المحتوى الرئيسى

الإمام الأكبر: شخصية 'الفاروق عمر'جمعت بين القوة والرحمة حتى لغير المسلمين

01/29 15:33

يستأنف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، سلسلة التعريف والدفاع عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى حديثه الذى يذاع على الفضائية المصرية اليوم.

وقال الإمام الأكبر، إن حديث اليوم، سوف يتركز حول الدفاع عن التهم التي وجهت إليهم ظلما وزورا وبهتانا عبر التاريخ، وهذا شيء طبيعي؛ لأن العظماء هكذا، إذ لا يخلو عظيم من حاسد أو حاقد أو شانئ، وكنا قد تحدثنا عن سيدنا أبي بكر الصديق –رضي الله عنه- ونتحدث اليوم عن سيدنا عمر –رضي الله عنه- حيث لا نركز كثيرا على شخصيته أو حياته قبل الإسلام أو بعد الإسلام إلا بالقدر الذي يخدم هذا البرنامج وإنما نركز على الدفاع عنه ورد الشبهات والتهم الباطلة في إطار البحث العلمي النزيه، الذي لا يخرج عن أدب الحوار ولا عن آداب البحث والمناظرة، وإنما هو حوار تقارع فيه الحجة بالحجة.

وأضاف في حديثه الذي سيذاع اليوم على الفضائية المصرية، "قاعدتنا الذهبية هو أن المعصومين عندنا أهل السنة والجماعة وجمهور الأمة الإسلامية هم الرسل والأنبياء فقط ولا عصمة لأحد بعدهم، وفي هذا الإطار نحن نتحدث عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- باعتباره شخصية نادرة بل من أندر النوادر في أفق الإنسانية العظيمة.

مشيرًا إلى أنه امتاز عن أقرانه من شباب قريش بتعلم القراءة والكتابة، ولم تكن قريش تحرص على تعليم أبنائها القراءة والكتابة، حتى قيل: إنه «لم يكن في قريش كلها حين بعث النبي ﷺ غير سبعة عشر رجلًا يقرءون ويكتبون»، وكان عالمًا بأنساب العرب، فصيح القول حسن الكلام، كثير الزواج، كعادة العرب آنذاك، طلبًا الولد أو قضاء للوطر، وقد تزوج بتسع نساء، أنجبن له اثني عشر ولدًا، وإحدى زوجاته: السيدة أم كلثوم ابنة الإمام علي كرَّم الله وجهه، وأنجبت منه: زيدًا الأكبر ورقية.

وتابع الإمام الأكبر: كان قوي البنية مرهوب الجناب، وشارك–في الجاهلية- في إيذاء المستضعفين من المسلمين الأوائل، وكان في بداية أمره معارضا لما جاء به النبي -صلي الله عليه وسلم- لكن مع قوته كان رقيق القلب، حين علم بإسلام أخته فاطمة بن الخطا ، فضربها ضربة شقت وجهها, فسقطت من يدها صحيفة ( قرآن ) فقال لها: ناولينى هذة الصحيفة فقالت له السيدة فاطمة رضى الله عنها : أنت مشرك نجس اذهب فتوضأ ثم اقرأها , فتوضأ عمر ثم قرأ الصحيفة وكان أوائل فيها من أوائل سورة طه، فاهتز عمر ورق قلبه ونسي قوته وشدته وجبروته، وقال: ما هذا بكلام بشر، ثم قال دلوني على محمد‏ -صل الله عليه وسلم- لأشهر إسلامي، فلما سمع خباب بن الأرت قول عمر خرج من البيت، فقال‏:‏ أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم - لك ليلة الخميس‏:‏ ‏‏اللهم أعز الإسلام بأحد العُمرين: عمر بن الخطاب، وأبي جهل عمرو بن هشام، وذهب وأسلم.

ولم تقتصر رحمة عمر رضي الله عنه- ورقته على أبناء دِينِه، بل كان كذلك مع غير المسلمين، روي أن عمر - رضي الله عنه - مَرَّ ببابِ قوم وعليه سائلٌ يسأل، وكان شيخًا ضريرًا، يبدو عليه أنه ذمِّيُّ ،فَضَربَ عمر بِعَضُدِه، وقال: من أي أهل الكتاب أنت؟فقال: يَهودي. فقال: ما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسألُ الجِزيةَ والحاجةَ والسنَّ. فأخذ عمر بيدهِ، وذهب به إلى منزله، وأعطاه شيئًا مما عنده، ثم أرسل إلى خازنِ بيت المال، وقال له، انظر هذا وضُرباءَهُ، فوالله ما أنصفنا الرجلَ أنْ أكلنا شبيبته، ثُمَّ نَخذِلُه عِند الهَرَم(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ) التوبة: 60- وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ثم رَدَّ عنه الجِزيةَ وعن أمثالِه، كما كان بكاء الصبي يؤرِّقه جدًّا، ويجعله يسرع في صلاته، وهذا يدلُّ على أن شخصية عمر –رضي الله عنه- جمعت بين القوة الشديدة في الحق وبين الرقة الشديدة في موقف الرقة والرحمة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل