المحتوى الرئيسى

في ذكراها الخامسة.. ما علاقة «موقعة الجمل» الحقيقية بالشيعة؟

02/02 12:47

تحل اليوم 2 فبراير، الذكرى الخامسة لـ"موقعة الجمل" والتي جاءت ضمن أحداث متلاحقة شهدتها مصر في أعقاب اندلاع ثورة 25 يناير 2011، حيث فوجئ الثوار المصريين بميدان التحرير في ذلك اليوم بأعداد من الجمال والخيول تقتحم الميدان وعلى ظهورها أشخاص مسلحون بعصي وأسلحة بيضاء هاجموا الثوار في محاولة منهم لتفريقهم وإخلاء الميدان.

واستمرت تحقيقات مطولة للوقوف على حقيقة هوية مقتحمي الميدان ومن ورائهم، وأثيرت شكوك حول عدد من الشخصيات ما بين برلمانيين سابقين وقياديين بالحزب الوطني المنحل وغير ذلك، إلا أن القضاء برأ ساحة كل هؤلاء ليظل الفاعل مجهولًا، وأيًا كان الفاعل فقد برزت تلك الواقعة كطريقة جديدة استخدم منفذوها طرق كانت تقليدية في العصور الوسطى وربما يكون ذلك هو سبب تسميتها بـ"موقعة الجمل" التي وقعت بالفعل منذ أكثر من 14 قرنًا.

وقعت موقعة الجمل "الأولى" في مدينة البصرة العراقية عام 36 هـ بين القوات الموالية لعلي بن أبي طالب، خليفة المسلمين آنذاك، في مواجهة جيش يقوده الصحابيان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، والتحقت بهذا الجيش أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وسبب تسمية هذه الموقعة بهذا الاسم أن السيدة عائشة خرجت مع الجيش في هودج حديد على ظهر جمل.

ووقعت تلك المواجهة بالأساس بسبب غضب فريق من المسلمين من تباطؤ علي بن أبي طالب في القصاص من قتلة الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، بعد أن كان المسلمون بايعوه على الخلافة على أمل أن يقتص من قتلة الخليفة، وهو ما اعتبره بعضهم مخالفة للوعد الذي قطعه عليّ على نفسه، في حين رأى فريقًا آخر من المسلمين وهم أنصار عليّ ابن أبي طالب، أن تباطؤه في القصاص له أسباب وجيهة لا يلام عليها.

وتعتبر "موقعة الجمل" من أشد الفتن التي اندلعت في التاريخ الإسلامي إذ انقسم المسلمون إلى فريقين عرفا فيما بعد بالسُنّة والشيعة، ونظر أهل السنة إلى موقف علي وتأخير القصاص على أنه موقف غير مبرر، لعلمه بهوية قتلة عثمان، الذين سيطروا على مقاليد الأمور في مدينة رسول الله وأصبحوا قوة لا يستهان بها، وأمام ذلك فضل عليّ تأخير القصاص لانتظار الفرصة المناسبة لذلك.

في الوقت ذاته، وجد الشيعة أن تأخر القصاص هو الخيار الأنسب في ذلك الوقت لا نتظار استقرار الأوضاع عقب اندلاع فتنة مقتل عثمان، كما اعتقدوا أن علي بن أبي طالب لم يكن على علم بهوية القتلة فلزمة مزيدًا من الوقت للتحقق منهم، وعندما قاد الصحابيين طلحة والزبير الجيش المواجه لعلي اتهمومهما بأنهما كانا يطمعان في منصب لم ينالاه بعد بيعتهما لعلي فانقلبا عليه، كما اتهموا عائشة رضي الله عنها بالتحريض على قتل عثمان ابن عفان.

انتهت موقعة الجمل بهزيمة جيش طلحة والزبير ومقتلهما وانتصار أنصار علي ابن أبي طالب، الذي رفض تعرض أم المؤمنين عائشة لأي أذى وحرص على إعادتها سالمة إلى المدينة المنورة تنفيذُا لوصية كان رسول الله كان قد أوصى علي بها حين قال له: "سيكون بينك وبين عائشة أمر، قال عليّ فأنا أشقاهم يا رسول الله، قال: لا ولكن إذا كان ذلك فردها إلى مأمنها".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل