المحتوى الرئيسى

وزيرة تونسية تغضب الشعب بعد هجومها على مدارس قرآنية

01/29 12:21

أثارت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة في تونس غضب كثير من التونسيين إثر تصريح لها بإحدى الصحف المحلية، أكدت خلاله أنها ماضية في تفعيل قرار غلق رياض الأطفال القرآنية، بدعوى أنها تضرب وحدة النظام التعليمي في تونس وتهدد تجانس المجتمع ومصلحة الطفل.

وفي إجابة عن سؤال طرحته صحيفة "التونسية": "أين وصلتم في حربكم على رياض الأطفال القرآنيّة؟"، ردّت الوزيرة سميرة مرعي، عن حزب آفاق تونس أحد مكونات الائتلاف الحاكم: "بخصوص رياض الأطفال القرآنيّة فموقفنا واضح وهو تفعيل إجراء الغلق. نحن مع تدريس القرآن الكريم لكن لا سبيل لضرب وحدة النظام التعليمي والمساس بتجانس المجتمع ومصلحة الطفل وحقّه في تنشئة سليمة ومتوازنة".

وزيرة المرأة اعتبرت أن الوزارة قانوناً واضحاً وصريحاً لتدريس الأطفال، وكل ما يخالف ذلك فهو يسمى روضات عشوائية، مستدركة: "أنا مع تدريس القرآن لكن في الروضات العادية".

وزارة المرأة والطفولة والأسرة أعلنت بدورها عبر صفحتها الرسمية، في إطار تفاعلها مع تعليقات التونسيين حول التصريح المثير للجدل، أن "هناك عدداً من رياض الأطفال العشوائية والمارقة عن القانون تدعي أنها قرآنية، في حين أنها لا تمتّ للقرآن والإسلام بصلة، بل إنها تبث قيماً غريبة عن المجتمع التونسي ومخالفة للمناهج التربوية الوطنية".

وأضافت الوزارة في ذات التعليق: "هذه الفضاءات لا تهدف إلى تحفيظ وتدريس القرآن، وإنما تلقن الأطفال أشياء خطيرة، وتعمد إلى تشويه تعاليم الإسلام الحنيف من خلال تدريس عذاب القبر وتجسيد نار جهنم، ما يؤثر على نفسية الناشئة".

تصريحات الوزيرة أثارت موجة سخط كبيرة عبر الشبكات الاجتماعية في تونس، ما دفع كثيراً من الحقوقيين والوجوه السياسية البارزة للرد عليها من خلال تدوينات عبر فيسبوك، دعا أغلبها إلى ضرورة اهتمام الوزيرة بقضايا حارقة تهدد فعلاً مستقبل الأسرة والطفولة في تونس في ظل ارتفاع حوادث الاغتصاب والتحرش الجنسي والقتل لأطفال في حضانات أطفال عادية.

من جانبه اعتبر الباحث التونسي رئيس مركز دراسات الإسلام والديمقراطية، رضوان المصمودي، في تصريح " أنه "من غير المنطقي أن نمنع تدريس أطفالنا القرآن الكريم في بلد مسلم بحجة محاربة الإرهاب والفكر المتطرف".

وأضاف "من واجب الدولة مراقبة كل المدارس سواءً كانت قرآنية أو غير قرآنية في إطار المحافظة على سلامة الأطفال من أي فكر متطرف، لكن ذلك لا يجب أن يُتخذ عند بعض المسؤولين أو السياسيين ذريعةً لمحاربة أشكال التدين وكل ما يتعلق بعقيدة المجتمع التونسي المسلم".

المصمودي رأى أن وجود مدارس قرآنية لتحفيظ القرآن في تونس بالتوازي مع الحضانات العادية أمر طبيعي في بلد مسلم، وحتى في دول أوروبا وأميركا مثلها مثل المدارس اليهودية والمسيحية، داعياً الدولة التونسية لدعم مثل هذه المدارس ومراقبتها؛ لأنها "لن تعلمهم سوى تعاليم الدين الإسلامي من اعتدال ورحمة وحب الآخرين واحترامهم"، على حد تعبيره.

رئيس "مركز الإسلام والديمقراطية" حذر في ذات السياق من وجود تيار علماني متطرف يفهم العلمانية بمعنى إقصاء للدين، عوضاً عن فصل الدين عن الدولة، وعوضاً عن تعايش المؤسسات الدينية مع باقي مؤسسات الدولة في تونس.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل