المحتوى الرئيسى

انفصال كردستان .. العراق على مشارف الثلاث دويلات

01/29 17:52

لم يعد انفصال إقليم كردستان عن العراق مجرد تكهنات، فقد أعلنها رئيس الإقليم مسعود برزاني  منذ أيام في تصريحات لصحيفة الجارديان البريطانية، معتبرا أن اتفاقية " سايكس بيكو" قد عفا عليها الزمن وعلى قادة العالم إيجاد اتفاقية جديدة لرسم حدود المنطقة وتمهيد إقامة دولة كردية.

وأضاف بارزاني أن العراق وسوريا لن يعودا كدولتين موحدتين من جديد بسبب الأوضاع المضطربة على مدى العقد الماضي، ولا يمكن أن يفرض التعايش الإجباري بين المكونات المختلفة بعد الآن.

وجدد بارزاني القول بأنه تم الاقتراب لكردستان المستقلة أكثر من أي وقت مضى، لافتًا إلى أن هذه الحقيقة باتت تحظى بقبول لدى المجتمع الدولي، وهو ما يطرح تساؤلا عما ينتظر العراق عند انفصال الأكراد؟

واتخذ إقليم كردستان التدابير اللازمة للانفصال منها حفر خنادق أمنية في المناطق المتاخمة لمدن تسيطر عليها تنظيم داعش،  بطول 652 ميل من شمال الموصل حتى أجزاء بمقاطعة ديالى وهو ما اعتبره مسؤول عراقيون فرض للأمر الواقع وتحديد لحدود الإقليم.

وأعلن مسعود بارزاني، مطلع الشهر الجاري أن الإقليم مصمم على إجراء استفتاء يضمن لشعب كردستان تقرير مصيره.

كما يواصل إقليم كردستان تصدير إنتاجه من النفط بشكل مستقل عن بغداد خلال العام الجاري.

وتتهم الحكومة المركزية حكومة الإقليم بعدم تقديم أرقام دقيقة عن معدلات تصدير النفط للخارج، مما دفع بغداد إلى إيقاف حصة الإقليم من الموازنة منذ العام 2014.

من جهتها تتهم حكومة الإقليم حكومة بغداد بتغييب قانون النفط والغاز، وعدم تعميمه بحيث يصبح أساسا للرجوع إليه في كل العراق.

و اتهمت منظمة العفو الدولية أمنستي إنترناشونال قوات البيشمركة الكردية، على إثر تحقيق ميداني أجرته في 13 قرية وبلدة، فضلا عن جمع شهادات من أكثر من 100 من شهود العيان وضحايا التهجير القسري.

وأشار التقرير إلى أن القوات الكردية تغير ديموغرافيا شمال العراق بتدمير آلاف المنازل في سياق محاولة منظمة لإزالة قرى وتجمعات عربية من المنطقة، كما تمنع قوات حكومة إقليم كردستان السكان العرب الذين أجبروا على النزوح من العودة إلى بيوتهم في المناطق التي استعادتها.

العلاقة بين العرب والأكراد في العراق ليست المشكلة الوحيدة أمام استمرار العراق كدولة موحدة، فالميليشيات الشيعية التي ترافق قوات الجيش العراقي كالحشد الشعبي ترتكب جرائم بحق السنّة في المناطق المحرر من قبضة التنظيم وهو ما حدث في تكريت ومدينة "بيجي" وهو ما دفع الأهالي للجوء للأمم المتحدة للشكوى من العمليات الانتقامية التي يتعرضون لها.

المراقبون اعتبروا أن انفصال كردستان بداية لتفعيل المخطط الأمريكي يتبعها مباشرة تحويل العراق لثلاث دويلات ضعيفة شيعية وسنية وكردية.

حسين حمودة المفكر الأمني والخبر في الإرهاب الدولي أكد أن العراق سيتقسم لثلاث دويلات بعد انفصال إقليم كردستان مباشرة، مفيدا بأن أمريكا تبدي عدم رغبتها في ذلك حاليا وهي من خططت لكل هذا.

وأشار في حديثه لـ"مصر العربية" إلى أن التقسيم كان الهدف الأساسي من تفتيت الجيش العراقي وغزو العراق،  مفيدا بأن تدخلات داعش في المنطقة لا تحدث بشكل عفوي ولكن لإكمال المخطط وخلق مبرر لإنجازه.

وتابع:" أمريكا لم تكذب علينا حينما أعلنت عن الشرق الأوسط الجديد، وكذلك المفكر الأمريكي اليهودي برنارد لويس لم يخبئ علينا شيئا وأعلن كل هذه التفاصيل من وقت طويل".

وأوضح المفكر الأمني أن سنة العراق سيترك لهم المنطقة الفقيرة من الموارد في الوسط لتكون دويلتهم بهدف تأجج الصراع على النفط بين الثلاث دويلات.

وواصل:" المخطط أن يقتل الجميع بعضهم بعضا من أجل مصادر الدخل، حتى لا يفكر أحد في قتال إسرائيل، فيكون داعش العدو، والكرد وإيران والشيعة، غير إسرائيل".

وأفاد بأن هذه استراتيجية الاستعمار منذ أمد بعيد فكان يقسم القبائل الكبيرة في دولتين أو ثلاثة ليفرق قواهم ويدفعهم للاقتتال وهو ما حدث في عدة دول إفريقية من قبل، وكان الهدف من توزيع الأكراد في أربع دول.

وعن موقف إيران من التقسيم أكد حمودة أن إيران دخولها في المنطقة للتفتيت وضم ما تقدر عليه من تركة العرب.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل