تم قبولهم من جميع المحافظات بعد عدد من الاختبارات، لتبدأ رحلتها غير المعلومة في أدراج البحث العلمي "مكنتش داخلة المدرسة علشان أعمل اختراعات ولا كان في بالي أقدر أنفذ أبحاث وأدخل مسابقات"، فالتفوق الدراسي وحده دفعها لدخول تلك المدرسة لتخرج من خلف أسوارها للعالمية.

"قوة قش الأرز" والوصول للعالمية

خلف أبواب مدرسة المتفوقات المغلقة كان العمل على أشده وتيرة سريعة ومهام تنجز في مجموعات عمل، المواد الدراسية ليست الشغل الشاغل "الأبحاث وتنفيذ المشروعات عليه 60% من الدرجات"، فكانت تقضي "ياسمين" نهارها وسط رفقاء البحث في محاولة لتنفيذ المهمة المطوبة حتى تجتازها وبجدارة.

جاءت الفكرة الأولى التي نفذتها الطالبة مشروع بحث تقوم فكرته على تصنيع قماش يولد الكهرباء عن طريق حرارة الجسم، بعد أن أثبتت صحة فكرتها أخذتها الهمة لمواصلة المسيرة التى أخذتها على عاتقها مثابرة دون كلل أو ملل، فبعدها عن أحضان أسرتها لم يكن سوى محفز لها يشجعها على التقدم سريعًا في مجال البحث العلمي لتشرفهم وترد لهم جزءًا من دعمهم لها.

قدمت الباحثة كما تحب أن يطلق عليها -"أنا مش بخترع حاجة من العدم أنا باحثة"- مشروعها تحت عنوان "قوة قش الأرز"، حيث نفذت جهازًا تقوم فكرته على تنقية كافة أنواع المياه 100% سواء كانت مياه ملوثة أو حتى صرف صحي، هذا بالإضافة إلى إنتاج بايو ديزيل وطاقة كهرومائية وطاقة هيدروجينية وجليسرول  ومادة  تستخدم في الخرسانة، بالإضافة إلى التخلص من السحابة السوداء الناتجة من احتراق قش الأرز.

الدراسة في الخارج بين الحلم والحقيقة

اجتازت أحلام الباحثة الصغيرة حد الفضاء فبعد أن أطلق اسم عائلتها على أحد الكويكبات التى اكتشفتها "ناسا"، تطمح فى أن تقوم بتنفيذ مشروعها على أرض الواقع، ولكن بعد انتهائها من مرحلة التعليم الثانوي، لتطرق عالمًا جديدًا في مجال البحث العلمي، ولكن عائقها يتمثل في اأها تدرس علمي علوم، ومجال تخصصها متواجد في كلية الهندسة، فروتين الأنظمة التعليمية الجامدة يعيق استكمال مسيرتها.

"لو اتعرض عليا منحة أسافر أكمل جامعتي بره مصر مش هتردد"، بصوتها الهادئ وعينيها الثاقبة قالتها "ياسمن" دون تردد، فهي تسعي إلى أفضل شىء ممكن يدر عليها أكبر قدر من النفع المتمثل في المزيد من المعرفة في المجال الذي قررت أن تطرقه وتكرس طاقتها ومجهودها له "مش عيب أدرس بره طالما هتعلم علشان أفيد بلدي".

تكريمات وتصفيق حاد وكلمات فخر وإعجاب تلاحق الفتاة أينما ذهبت وقابلت أحد المسؤولين، ولكن يدور بخلد الباحثة مشروعها الذى سهرت الليالي من أجل أن تحصل على نتيجته المهبرة "بحلم أنفذ المشروع على أرض الواقع"، فتلك التقديرات المعنوية المصاحبة بالكلام المعسول وحدها لا تكفي "ياسمين"، وإنما تنفيذ المشروع والاستفادة من جهدها هو ما تحلم به الباحثة الصغيرة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل