المحتوى الرئيسى

اتهام «عبدالعاطي» بكتابة تقارير أمنية عن المصريين بألمانيا

01/30 21:48

منع «بطرس» من دخول مصر وتسبب في اعتقال «الإسكندراني»

فجر توقيف الباحث المصري الدكتور عاطف بطرس، المقيم بألمانيا بمطار القاهرة أمس، بعد قرار بمنعه من دخول البلاد بناء على تقرير أمني صادر من السفارة المصرية ببرلين، غضبًا واسعًا بين المثقفين والحقوقيين.

يأتي ذلك في ظل اتهام مقربين من بطرس، لسفير مصر لدى ألمانيا الدكتور بدر عبدالعاطي بالإبلاغ عنه لدى عودته القاهرة، واتهامه بأنه كان ينظم المظاهرات الاحتجاجية ضد الحكومة المصرية، وبناء عليه تم القرار.

وأعادت واقعة بطرس، للأذهان اعتقال الباحث والناشط الحقوقي إسماعيل الإسكندراني لدى عودته من رحلة أوروبية في مطار الغردقة نهاية نوفمبر الماضي، وذلك وسط أنباء عن تقديم السفارة المصرية بألمانيا لتقرير أمني أسفر عن توقيفه، وتحويله لأمن الدولة.

واتهم أحمد عابدين، مراسل صحفي ومن المقربين من عاطف بطرس، بدر عبدالعاطي سفير مصر لدى ألمانيا بتقديم تقارير أمنية ضد المصريين في الخارج.  

وأوضح عابدين عبر صفحته على "فيس بوك"، أن "اعتقال بطرس يعود لخلافه مع السفير المصري في ألمانيا بدر عبدالعاطي المتحدث السابق باسم الخارجية الذي قام بإبلاغ الأمن أنه مشاغب ووقف في مظاهرة أمام السفارة".

وأضاف أنه "نفس السفير الذي أبلغ من قبل عن الصحفي والباحث المحترم إسماعيل الإسكندراني المحبوس حاليًا، وأيضا طرد أهالي الشباب المختطف في ليبيا من مكتبه".

وكشف الصحفي بالتلفزيون الألماني وليد الشيخ، أن "مسئولاً في سفارة ألمانيا بالقاهرة أبلغ أهل الباحث الدكتور عاطف بطرس، الذي تم توقيفه بناء على تقرير أمني للسفارة المصرية في برلين، أن الأمن الوطني أبلغهم أنه محجوز في المطار، وسيرحل على ألمانيا على طيارة لوفتهانزا.. وممنوع من دخول مصر.. مدى الحياة".

وقال الدكتور عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن "ليس غريبًا على دولة أمنية عسكرية، أن تكون سفارتها ووزارة خارجيتها جزءًا من النظام السياسي وأن يصبح دبلوماسيوها مخبرين وجواسيس على المصريين في الخارج".

وأضاف الأشعل لـ"المصريون": "عبدالعاطي وصل لمنصب سفير ألمانيا كمكافأة له على خدمته للنظام بعد أن كان متحدثًا رسميًا باسم وزارة الخارجية"، مشيرًا إلى "ن الدولة تسير بمنطق أن من يخدم الدولة يعلو مرتبته داخل السلطة".               

وأعرب الأشعل عن استغرابه من مناقشة رئاسة الجمهورية اليوم خلال اجتماعها في الاتحاد الإفريقي أوضاع حقوق الإنسان في القارة في الوقت الذي يتم انتهاكه في مصر.    

وقال الدكتور حسام عقل الناقد الأدبي والأستاذ بآداب عين شمس إن "هذه الواقعة أظهرت أن معظم من يمثلون الدبلوماسية المصرية أصبحوا يقتاتون على هذه الوشايات وأصبح لا عمل لهم ربما سوى ذلك", مضيفًا: "هذا للأسف يؤثر على صورة الدبلوماسي والسياسي المصري".

وأوضح أن "القهاوي والمنتديات الثقافية بعد أن كانت ملتقى للأدباء والمفكرين غدت وسطًا خصبًا لعملاء الأمن, ومرتعًا يوضح بشدة دور الوشاة في الإجهاز على الحياة الثقافية والفكرية في مصر".

وأدان عقل بشدة الحادثة التي يرى أنها ربما يشبهها من ممارسات هي التي عصفت بالثقافة المصرية وأوصلتها إلى الحضيض, مطالبًا المثقفين بالتكاتف من أجل إعادة الروح الديمقراطية للثقافة المصرية كي تصبح عاكسة للطيف الفكري والثقافي المتنوع في مصر.

وتابع "بطرس ناقد مهم على مستوى النقد الأدبي العربي وقدم صورة طيبة عن الأدب العربي والمصري في المجتمع الألماني, مؤكدا أن الاختلاف معه سياسيا لايجيز التعامل معه بهذا التعسف فهو في النهاية لا يملك إلا قلمه".

من جانبه، اعتبر المحامي نجاد البرعي الناشط الحقوقي، منع أي مصري من دخول البلاد ورده على أعقابه بهذه الصورة يعد انتهاكًا كبيرًا لحقوق الإنسان في مصر, مضيفًا أنه "في حالة تركه للجنسية المصرية قد يجوز هذا الفعل أما وهو متمسك بجنسيته فلا يجوز تركه للأجهزة الأمنية تتصرف معه كما تشاء".

وعزا الناشط الحقوقي، تكرر حالات منع أو توقيف المصريين لدى دخولهم البلاد، لغياب أي دور للأحزاب أو البرلمان كذلك عدم وجود ضغوط حقيقية على الحكومة, لافتًا إلى أن تغطية وضغط الإعلام لا تكفي في هذا الصدد.

وشدد البرعي على ضرورة أن يقوم البرلمان بدور فاعل لبحث الانتهاكات التي يتكلم عنها كل الناس, بدلاً من أن "يتنطط بعض الأعضاء على تقارير المستشار هشام جننية رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، التي هي في الغالب صحيحة يشوفوا الانتهاكات دي"، مشيرًا إلى أن "التعذيب في أقسام الشرطة وتجاوز مدة الحبس الاحتياطي ورغم ذلك لا أحد يناقشها أو يتكلم عنها".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل