المحتوى الرئيسى

"أبو الثوار".. أيقونة التحرير أم "لغم" مخابراتي ؟

01/25 15:54

رجل ذو لحية بيضاء كثيفة وثوب أسود لا تألفه عيون القاهرة، يحمل عصا ولافتة، يمضي بخطى واثقة ليوجه رسالته إلى الجميع وسرعان ما تتجه الأنظار إليه لقراءتها فتتشكل حوله دائرة بشرية لتبادل الأحاديث ومناقشته في مضمونها..

"محمد عطيان" الرجل الذي جذب انتباه الجميع خلال ثورة 25 يناير حتى صار أحد معالم الميدان التي يتسابق إليها المتظاهرون لالتقاط الصور التذكارية أو الصحفيون والإعلاميون للتوثيق وتسليط الضوء، اعتبره الكثيرون أحد أهم أيقونات "ميدان التحرير" ولقبوه بـ "أبو الثوار" ، بينما يراه آخرون"لغزا محيّرا" بعد عدد من المواقف والمعلومات غير المؤكدة التي أثارت الجدل بشأن حقيقة شخصيته وانتمائه .

"عطيان"رجل ستيني من محافظة كفر الشيخ، جاء إلى ميدان التحرير مع بداية ثورة 25 يناير وظل مقيمًا فيه حتى بعد مغادرة الثوار له عقب تنحي الرئيس الأسبق مبارك، كان مشاركًا في كل الأحداث التي تلت ذلك، كما كان من أشد المعارضين لحكم الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي وأيد تدخل الجيش لعزله في 3 يوليو .

ظل "عطيان" لغزًا في نظر الكثيرين بعد ما تداولت شخصيات سياسية وفنية معروفة معلومات غير مؤكدة عن انتمائه إلى جهاز المخابرات وأنه كان مجرد أداة تجسس لصالحها في الميدان طيلة الوقت، وخصوصا بعد انتشار صورة تجمعه مع "صموئيل عشاي" المعروف بعلاقته وولائه لرئيس المخابرات الراحل اللواء عمر سليمان، كذلك اختفائه من الميدان في فترة حرجة كانت البلاد تشهد وقتها العديد من النزاعات والأزمات .

تعرض "عطيان" للعديد من الاعتداءات سواء في ميدان التحرير أو الميادين الأخرى التي كان يحرص على التواجد فيها بلافتاته التي تخاطب الثوار دائما ، كان أحدها خلال وجوده بخيمته في ميدان التحرير حيث تم الاعتداء عليه من قبل مجهولين قاموا بالهجوم على ميدان التحرير وحرق الخيام التي أعدها المعتصمون هناك في عهد الإخوان، كما ألقي القبض عليه أكثر من مرة مع مجموعة من المتظاهرين والمعتصمين في الميدان، وخلال تواجده أمام جامعة القاهرة ومرة أخرى داخل مترو الأنفاق، إلا أنه في إحدى حوادث الاعتداء عليه أصر على الخروج من المستشفى قبل حضور النيابة لأخذ أقواله حتى أنه تعدى على طبيب جراحة الطوارئ بالضرب وقتها بحسب بيان أصدرته لجنة الحريات في نقابة الأطباء وقتها !

وشارك "أبو الثوار" المثير للجدل في جلسة لجنة الحوار المجتمعي المنبثقة عن لجنة "الخمسين" لتعديل الدستور التي عقدت بحضور سياسيين وفنانين وممثلين عن أهالي الشهداء والمصابين، وطالب خلالها بتطبيق قانون العزل السياسي على رموز الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين، وكذلك بتعديل المادة 15 بالدستور لتنص على أن تلتزم الدولة برعاية وتكريم الشهداء، وأن يتم إطلاق اسم دستور ثورة 25 يناير على الدستور الجديد .

وكانت تغريدة على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" منسوبة للفنان محمد صبحي قد أثارت الجدل بشأن حقيقة "عطيان" ، حيث جاء فيها : "أول مرة يعرفوا إن أبو الثوار عقيد مخابرات اسمه محمد عطيان!! دا حتى من زمان وصوره منتشرة مع صمؤيل العشاى مدير الحملة الانتخابية لعمر سليمان".

إلا أن العديد من المشاركين في الثورة وغيرهم استبعدوا الأمر ودافعوا عن "أبو الثورة" ودللوا على ذلك بمواقف وصور ومواقع متخصصة في كشف "الفبركات" ، إلا أن رد "عطيان" على ذلك جاء ليزيد الريبة  حوله حيث سخر منه فقط وقال أنه شرف له أن يكون رجلا "مخابراتيا" وأن جهاز المخابرات المصري من أقوى وأفضل الأجهزة على مستوى العالم .

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل