المحتوى الرئيسى

زوجة «صياد المطرية» المفقود: ليه وقفوا البحث.. وابنته: بكدب على نفسي وبقول عايش

02/04 23:29

شقيق «شتيوي»: تجاهل مشاكل بحيرة المنزلة سبب خروج الصيادين في رحلات خطيرة

زوجة «الصياد الناجي»: دبت الحياة فيه لما سمعت صوته

ابنة «الصياد الناجي»: نفسي الرئيس يحل مشاكل بابا عشان مايسفرش البحر الأحمر تاني

الحزن لم يفارق مدينة المطرية، التابعة لمحافظة الدقهلية، منذ إعلان خبر غرق المركب "زينة البحرين"، في المياه الدولية قرب السودان، وعلى متنه اثنين من صيادي المدينة.

الأهالي أكدوا أن خمسة من صيادي المطرية غادروا المدينة في شهر يناير الماضي، قاصدين البحر الأحمر في رحلة صيد، تستمر 10 أيام، واستقلوا مركبي صيد مع مجموعة من الصيادين بمحافظة دمياط، عاد أحد المركبين، بينما غرق الآخر وهو "زينة البحرين" الذي كان على متنه إضافة لصيادي المطرية، 11 صيادًا من دمياط.. "التحرير" التقت أسرتي الصيادين.

أحمد شتيوي، شقيق أشرف، "أحد الصيادين المفقودين"، قال إن "زينة البحرين" غرق قبالة سواحل السودان، بعدما تعرض المركب لعطل مفاجئ، وألقى البحارة "الهلب"، لكن شدة الرياح والأمواج العاتية لم تسمح بثبات المركب، وانقطع حبل "الهلب"، ليرتطم بشعب مرجانية ويتحطم.

وعن أسباب الخروج في رحلات صيد خطرة في البحر الحمر، خاصة مع تكرار حوادث غرق المراكب، أو احتجازها في دول مجاورة، خلال السنوات الثلاثة الماضية، ذكر "شتيوي" أن صيادي المطرية لجئوا لتلك الرحلات بسبب أوضاع بحيرة المنزلة، والإهمال المتراكم لها منذ ثلاثين عاما، ما أسفر عن تراجع مساحتها من 750 ألف فدان إلى 100 ألف فدان، يسيطر عليها البلطجية وأصحاب النفوذ، ويمنعون الصيد بها علي مرأى ومسمع من شرطة المسطحات والهيئة العامة للثروة السمكية.

أماني محمد أحمد 42 سنة، ربة منزل، زوجة أشرف عباس عبد الرازق شتيوي، قالت "لا أعلم هل أرتدي أسود حدادًا عليها، أم ارتدي أبيضا تفائلا بفرصة عودته، لا عائل لنا غيره، هو أول مرة يسافر هذا الموسم، خرج من المنزل منذ 3 أسابيع وقال لي ادعيلي ربنا يرزقنا بحاجة للعيال، عايزين نعرف نعلمهم ونجيب لهم مستلزمات المدارس للفصل الدراسي الثاني، قلتله الله معاك، وكنت دائما ما أتفقده، ثم أتاني خبر غرق المركب".

أضافت: "معايا 4 عيال، وهو كان العائل الوحيد لناـ وليس لنا من بعد الله أحد غيره، لا أقارب ولا إخوان ولا أعمام، وما أوجع قلوبنا أكثر وأكثر هو أن البحث توقف، لماذا توقف، هل حياة أبناء هذا البلد رخيصة لهذه الدرجة، حتى وإن مات زوجي يحضروا لنا جثمانه، هو لو كان مسؤول مهم أو ابن مسؤول مهم هل كانوا سيوقفون البحث، وهل تجاهل الحكومة لنا بسبب إننا ناس بسطاء وعاديين لا حيثية لنا".

شتيوي "الصياد المفقود" له أربعة أولادها، هبة، 18 سنة، في الصف الثاني الثانوي الفني، وأحمد، 14 سنة، في الصف الثاني الإعدادي، ونيرة، 12 سنة، في الصف السادس الابتدائي، وعبد الرحمن، 8 سنوات، في الصف الثالث الابتدائي.

"هبة"، الأبنة الأكبر لـ"شتيوي" قالت: "أول ما عرفنا الخبر لم نصدق، قلنا معلومة غلط، لأننا سمعنا أخبار كذب قبل كدا كتير، إحنا 4 أبناء، لا عائل ولا راجل ولا حد يسأل عننا، بيتنا مفيش فيه 10 جنيه حاليا، إحنا مش عارفين هو حي ولا ميت، وكل حاجة وقفت، والرئيس استسلم، والبحث وقف على الأقل يتحرك يعمل أي حاجة مع السودان، مسمعتش إن في ضفادع بشرية بحثت عن الناس المفقودين حتى".

أضافت، "لا أعرف أحزن إنه متوفي، ولا أفرح بفرصة رجوعه، بكذب على نفسي ومش مصدقة إنه عايش، مش عارفين نكمل تعليمنا ولا حياتنا، ومش هنعرف نطلع شهادة، مفيش معاش ولا دخل ومش عارفين نعمل حاجة، ومش بإيدنا حاجة وملناش ورث ولافلوس ولا قرايب ولا حد يسأل عننا"، مكملة: "هنكمل دراسة إزاي، أنا موقفة دراسة قبل كدا سنتين بسبب ظروفنا المادية، ومفيش فلوس أيام ما كان أبويا موجود، إحنا دلوقتي عايزين حل، وعايزين نعرف لو مات، فين جثمانه، أو هو فين لو لسه عايش، ممكن يموت بعد وقف البحث،  الدموع مش سهلة علينا، وبلدنا مستسهلة قهرتنا ودموعنا، وبلدنا الدم فيها رخيص، والصدمات في القلب أقوى من أي شئ، ومحدش من المسؤولين حاسس بينا".

وبالانتقال إلى منزل رضا أنور علي محمد هتيمي، الصياد الذي نجا من غرق المركب، وتمكن من السباحة حتى قارب سوداني، أقله هو وصياد آخر من محافظة دمياط إلى مستشفى بدولة السودان، ونجيا من الغرق، واستطاع الاتصال بزوجته رضا حسن شتيوي 33 سنة ربة منزل، وطمأنها عليه.

قالت الزوجة  "رضا حسن"، 42 سنة، "حياتي كلها معاه، ولا عائل لي ولا سند بعد الله سواه، حينما أتاني الخبر أحسست أن الدنيا توقفت، وعشت أسود 24 ساعة في حياتي، لكني فوجئت بعدها باتصال من زوجي، قالي أنا بخير، وقتها دبت فيه الحياة من جديد".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل