المحتوى الرئيسى

كيف ترانا إسرائيل وكيف ترى نفسها؟

01/30 15:32

اقرأ أيضا: الإعلام البهلوانى فى مرحلة العتبة.. .؟! إخراج الشعب من السياسة وإخراج السياسة من الحكم كلاب الحراسة الجُدُد الأنبا موسى.. وكل من أعطى كثيره ميكروفيزياء السلطة.. مصر نموذجاً

مما أثر عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قوله(أن الله يحب لكم معالى الأمور ويكره لكم سفاسفها).. وما أكثر موضوعات الحياة من حولنا التى تخالف هذا الحديث الشريف..

لكن أكثرها مخالفة وأكثرها إثارة للحيرة والاستغراب هو موضوع الاستراتيجيات والبحوث على كل أنواعها ومستوياتها (لاما يتعلق منها بالأمن القومى فقط)..

ومعروف أن مصر الثلاثينيات والأربعينيات تميزت بالتأسيس الصلب للتوجه المعرفى والفكرى والبحثى وفى كل المجالات وما تم وضع بذوره فى هذه الفترة عاشت عليه مصر تقريبا حتى منتصف الستينيات..الى أن بدأت مدرسة(كنا مفكرينهم ح يجوا من الشرق فجاءوا لنا من الغرب -- عن هزيمة 67)وهى المدرسة العتيدة لناظرها البكباشى ج.ح.عبد الناصر المؤسس الأول لمدرسة سفاسف الأمور وارجعوا الى كل ما كتب من تجارب وسيرذاتيه عن الرجل ومدرسته وزمنه الملىء بالأكاذيب والخيبات الكبرى والصغرى.ومن يتهمنى أننى أضع البكباشى فى كل ما اكتب عليه أن يأخذ أى كارثة من كوارث الحاضر ويمدها على خطها المستقيم للخلف سيجدها فى حجر البكباشى مستقرة يقلبها يمينا ويسارا..سواء كانت هذه الكارثة سياسية أو تعليمية أو قضائية أو اقتصادية أو ثقافية أو فكرية أو فنية ..

بين يدي التقريرالاستراتيجى الذى صدر عن(مركز أبحاث الأمن القومى الاسرائيلى) وإسرائيل التى عرفت الوجود من عام 1948!! بها خمس مراكز من كبريات المراكز_حسب الاهتمام والتصنيف الدولي_ لدراسات الأمن القومى والسياسات والاستراتيجيات: المركز المتعدد المجالات فى هرتيسيليا(معهد السياسات والاستراتيجيا)/ معهد الاستراتيجية الصهيونية /معهد أبحاث الأمن القومى/ مركز بيجين السادات للأبحاث الاستراتيجية/ ومركز دراسات الأمن القومى.. وكلها تقريبا متصلة بالجامعات الأكاديمية وتعمل بتناغم مع بعضها البعض .

ولهذه المراكز أهمية كبرى لدى صناع القرار الاسرائيلى ولدى الرأى العام الداخلى..ويتعلق دورها بالأساس إجراء أبحاث أساسية تستوفي المعايير العلمية تتناول مجالات أمن إسرائيل القومي والشرق الأوسط والمنظومة الدولية..إضافة إلى تناول القضايا التقليدية كسياسات الرأي العام والعلوم والتكنولوجيا والرفاهة الاجتماعية والسياسة الاجتماعية والتربية والتعليم والعلاقات المتبادلة بين المجتمع والجيش وكذلك العلاقة بين المستويات العسكرية والمدنية ..أيضا المساهَمة في ازدهار إسرائيل كدولة قومية للشعب اليهودي و العمل على بناء القاعدة النظرية والتفكير الطويل الأمد لهذه الفكرة (الدولة اليهودية)من موضوعات اهتمامها الأساسية أيضا السياسة الداخلية والخارجية للسلطة الفلسطينية والأمن والسلاح  في الشرق الأوسط ومصادر المياه فيه وانتشار أسلحة الدمار الشامل والجيش الإسرائيلي في المستقبل وعلاقات إسرائيل- آسيا وأفريقيا.

 التقريرالأخير صدر بعد اجتماعات لمدة أسبوع حضرها بالطبع كبار القادة الأمنيين والعسكريين الإسرائيليين بالإضافة الى وزراء الحكومة.أهمية التقرير تأتى مع التطورات المهمة التى تجرى في المنطقة.. الإتفاق النووي الإيراني ما يحدث فى سوريا و حزب الله بالإضافة الى انتفاضة القدس والضفة والتي تزداد كل يوم  مع استعدادات عسكرية للمقاومة الفلسطينية في غزة..وأرجوكم ان تقارنوا بين ما ستقرأوه على ألسنة الخبراء الذين أصدروا التقرير وبين ما تسمعونه فى الفضائيات على ألسنة كبار الخبراء الاستراتيجيين والأمنيين لدينا ..والذين لا هم لهم إلا المزيد من تفريق المجتمع وتصديع بنيان الدولة بسفاسفهم الفكرية وخيباتهم الاستراتيجية .

وكنت قد كتبت مقالا عام 2006 فى هذا المكان الكريم عن التقريرالاستراتيجى الذى أعده معهد (التخنيون) للدراسات الاستراتيجية بعنوان(لنحول الحلم الى حقيقة _إسرائيل 2020م)الذى صدرعام 1997 واستغرق العمل عليه 3 سنوات  في مدينه حيفا .. حيث ضم250 خبيرا من كبار المهنيين والباحثين و أساتذة الجامعات و ممثلين عن الوكالة اليهودية و خبراء أجانب من بريطانيا وهولندا وأمريكا و ألمانيا والسويد واليابان.دعا لهذا الاجتماع شخصية مهمة في الأوساط العلمية والسياسية في إسرائيل معروفا بإهتمامه بعلم(المستقبليات)يدعى(صمويل نيمان)وعمل إلي جانبه أحد أبرزعلماء الإدارة في إسرائيل ويدعى(أم مازور)كان الهدف من هذا الاجتماع هو وضع تصور لصورة إسرائيل بعد 25 عاما..وتم تحديد 3 محاوريتم العمل عليها الأول:أين توجد إسرائيل بين الدول الصناعية الكبرى؟الثاني:علاقة يهود العالم بالدولة الإسرائيلية؟الثالث:صورة دوله إسرائيل في أجواء السلام ؟ وصدرالعمل كاملا في 18مجلدا..من أهم ما جاء فيه انه بحلول عام 2027ستكون قوه إسرائيل لا يمكن قياسها إلى أي دوله عربيه عسكريا واقتصاديا وسيكون بجانبها كيان فلسطيني في الضفة وغزه له إدارة ذاتية مع ربط الجيش والأمنفى هذا الكيان بالدولة الإسرائيلية..وليس هناك ما يسمى دوله فلسطينية كاملة السيادة وليس هناك ما يسمى بحق العودة وستقام علاقات دبلوماسية كاملة مع كل الدول العربية والإسلامية بلا استثناء..

لنتذكر هذا الكلام جيدا أيها الناس ..!!

ما الجديد الذى يحمله تقرير مركز أبحاث الأمن القومي عنا وعن إسرائيل فى العام 2016م والذي أعده صفوة من الباحثين والإستراتيجيين وكبارالقادة بإشراف(عاموس يادلين)المديرالسابق لجهازالاستخبارات العسكرية( أمان) والرئيس الحالى للمركز..؟؟

الأقربون أولى بالقرب ..يقول التقرير أن الهزة التي يشهدها الإقليم - وبالأخص مصر – إضافة إلى المشاكل الاقتصادية التي زادت في السنوات الأخيرة جعلت القيادة بالقاهرة ترى أهمية في التعاون مع تل أبيب ويرى التقريرأن التعاون حيوي وهام فيما يتعلق بحرب النظام ضد الإرهاب وبخاصة في سيناء والمسؤولة عنه حركات إسلامية داخلية وخارجية..القضاء على ظاهرة الإرهاب وتعزيزوتدعيم النظام المصري الحاكم هو مصلحة إسرائيلية كبرى .. عن قطاع غزة قال التقرير أن البلدين  لديهما مصلحة مشتركة وبالرغم من ذلك لم تنجح القاهرة وتل أبيب في إجراء تطوير وتنمية استراتيجية مشتركة تهتم بإيقاف الإرهاب الذي ينبع من القطاع ووضع مخطط للأقتصاد والبنية التحتية ليكون قاعدة تأسيسية لأي حل طويل الأجل يتعلق بهذه المشكلة ..يؤكد التقريرأن مصررافضة لإيجاد حل لأزمة قطاع غزة.

مصروإسرائيل لديهما مصلحة في تعزيزالعلاقات الاقتصادية بينهما _هكذا قال التقرير_حيث تحتاج القاهرة إلى الغاز الطبيعي إلى أن يتم تطوير منابعه لديها كما أن شراء مصر الغازمن إسرائيل أو استخدامه في مصانع الإسالة المصرية سيساعد كثيرا في ازدهار هذا الشأن.التعاون المصري الإسرائيلي في مجال الغازمع إيجاد حلول اقتصادية لقطاع غزة سيسمح باستغلال جيد للغاز الموجود في المياه الاقتصادية للقطاع(معلومة خطيرة هذه!) أوصى التقريركذلك بتدعيم العلاقات الإستراتيجية مع الدول العربية التى تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلى جانب الدول العربية البين بين كالسعودية من أجل مواجهة التحالف الشيعى الذى تقوده إيران ومواجهة تنظيم داعش.توقع التقريراحتمال تفكك الأنظمة القائمة فى الشرق الأوسط وتحول الدول إلى كيانات عرقية أو دينية ويطالب بضرورة قيام إسرائيل بعلاقات سرية أوعلنية مع المجموعات الإثنية والأقليات غير المعادية لإسرائيل والتى يمكن أن تلعب دورا فى مستقبل الشرق الأوسط،.

يرى التقرير أيضا أن إسرائيل تملك الآن لحظة نادرة للمناورة واستغلال الفرص لتحسين وضعها السياسي والأمني والإستراتيجي بسبب التطورات الخطيرة التى حدثت فى الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل