المحتوى الرئيسى

صنعاء ورقة مساومة لا انتصار فيها

02/05 14:36

يكثف التحالف العربي بقيادة السعودية، من غاراته على محيط صنعاء ومعسكراته، مع تقدم قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي نحو المدينة؛ لكن ليس لحسم المعركة عسكريا، بل للتعجيل بالحل السياسي.

إلى مسافة تبعد ستين كيلومترا عن العاصمة اليمنية، وصلت قوات الرئيس هادي. وهي بالطبع تتمنى أن تستولي على المدينة، لأن ذلك سيعني لها الانتصار، الذي طالما انتظرته. غير أن ذلك لا يبدو ممكنا، بسبب الطبيعة الجغرافية للمنطقة، ولأن الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح لا يزالون يمتلكون القوة الكافية للمواجهة؛ وكذلك لأن التحالف والجانب الحكومي قطعا وعودا للدول الكبرى بأن لا ينفذان عمليات عسكرية في المدينة، التي يسكنها مليونان ونصف مليون مواطن يمني. 

 على مدى ما يزيد عن تسعة أشهر، شنت طائرات التحالف ألوف الغارات على صنعاء ومحيطها، والتي استهدفت مواقع عسكرية. بيد أن المدنيين كانوا الضحايا، ولا يزالون يدفعون حتى اليوم ثمن هذه الحرب ببعديها العسكري والاقتصادي. وفي الوقت نفسه، لم تغير هذه الغارات موازين القوة العسكرية؛ حيث تمكن الرئيس السابق و"أنصار الله" من الاحتفاظ بقدر كبير من القوة الصاروخية وغيرها من الأسلحة، وتمكنوا من إطلاق هذه الصواريخ إلى العمق السعودي، كما أنهم يستميتون في القتال في تعز والبيضاء وحجة وأطراف محافظتي مأرب والجوف. 

 واليوم، ومع التحول الكبير في سير المعارك لمصلحة التحالف وقوات الرئيس هادي، فإن الغارات المتواصلة توفر الغطاء الجوي للقوات الحكومية، لمواصلة تقدمها نحو صنعاء، كما أنها تسعى لتدمير ما لم تتمكن من تدميره سابقا، ولمنع محاولات تحرك تعزيزات جديدة إلى الحزام الأمني للمدينة، والحيلولة دون ترتيب صفوف قوات الخصم لمواجهة هذا التحول، لكن هذه النتائج لم تظهر إلى الآن. 

وللوصول إلى صنعاء، تحتاج قوات التحالف وقوات الرئيس هادي إلى السيطرة على معسكر قوات الحرس الجمهوري في منطقة بيت دهرة؛ وهي قوات مدربة ومسلحة تسليحا جيدا، ومدعومة بالمئات من المقاتلين الحوثيين والمسلحين القبليين، المؤيدين لهم وللرئيس السابق. وبعد ذلك، سيكون على التحالف خوض معركة كبرى مع قوات الحرس الجمهوري في منطقة الصمع، والتي ترابط في قاعدة تضم مختلف التشكيلات العسكرية، وتعدُّ أهم وأكبر حامية للمدينة، وهي تطل على مطارها الدولي.

جنود موالون للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في منطقة العبر القريبة من الحدود مع السعودية

 وإذا كان  الوصول إلى "فرضة نهم" قد احتاج إلى تسعة أشهر من القتال وألوف الغارات، فإن تجاوز القوات المرابطة في محيط العاصمة من جهة الشرق، سيستغرق وقتا أطول، خاصة أن بقية مداخل المدينة وحاميتها في الشمال والغرب والجنوب، وجزءا من شرقها في مديرية خولان، لا تزال خارج إطار المواجهة؛ ما يعني أن أمد الحرب طويل، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سياسي. 

نرشح لك

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل