المحتوى الرئيسى

«أم كلثوم».. لكل أغنية قصة وحكاية - ساسة بوست

02/03 22:16

منذ 12 دقيقة، 3 فبراير,2016

لا تزال أم كلثوم تتربع على القمة بأغانيها التي تحفظها الأجيال على الرغم من وفاتها، ليبقى السؤال عن السر وراء بقاء أغاني أم كلثوم حتى الآن مثل أغنية سلوا كؤوس الطلا، والأطلال، وغيرها من الروائع. في هذا التقرير سنخوض جولة صغيرة، لنتعرف على بعض القصص والحكايات لبعض الأغاني التي عشقها الجمهور، وما زال يرددها إلى الآن.

قصة قصيدة “سلوا كؤوس الطلا” لأحمد شوقي

كان الشاعر أحمد شوقي محبًا للغناء والموسيقى، فقام بدعوة أم كلثوم وقبلت الدعوة، وقامت بالغناء أمامه في كرمة ابن هانئ، وبعد أن انتهت أم كلثوم من الغناء قام وحياها شوقي، ويقال أنه قدم لها كأسًا من “الخمر”، فأخذت أم كلثوم الكأس لكنها لم تتناوله، ولم يمس شفتيها لأنها لا تشرب الخمر، وقد أعجب شوقي بتصرفها، ويقال أنها كانت في حفلة وقدم لها شراب، ولكن لم تشربها، ولاحظ شوقي ذلك.

وفي اليوم التالي ذهب شوقي لأم كلثوم لإعطائها هذه القصيدة، وفي رواية أخرى يقال أن شوقي قام بوضع الرسالة في مظروف مغلق وجعل شخصًا آخر يقوم بتوصيلها، وكانت تعتقد أم كلثوم بأن الرسالة عبارة عن مكافأة مالية بسبب غنائها أمامه في حفلة الأمس، لكنها وجدت غير ذلك وأن الرسالة بها قصيدة كتبها شوقي لها. لحنه رياض السنباطي بعد ذلك وغنتها أم كلثوم، وتوالت بعد ذلك القصائد التي قامت أم كلثوم بغنائها من أشعار شوقي، مثل سلوا قلبي غداة سلا وتابا، وولد الهدى، وغيرها من القصائد الرائعة التي غنتها أم كلثوم لشوقي بعد وفاته.

أنت عمري وأول لقاء يجمع بين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب

يعود السبب وراء الجمع بين أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب في عمل فني واحد، إلى الرئيس جمال عبد الناصر “فيحكي عبد الوهاب عن هذا اللقاء، في أثناء حضوري لاحتفالات الثورة لتقديم التهنئة للرئيس تصادف وجودي مع وجود أم كلثوم فقال عبد الناصر موجهًا الكلام لي ولأم كلثوم في وجود المشير عامر “ﻟﻥ ﺃﻏﻔﺭ ﻟﻜﻤﺎ ﻋﺩﻡ ﺍﺸﺘﺭﺍﻜﻜﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﻤل ﻓﻨﻲ ﻭﺍﺤﺩ ﺃﻴﻥ ﺭﻭﺍﻴﺔ ﻤﺠﻨﻭﻥ ﻟﻴﻠﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺴﻤﻌﺕ ﺃﻨﻙ ﻟﺤﻨﺘﻬﺎ”، فرد المشير عامر وقال: ﺍﻟﻤﻬﻡ ﺃﻱ ﻋﻤل ﻓﻨﻲ ﻴﺸﺘﺭﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ، فردت أم كلثوم: لا مانع وقلت أنا: أتمنى ذلك وانتهى اللقاء إلى هنا.

وفي يوم من الأيام جاء لي الفنان أحمد الحفناوي، وقال لي أن أم كلثوم على استعداد للغناء من ألحانك، ويحكي مصطفى الضمراني في كتابه “حكايات الأغاني” عن أغنية “أنت عمري” بأن هذه الأغنية في الأصل كانت مكتوبة لكي يغنيها محمد عبد الوهاب، لكنه فضل أم كلثوم على نفسه لكي تغنيها وتصبح أول عمل فني يجمع بينهم، لكن ظل هذا السر بين أحمد شفيق كامل الذي كتب كلمات هذه الأغنية وعبد الوهاب، ولم تعرف أم كلثوم بذلك لأنها كانت ترفض أن تغني أي أغنية كانت مكتوبة لأي شخص غيرها، وقد شهدت هذه الأغنية بعضًا من التعديلات لأم كلثوم على سبيل المثال كانت بداية الأغنية “ﺸﻭﻗﻭﻨﻲ ﻋينيك”، فقامت أم كلثوم بتغييرها لتصبح “ﺭﺠﻌﻭﻨﻲ ﻋﻴﻨﻴﻙ”.

الآلات الموسيقية الغربية “آلة الجيتار الكهربائي”، في أغنية لأم كلثوم، وقدمت هذه الأغنية في فبراير 1964 وحققت نجاحًا كبيرًا، وكانت الأغنية الأخيرة التي تغنى على مسرح الأزبكية، وقد توالت بعد ذلك اللقاءات التي جمعت بين أم كلثوم وعبد الوهاب مثل “أمل حياتي”، “وفكروني”، وغيرها من الأغاني.

حب إيه اللي أنت جاي تقول عليه وتعاون أم كلثوم مع بليغ حمدي

لقد لعبت الصدفة دورًا كبيرًا في أول تعاون يجمع بين أم كلثوم وبليغ حمدي، حيث قام الفنان محمد فوزي بدعوة بليغ حمدي إلى سهرة في بيت الدكتور زكي سويدان، وأخبره بأن أم كلثوم ستكون هناك وكانت أم كلثوم قد سمعت بعضًا من الأغاني التي كان بليغ حمدي قد لحنها لبعض المطربين، ولعل من أشهر هذه الأغاني التي أعجبت بها أم كلثوم هي أغنية “تخونوه” لعبد الحليم حافظ.

وأثناء السهرة طلب أحد الأشخاص الموجودين أن تغني أم كلثوم، فنظرت إلى أنور منسي وطلبت منه العزف على كمانه، وطلبت عودًا وأعطته لي وقالت أسمعنا شيئًا من ألحانك فطلب مني على الفور محمد فوزي أغنية “حب إيه” وأعجبت أم كلثوم بالأغنية، وسألتني عن سبب عدم اكتمال لحن هذه الأغنية، فقلت لها لا يوجد سبب للإسراع في لحنها فطلبت مني أن أذهب إليها غدًا، وبالفعل ذهبت لها في اليوم التالي، وطلبت مني أن أسمعها لحن أغنية أمس، وقالت لي هل تحفظ بقية كلمات الأغنية؟ قلت لا، لكنني سأتصل بصديقي عبد الوهاب محمد الذي كتب هذه الكلمات، وجاء عبد الوهاب لبيت أم كلثوم، وقام بإلقاء بقية الكلمات وأعجبت بها، وقررت أن تغنيها ولم أكن أتصور أنني سأقوم بتلحين هذه الأغنية لها، بالإضافة لأغان أخرى، وقد انتهينا من هذه الأغنية في خلال 10 أيام.

مصر التي في خاطري وأول حفلة لأم كلثوم بعد منع إذاعة أغانيها

بعد ثورة يوليو 1952 تم إقصاء كل من كان له علاقة مع النظام السابق، وكانت أم كلثوم من أوائل الأشخاص الذين تم إقصاؤهم وقد منعت أغانيها من الإذاعة، بالإضافة لعزلها من منصب “نقيب الموسيقيين”، لأنها غنت للنظام السابق، وبسبب حصولها على وسام الكمال من الملك فاروق، وعلى الرغم من أن أم كلثوم قد غنت للجيش في الفالوجا أثناء حرب فلسطين أغنية غلبت أصالح في روحي، إلا أن هذا لم يغفر لها، وكان قرار منع أم كلثوم قرارًا فرديًّا من أحد الضباط المسؤولين عن الإذاعة، وعندما علم عبد الناصر بهذا الأمر قام بإلغاء هذا القرار، وكانت عودتها في أكتوبر 1952 بأغنية “مصر التي في خاطري” التي غنتها لثورة يوليو، من كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي، وأقيم الحفل في سينما ريفولي بوسط القاهرة.

من “حبيب الشعب” إلى “رسالة إلى الزعيم” قصص وحكايات

بعد حدوث النكسة في مصر بأيام قليلة، أعلن عبد الناصر تخليه عن الحكم بالتحديد في يوم 10 يونيو 1967، فلم تجد أم كلثوم غير الغناء لتعبر به عن حزنها الشديد لتخلي عبد الناصر عن الحكم، فقامت بغناء “ابق فأنت الأمل”، وقد أطلق على هذه الأغنية أيضًا اسم “حبيب الشعب”.

وهناك أيضًا أغان أخرى قامت بغنائها أم كلثوم لعبد العناصر منها يا جمال يا مثال الوطنية أجمل أعيادنا الوطنية بنجاتك يوم المنشية، بعد الحادثة التي تعرض لها في ميدان المنشية بالإسكندرية 1954 بالإضافة إلى أغنية “الزعيم والثورة وفّوا بالوعود، لسه دور الشعب يوفى بالعهود” في الذكرى العاشرة للثورة 1952، والتي اعتبرها اتهامًا صريحًا للشعب، وتمجيدًا لشخص واحد وهو عبد الناصر، وقد غنت له بعد اختياره مجددًا رئيسًا للجمهورية يا سلام على الأمة، وبعد وفاته غنت له رسالة إلى الزعيم.

ناجي وأم كلثوم والسنباطي وقصة الأطلال

كتب إبراهيم ناجي قصيدة الأطلال في حبيبته، التي كان يحبها في صباه وتركها لكي يدرس الطب، وعندما عاد وجدها قد تزوجت، وفي ليلة من الليالي دق جرس الباب رجلٌ يطلب مساعدته لأن زوجته في حالة ولادة صعبة، وعندما ذهب وجد أن هذه المرأة هي حبيبته، وتعددت الروايات عن سبب كتابة الأطلال، ولا نعرف أي الروايات أدق.

لم تغن أم كلثوم هذه القصيدة في حياة ناجي حيث قد عرضها عليها، لكن اندلاع ثورة يوليو أوقف هذا العمل، لكنها قامت بغنائها بعد وفاته بـ13عامًا، وقد غاب العود عن موسيقى هذا اللحن حيث رحل محمد القصبجى.

وقد اختارت 32 بيتًا فقط من 1 إلى 18 ومن 26 إلى 32 من مواضع متفرقة في قصيدة الأطلال. والأبيات من 19 إلى 25، ومن 13 إلى 14، ومن 16 إلى 20، من قصيدة الوداع لناجي، وللأطلال قصة غريبة بعد أن أخذ السنباطي القصيدة، وانتهى من ألحانها وجاء وقت تدريب أم كلثوم على الأغنية، وفي المقطع الأخير من القصيدة وهو “لا تقل شئنا- فإن الحظ شاء”، طلبت أم كلثوم من السنباطي تغيير القفلة، في هذا المقطع من العالية إلى القفلة الهادئة، لكن السنباطي رفض وغادر المكان.

وتوقفت الأطلال لمدة 4 سنوات رفض فيها السنباطي وأم كلثوم تغيير رأيهما؛ ولكن تدخل بعض الأصدقاء للصلح، وبالفعل وافقت أم كلثوم على عدم تعديل القفلة ووافق السنباطي بعد ذلك، وخرجت الأطلال إلى النور في عام 1966 وعند غناء أم كلثوم للمقطع الأخير الذي كان سببًا في الخلاف مع السنباطي، اشتعل المسرح بالتصفيق المدوي والمتواصل، وبعد الانتهاء من الحفلة لم تذهب أم كلثوم لبيتها كما تعودت، بل ذهبت لبيت السنباطي، وهي تبكي وتعلن عن أسفها في أنها كانت سببًا في عدم خروج الأطلال للنور منذ 4 سنوات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل