في ذكرى رحيلها.. مازال صوت أم كلثوم يُوَحِّد العرب

كوكب الشرق.. هكذا عرفها الملايين في العالم العربي على مدى نصف قرن من المجد المتواصل حتى استحقت لقب "سيدة الغناء العربي" بلا منازع، ومازالت الأجيال تردد أجمل ما تغنت به "ثومة" من كلمات وألحان، على الرغم من رحيلها في مثل هذا اليوم قبل 41 عامًا.

كانت أم كلثوم رمزاً للعروبة في حقبة مضت من الزمان، وهي المطربة المفضلة لدى الحكام والزعماء العرب الذين افتخروا بها شرقاً وغرباً، وكما أبدعت في الغناء أبدعت أيضاً في تلاوة القرآن.

ولدت أم كلثوم في محافظة الدقهلية، واسمها الحقيقي فاطمة، ولكن أباها أسماها أم كلثوم لولادتها في ليلة القدر.. في عام 1928 غنت مونولوج (إن كنت أسامح وأنسى الآسية)، لتحقق الأسطوانة أعلى مبيعات وقتها على الإطلاق وليدوي اسم أم كلثوم بقوة في الساحة الغنائية.

دخلت أم كلثوم الإذاعة المصرية عام 1934 كأول فنانة مصرية، وأسست في عام 1943 أول نقابة للموسيقيين برئاستها وبقيت عشر سنوات على رأس النقابة. عُرفت أم كلثوم بشخصيتها القوية وأدائها الفريد واحترامها لنفسها ولفنها فاحترمها الملوك والزعماء والناس.

وتفردت بمكانة عالية لم تصل إليها أية مطربة في الشرق، كما استطاعت توحيد الوجدان العربي حينما تغنت بالقومية العربية.

في أوائل عهد ثورة يوليو تم منع إذاعة أغاني أم كلثوم من الإذاعة نهائياً باعتبارها مطربة العهد البائد، ولم يكن هذا القرار من مجلس قيادة الثورة، لكنه قرار فردي تم اتخاذه من قبل الضابط المشرف على الإذاعة، ولكن جمال عبد الناصر عندما علم بالأمر ألغى القرار فوراً.

تعاونت أم كلثوم مع كبار الشعراء أمثال أحمد شوقي، أحمد رامي، صلاح جاهين، بيرم التونسي، صالح جودت وطاهر أبو فاشا، وكان أبرز من لحن لها رياض السنباطي، الشيخ زكريا أحمد، محمد عبد الوهاب، محمد القصبجي، داوود حسني، محمد الموجي وبليغ حمدي.

في عام 1954 خفضت أم كلثوم جدول حفلاتها الموسيقية بسبب المشاكل الصحية التي كانت تعاني منها، وهو نفس العام الذي تزوجت فيه أم كلثوم من حسن السيد الحفناوي أحد أطبائها الذين تولوا علاجها واستمر الزواج حتى وفاتها.

يذكر أن النظارة السوداء التي كانت ترتديها بشكل مستمر كانت بسبب مرض الغدة الدرقية الذي أدى إلى جحوظ عينيها. وكان هذا سببا أيضا لإيقافها لنشاطها التمثيلي الذي اقتصر على 6 أفلام هي: وداد، نشيد الأمل، دنانير، عايدة، سلّامة، وفاطمة الذي يعد آخر فيلم لها عام 1948.

في الخمسينات شاركت في مسلسل إذاعي هو مسلسل "رابعة العدوية" حيث اشتركت بتقديم الأغاني في المسلسل، مثل: حانة الأقدار، الرضا والنور، عرفت الهوى مذ عرفت هواك، تلك الأغاني التي رُددت مرة أخرى في الفيلم الشهير "رابعة العدوية".

وتعتبر فترة الستينات من أعظم الفترات بالنسبة لأم كلثوم فهي أزهى عصورها الفنية على الإطلاق، حيث تغنت فيها بأبدع الكلمات والألحان، مثل "الأطلال، حيرت قلبي معاك، أمل حياتي، ألف ليلة وليلة، فات المعاد، للصبر حدود ولسة فاكر"، ولو أردنا الإنصاف فإن أم كلثوم أصبحت على مدار القرن العشرين ملكة بلاد العرب.