المحتوى الرئيسى

«تدرّجات الأزرق»... جنيفر لوبيز شرطيّة فاسدة

01/30 02:51

من غير المجدي عقد مقارنة حقيقيّة بين الإنتاج التلفزيوني والإنتاج السينمائيّ في الولايات المتحدّة. لكنّ التلفزيون ما زال يتمتّع بجاذبيّة تحثّ كبار نجوم السينما والغناء للظهور عبره، خصوصاً مع تعدّد المنصّات في عصر الإنترنت.

في الفترة الأخيرة، انضمّت أسماء سينمائيّة كبيرة إلى مشاريع إنتاج تلفزيونيّة مثل المخرج ستيفن سودربرغ والممثل كليف أوين في مسـلسـل the Knick، والممثـلـيـن كيفن سبايسي وروبن رايت في «بيت من ورق»، إلى جانب الأعمال المنتظرة لأنطوني هوبكنر، وودي آلن، وديفيد لينش، وغيرهم. بدورها، اتخذت المغنيّة والممثلة جنيفر لوبيز خطوة جريئة، بالإطلالة في المسلسل البوليسي «تدرّجات الأزرق» على شبكة «أن بي سي».

بدأ عرض المسلسل في السابع من كانون الثاني الحالي، وكانت الحلقة الافتتاحية من إخراج باري ليفنسون. تولّى المخرج الأميركي الحائز على جائزة أوسكار إنجاز حلقتين من أصل ثماني يتألّف منها الجزء الأوّل من الموسم الأول (ينتهي عرضه في 25 شباط المقبل، والموسم كاملاً مؤلّف من ثلاث عشرة حلقة).

تقوم فكرة المسلسل على صراع داخل فريق من المحقّقين في نيويورك، يقودهم ووزنياك (راي ليوتا) المرتبط برجال العصابات حكّام عالم نيويورك السفلي، في محاولته لتحقيق العدالة كما يراها هو. يثق ووزنياك بأفراد فريقه، لكن أقربهم إليه وأكثرهم تمتعاً بثقته المحقّقة هارلي سانتوس (جنيفر لوبيز)، وهي شرطيّة فاسدة أيضاً وأم عازبة، تعيش أزمات مالية متلاحقة. استغلالاً لرابط الثقة ذلك، يسعى ضابط في الاستخبارات الفيدراليّة (أف بي آي) إلى توظيف سانتوس وإغرائها بحلّ أزماتها الماليّة، مقابل الإيقاع بووزنياك. تبتزّ الاستخبارات الشرطيّة سانتوس من خلال وعود بالتستّر على تدبيرها تهمة قتل لوالد ابنتها، للزجّ به في السجن وإبعاده عن طريقها.

تثير تصرفات سانتوس شكّ ووزنياك، فيشعر أنّ ثمة مخبراً يعمل لمصلحة «اف بي آي» ينوي الإيقاع به. يبدو الصراع عند ووزنياك في هذه الحالة مزدوجاً: صراع داخلي بين الرغبة في الاكتشاف، وعدم قبول إمكانية تورط صديقته هارلي بخيانة مماثلة. صراعٌ مشابه تعيشه سانتوس، بين رغبتها بالتخلص من تهم الفساد بحقّها، وخشيتها من التسبّب بالأذى لرئيسها الذي يشكّل صورة أبويّة في حياة ابنتها كريستينا ذات السبعة عشر عاماً.

تشكّل ثنائيّة الثقة/ الشكّ بين سانتوس ووزنياك الخطّ العام لمسلسل «تدرّجات الأزرق»، بجانب خطوط وقصص متفرّعة حاول صنّاع العمل تضمينها بعض التشويق والكوميديا الخفيفة، على عادة المسلسلات البوليسية الكثيرة على مختلف الشبكات الأميركية.

نال المسلسل استقبالاً نقدياً متوسطاً، وبدأ بنسبة مشاهدة معقولة (بلغت 8.55 ملايين مشاهد) أخذت بالانخفاض مع توالي عرض الحلقات. ولعلّ مشكلة المسلسل الرئيسة تكمن في عدم القدرة على تقديم الجديد حتى مع الصراع الملتبس بين ووزنياك وسانتوس، ما لخّصته «ذا غارديان» بقولها إن «تدرّجات الأزرق» يعدّ نوعاً من «الهدر الإجرامي» (في إشارة لنوعية العمل) لما يمكن أن تقدمه جنيفر لوبيز كممثلة، ما يدلّ، ربما، على جدية الأقاويل التي شاعت أخيراً حول اتجاه «ان بي سي» إلى إلغاء المسلسل أو عدم تجديده على الأقلّ.

إلى جانب ألبوماتها الغنائيّة، عُرفت جنيفر لوبيز بأدوارها السينمائيّة، خصوصاً في بعض أشهر أفلام «الكوميديا الرومانسيّة» مثل «منسّقة الأعراس» (2001) مع ماثيو ماكونوهي، و «خادمة في مانهاتن» (2002) مع رالف فاينز. وكان للوبيز بعض الأدوار التلفزيونيّة منذ مطلع التسعينيات، وإن كانت أقلّ شهرةً، في مسلسلات موسيقيّة، وأخرى دراميّة، إضافةً إلى حلولها كضيفة على بعض المسلسلات، بشخصيّتها الحقيقيّة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل