المحتوى الرئيسى

كرة الرئيس فى ملعب الألتراس

02/03 22:18

كسب القلوب أولى من كسب المواقف.. آن الأوان لتعرف ذلك وتحفظه وتؤمن به..

أن تكون رئيساً، رئيس جمهورية، رئيس مصلحة، رئيس نادٍ، رئيس اتحاد طلبة، أو حتى رئيس مراجيح مولد النبى، تبقى وظيفتك الأولى هى توفير الأرض المشتركة التى يقف فوقها كافة الفرقاء من أجل المصلحة العامة.

مهمة الرئيس أن يجمع ولا يفرّق، أن يوحّد ولا يفتت، أن يجعل من مصلحة الوطن أو المؤسسة التى يحكمها راية أعلى من مصلحته الشخصية.. باختصار، الرئيس يزرع المحبة التى نحصد من خلفها التوافق ووحدة الصف، لا ينثر فى أرضه كراهية تنشر المعارك والفراق.

فى قضية الألتراس فرصة لتعرية كل من يرى فى نفسه رئيساً، فرصة للتفرقة بين رئيس جمهورية أعلى مصلحة الوطن فوق كل شىء، بينما أهل الإدارة والإعلام فى الوسط الكروى دخلوا فى عراك وحرب مع الألتراس من أجل الهوى الشخصى وعلى حساب مصلحة مصر وسلامها الاجتماعى.

فى الأثر يقولون إن «يونس بن عبدالأعلى»، أحد طلاب الإمام محمد بن إدريس الشافعى، اختلف معه فى مسألة فقهية كان يناقشها الإمام الشافعى فى درسه بالمسجد، واحتد النقاش حتى خرج يونس بن عبدالأعلى غاضباً وترك المسجد ذاهباً إلى منزله، ثم جاء الليل وسمع يونس طرقات على باب بيته ولما سأل: من بالباب؟، جاءه صوت يقول: محمد بن إدريس، فقال يونس: تفكرت فى كل من كان اسمه محمد بن إدريس ولم أتخيل قط أن يكون هو الإمام الشافعى، ولما فتحت الباب فوجئت بالإمام الشافعى يقول لى: يا يونس تجمعنا مئات المسائل والأشياء فهل تسمح لخلاف حول شىء أو شيئين أن يفرقنا؟! نفس الشىء أدركه الرئيس وهو يمد يده لشباب الألتراس ويعترف بشفافية تُحسب له أن هناك مشكلة فى التواصل مع الشباب، ثم يخرس كافة الألسنة التى اعتادت فى الفترة الأخيرة أن تنادى بالإقصاء وتوزيع الاتهامات وتشويه سمعة بعض الشباب حينما قال الرئيس السيسى: الألتراس وإسلام جاويش أولادى ولا بد من الحوار معهم.

حسناً، نحن أمام مشهد سيريالى مرتبك، رئيس الجمهورية بنفسه يعلن أن الحوار والاحتواء مع الشباب سواء الألتراس أو غيرهم والبحث عن المشترك بين الجميع هو سبيل لمّ شمل هذا الوطن، بينما اتحاد الكرة ومجالس الإدارات وأغلب أهل الإعلام الرياضى غير قادرين على تحمّل بعض من ضجة الجماهير ويحرضون ضد الألتراس بأنهم إرهابيون وإخوان، بينما كان رئيس الأهلى غريباً وهو يطلب فى خطاب رسمى من الأمن أن يحمى النادى من جماهيره، ويقول إنه فاض به الكيل من تصرفات الألتراس، ناسياً أو متناسياً أنه كان أول من استدعى جماهير الألتراس إلى استاد مختار التتش، للاحتماء فى إخلاصهم للنادى من لجنة الأندية واتحاد الكرة، ووقتها قال قصائد المدح فى الألتراس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل