المحتوى الرئيسى

إيمان سراج تكتب: الواقي الذي خدش حياء الـ… الشرفاء

01/30 10:14

استيقظت في صباح نشر الفيديو الخاص بمراسل سي بي سي شادي حسين والفنان أحمد مالك، وأنا في حالة تعجب واستغراب، فلم أكن قد استفقت كليا بعد، لذا صدمتني فكرة الفيديو وكتبت على صفحتي، إن ما فعلاه هذان الشابان عبث وعدم إدراك للمسئولية وقلة أدب واستهتار واستهانة بشخص ضعيف غير مستوعب ماذا قدم له، ولذلك رأينا فرحة على وجهه حينما قدم له مالك وشادي الواقي الذكري على أنه بالون.

استهجنت الأمر لأنه بالفعل كذلك.. غريب على نفسي وتربيتي وما أربي أولادي عليه، واستغربت لأنني طوال مدة دخولي على شبكات التواصل، لم أتلفظ بلفظ خارج أو جارح، أو تصرفت تصرفا يدينني في شيء، ولكنني بعد قليل، قرأت كلاما لكثيرين ممن يفعلون أفعال أشد وقاحة، كنوع من الهجوم على الشابين، مستغلين الحدث لصنع بطولات وطنية وهمية، واتخذوا من هذا الفعل وسيلة للتسابق على من يتودد للسلطه أكثر، في شكل حرب قذرة، وتناسى هؤلاء أن الذاكرة لا تنسى.

كتب الفنان طلعت زكريا مستنكرا الفعل: “بنتي سألتني يعني إيه واقي ذكري يا بابا؟”

طيب يا سي زكريا هي بنتك ماسألتكش يعني إيه علاقات جنسية كاملة يا بابا؟ وما سألتكش إيه يا بابا اللي بتعمله في “حاحا وتفاحة” ده؟! يا راجل  عيب عليك.

أما المستشار الخلوق مرتضى منصور والذي بالطبع لا يفوته حدث كهذا، خرج علينا معلنا أنه سيضرب كل من تسول له نفسه الدفاع عنهما بالجزمة، سيادة المستشار اللي مشبعنا سب وقذف ولعن طوال العام، فجأه ضميره صحي وجاي يأدي دور المثالي صاحب القيم والأخلاقيات والمبادئ، طيب بلاش إنت والنبي.

وعن ” وفاءعامر” في تعليقها على الحدث:”مش مصدقه ان في حد بالسفالة دي”.. كلمة في سرك يا ست وفاء، من فضك ممكن ترجعي خطوة واحدة لورا، وتشوفي لقطات الإغراء بتاعتك، وبعدين تفيدينا برأيك؟ لسنا ضد ما قدمت، وهو في النهاية خاضع للتقييم الفني، لكننا لم ننس إنك عندما سُألتي عن أعمال الإغراء السابقة لك، قلت إنك ندمت عليها، خصوصا أنك كنت في بداية مشوارك الفني، وطلبت من جمهورك أن يسامحك عليها نظرا لصغر سنك وقتما قدمتها.. ألا يدفعك هذا لالتماس بعض الرحمة والتسامح في التعامل مع خطأ شابين في مقتبل عمرهما.. أليس هذا هو سن الأخطاء؟ لماذا قررت المشاركة في ذبحهما؟! بلاش إدعاء الفضيلة، لأن ذاكرتنا لسه بخيرها.

أما الفنان الذي كنت أحترمه وأقدره وكان له في قلبي معزة خاصة “هشام سليم”، عراه الحدث، وأظهر لنا ازدواجيته  في أبهى صورها، حينما اعترض على ما فعله مالك وشادي، وذكر أن أفضل عقاب لمالك، تنظيف الحمامات في الأقسام لمدة شهر، لأن جهاز الشرطة  طبعا حماة الوطن، ولا يصح الاستهانة بهم بهذا الشكل، حتى لو كان شرطيا بسيطا، وفي اليوم التالي يبدو أنه أصيب بفقدان ذاكرة وتحول حماة الوطن لـ شوية مرتشين، عندما ذهبو للقبض على ابنته من مدرستها! بالإضافة إلى أنه قدم إستغاثة إلى وزير الداخلية لإنقاذ ابنته، ولا أدري لماذا لم يتبع ذلك الإجراء مع الشابين، واعتبر أن ما فعله مالك فعل أهوج وخطأ ولن يتكرر كما قال في دفاعه عن ابنته، ويستغيث أيضا بوزير الداخليه لقبول اعتذاره، اعتبره ابنك يا أخي.

الأمثلة كثيرة، ولا حصر لها، وأبرز ما توضحه لنا، أننا دوما في أي حدث نكون أمام فريقين، الفريق الأول “فريق الأخوه الشرفاء”.. فريق يكره كل ما يقترن بالثورة، ولذلك رأيناه هنا، يود لو يتم قتل الشابين دون النظر إلى حجم الفعل، وكأنه ثأر شخصي، كل ما يهمهم أنهم من شباب الثورة، وأنهم أهانو الشرطة، ولذلك جرموا الفعل، ولو كان ذلك الفعل مع أحد المواطنين العاديين لأنفجروا ضحكا، واعتبرو أنه مجرد فقرة فكاهية.

الفريق الثاني، وهو الفريق الذي يمثل الثورة، والذي لا يحمل مالك وشادي أي خطأ على اعتبار أن جهاز الشرطة يفعل جرائم أكثر من ذلك بكثير، وإذا تمت المقارنة بينهم، ففعل الشابين يعتبر لا شيء أمام ما فعلته الشرطة وما تفعله، وخاصة أن لشادي تجربة سابقة معهم حينما أصيب بطلقات الخرطوش.

يبدو أننا لن نتخلص مطلقا من فكرة الفريقين، من مع ومن ضد “الثورة”.. في كل المواقف سنراهم.. نفس الأشخاص ونفس الوجوه، ونفس الآراء، المعادون للثورة لن نجد إنصافهم لأي شيء ينتمي للثورة، لأنهم يعتبرون هذا الإنصاف معاديا للسلطة.

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل