المحتوى الرئيسى

الثورة على الطريقة الأمريكية: تقاتلوا بـ«سلاحنا».. ودعونا نعِش بـ«أموالكم»

01/31 11:41

تعد الصناعات العسكرية، ومن خلفها تجارة السلاح العالمية، أداة مهمة فى عجلة الاقتصاد الدولى، بل إن بعض الدول تحركها الصناعة العسكرية، وتأتى الولايات المتحدة الأمريكية على رأس الدول التى تحركها الصناعة العسكرية، حيث إن مصانع السلاح عادة ما تقوم بدور الدافع والمولد الرئيسى لحروب حول العالم، من أجل تصريف منتجاتها العسكرية.

وتحاول الولايات المتحدة تنصيب نفسها بيتاً للديمقراطية، وتمارس رقابة صارمة على صادرات السلاح، وتتحكم فى الدول التى تستورد السلاح تحت زعم الالتزام بمعايير حقوق الإنسان والقانون الدولى.

ومع تصاعد حدة الصراعات والحروب فى الشرق الأوسط، خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد ظهور تنظيم داعش عام 2014، وزيادة حدة الصراع السنى - الشيعى فى المنطقة، وكذلك تصاعد الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، وفشل عملية السلام بينهما، اندفع الجميع جنوناً إلى سباق تسلح، فتصدر السلاح الأمريكى قائمة المشتريات العسكرية، كونه الأعلى طلباً فى العالم، مما جعل الشركات المصنّعة للسلاح فى الولايات المتحدة تعمل على زيادة إنتاجها، حتى تتمكن من تلبية زيادة الطلب على السلاح.

اقتصاد الولايات المتحدة انتعش بـ154.6 مليار دولار من صفقات الأسلحة.. و«لوكهيد مارتن» الأولى عالمياً فى صناعة السلاح بحجم مبيعات 35 مليار دولار

تمثل تجارة الأسلحة، الدائرة على الساحة الآن بسبب تعدّد الصراعات، عملية نزوح للأرصدة من دول الشرق الأوسط إلى الدول الكبرى المصنّعة للسلاح، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. ويكون ذلك عن طريق إثارة المشكلات السياسية وتحويلها إلى نزاعات عسكرية فى دول المنطقة، وبذلك يرتفع الطلب على السلاح، وتنتقل رؤوس الأموال من دول الصراع فى الشرق الأوسط إلى مصانع السلاح فى الولايات المتحدة.

تقرير «المركز الدولى لأبحاث السلام فى ستوكهولم» (SIPRI)، الصادر عن عام 2015، يشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعد أكبر مصدر للسلاح فى العالم، وفى المقابل، احتلت دول الشرق الأوسط الصدارة فى قائمة مستوردى السلاح، مسجلة تقدماً بسبب الحروب المستمرة فى المنطقة. ويشير التقرير أيضاً إلى أن حجم عمليات نقل السلاح الرئيسية العالمية ارتفع بنسبة 16٪ فى نهاية عام 2014، وارتفع حجم الصادرات الأمريكية للأسلحة التقليدية الرئيسية إلى 31٪ بين السنوات 2005 - 2009، والسنوات 2010 - 2014.

كما أشار التقرير إلى أن واردات الأسلحة لدى دول مجلس التعاون الخليجى ارتفعت بنسبة 71٪ خلال السنوات 2010 - 2014، واستحوذت بذلك على 54٪ من واردات الأسلحة إلى الشرق الأوسط. ويقول الباحث البارز لبرنامج الأسلحة والإنفاق العسكرى فى «المعهد» بيتر وايزمان: «مع زيادة الأسلحة فى الولايات المتحدة وأوروبا، وسّعت دول مجلس التعاون الخليجى وطوّرت جيوشها بسرعة»، موضحاً أن «دول المجلس ومصر وإسرائيل وتركيا تتسلم واردات أسلحة رئيسية من الولايات المتحدة بشكل مستمر». وقالت مديرة برنامج الأسلحة والإنفاق العسكرى فى «المعهد» أود فلرا، إن «الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر صادرات الأسلحة أداة للسياسة الخارجية والأمن»، موضحة أن «صادرات الأسلحة الأمريكية ساعدت فى المحافظة على مستوى الإنتاج، فى وقت تناقص فيه الإنفاق العسكرى الأمريكى».

الصناعة العسكرية الأمريكية تلعب دوراً مهماً فى إدارة الصراع فى الشرق الأوسط لخدمة مصالحها الاقتصادية، التى تعتمد فى الأساس على تصدير السلاح، ولا دليل أكثر من تصدّر شركات السلاح الأمريكية المنتجة للأسلحة المستخدمة فى الصراعات الداخلية فى الشرق الأوسط لقائمة الأكثر مبيعاً فى العالم، حيث صنّف موقع «أغنى» الإلكترونى شركات السلاح الأكثر مبيعاً فى العالم، فتصدّرت شركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية المركز الأول عالمياً فى صناعة السلاح بحجم مبيعات يُقدر بـ35.49 مليار دولار. وتنتج شركة «لوكهيد مارتن» الكثير من المعدات العسكرية، أبرزها المقاتلات الجوية مثل «سى - 130 هيركوليز»، التى استُخدمت فى الحروب العربية - الإسرائيلية، وحرب الخليج، واستخدمتها إسرائيل خلال عملية تحرير الرهائن الشهيرة «عنتيبى» عام 1976. وتنتج أيضاً طائرات النقل العسكرى من نوع «سى - 5 جالاكسى»، التى شاركت فى عدة حروب، منها حرب لبنان، وحرب تحرير الكويت، وحرب العراق الأخيرة. كما تطور شركة «لوكهيد مارتن» الطائرة «إف - 16 فايتنج فالكون»، التى تمتلك مصر منها 186 طائرة من طراز «C» و54 من طراز «D»، فيما يمتلك العراق من هذا النوع 36 طائرة، كما تمتلكها كل من المغرب والإمارات العربية المتحدة والأردن والبحرين، وإسرائيل.

«وايزمان»: دول الخليج تضطر لمواجهة التحديات بزيادة عمليات شراء الأسلحة من الولايات المتحدة.. و«فلرا»: «واشنطن» تعتبر صادرات الأسلحة أداة للسياسة الخارجية والأمن

ويأتى فى المركز الثانى عالمياً، للشركات الأكثر مبيعاً للسلاح، شركة أمريكية أيضاً وهى شركة «بوينج» بمبيعات بلغت نحو 30.7 مليار دولار، وتشتهر «بوينج» فى مجال صناعة طائرات الركاب، إلى جانب إنتاج الطائرات المقاتلة والمضادة للغواصات، ومنها الطائرة الهليكوبتر (العمودية) «إيه إتش - 64 أباتشى»، التى أثبتت نفسها فى ميدان القتال الفعلى، وفى عدة نزاعات مسلحة فى الشرق الأوسط فى حرب الخليج الثانية، وغزو العراق الأخير، وتمتلك عدة دول فى الشرق الأوسط هذه الطائرة، منها مصر والإمارات والكويت والسعودية، وإسرائيل. كما تنتج «بوينج» الأمريكية، المقاتلة متعددة المهام «إف - 15 سترايك إيجل»، التى استخدمتها القوات الجوية الملكية السعودية، فى نوفمبر 2009، فى تنفيذ غارات جوية ضد المتمردين «الحوثيين» فى منطقة صعدة بشمال اليمن، كما استخدمت الطائرة فى حرب الخليج الثانية. وتنتج «بوينج» الطائرة «إف - 18 سوبر هورنيت»، التى تمتلك الكويت منها 32 طائرة من طراز «C»، و8 طائرات من طراز «D».

كما جاء فى المركز الرابع من تصنيف شركات السلاح الأكثر مبيعاً، شركة «رايثيون» الأمريكية، بحجم مبيعات وصل إلى 21.95 مليار دولار، وتقوم الشركة بدور بارز فى تصنيع الصواريخ الموجّهة على مستوى العالم، حيث إنها تسهم بشكل فعّال فى تطوير أنظمة الدفاع الصاروخى، كما تنتج الصواريخ المضادة للرادار والمضادة للدبابات، ومنها الصاروخ «جافلين»، الذى طلبت قطر، وبشكل رسمى من الولايات المتحدة الأمريكية تزويدها بـ50 قاذفة صواريخ من هذا النوع و500 صاروخ، بالإضافة إلى التدريب وقطع الغيار ومعدات التدريب وأجهزة محاكاة، فى صفقة تبلغ قيمتها 122 مليون دولار. وتنتج أيضاً شركة «رايثيون» الصواريخ «أرض - جو»، مثل «باتريوت»، التى استخدمت فى حرب الخليج، ويمتلكها فى الشرق الأوسط كل من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، والكويت.

%32 مبيعات الولايات المتحدة الأمريكية من السلاح للشرق الأوسط

وفى تصنيف الشركات العالمية المصنّعة للسلاح تأتى شركة «نورثروب جرومان»، الأمريكية أيضاً خامساً، بحجم مبيعات 20.22 مليار دولار، وجاء المركز السادس من نصيب شركة أمريكية أخرى وهى «جنرال ديناميكس»، التى وصل حجم مبيعاتها إلى 18.66 مليار دولار، وجاءت الشركة الأمريكية «إى إيه دى إس» سابعاً بـ15.7 مليار دولار، وشركة «يونايتد تكنولوجيز كوربوريشن» الأمريكية ثامناً بـ11.9 مليار دولار.

وبشكل عام، وحسب آخر الإحصائيات المنشورة عن حجم تجارة السلاح الأمريكية، فإن الشركات الأمريكية المصنعة للسلاح تتصدر حجم المبيعات العالمية، بحجم مبيعات يعادل 154.62 مليار دولار، انتعش من خلال هذه المليارات الاقتصاد الأمريكى فى ظل تراجع وانخفاض الإنفاق العسكرى الأمريكى، بينما تنفق دول الشرق الأوسط المليارات من أجل مواجهة التهديدات الإقليمية، مثل التخوف السنى من التمدد الشيعى، لينطلق سباق تسلح بين المعسكرين السنى والشيعى فى المنطقة، ومحاربة تنظيم داعش الإرهابى، فى حين أن هناك سباق تسلح آخر فى جميع دول المنطقة من أجل توطيد الأنظمة والحكومات وحسم الصراعات السياسية، التى لن تُحسم ربما على المدى القصير.

إمبراطورية السلاح الأمريكية فى الشرق الأوسط :-

الولايات المتحدة الأمريكية تأتى دائماً على صدارة قائمة الدول المنتجة والمصدرة للسلاح، حيث تتصدر الولايات المتحدة الدول المصدرة للسلاح فى العالم بنسبة 31% أمام روسيا التى حلت فى المركز الثانى بمعدل 27% من الصادرات.

وفقاً لدراسة أعدها معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام «سيبرى»، حول تجارة الأسلحة فى العالم، خلال أعوام «2010 - 2014»، احتفظت الولايات المتحدة بصدارة دول العالم كأكبر دولة مصدرة للأسلحة، بعدما ارتفعت صادراتها خلال تلك الفترة بنسبة بلغت 23%.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل