المحتوى الرئيسى

الذكرى الـ90 لميلاد يوسف شاهين.. كتب سيرته الذاتية برصد الحياة في مصر.. واختيرت أفلامه ضمن أهم 100 فيلم في تاريخ السينما.. وعرف بنقده للسياسات وتدخل أمريكا بالشرق الأوسط

01/25 15:05

استطاع أن يتحدى الجميع ويكمل مسيرته الفنية ويقدم أفلامًا مختلفة، أصبحت علامات لا تُنسى، ورفع من خلال فنه اسم مصر عاليًا في المهرجانات الدولية، وعرف برؤيته كمخرج آمن بالاختلاف والجنون والثورة، ودخل قلبه الثائر عدد من النجمات، أحبهن وأعطاهن أدوارًا مهمة في قلبه وأعماله، ليغزو العالم بفنه الحالم، والذي جمع فيه صفات فنية جريئة، فهو "المجنون" و"العاشق"، و"المثير للجدل"، إنه المخرج العالمي يوسف شاهين.

ولد يوسف جبرائيل شاهين الـ25 من يناير عام 1926، بمدينة الإسكندرية، لأسرة متواضعة مكونة من أب لبناني كاثوليكي من مدينة زحلة بشرق لبنان، وأم من أصول يونانية هاجرت أسرتها إلى مصر في القرن التاسع عشر، وكمعظم الأسر التي عاشت في الإسكندرية في تلك الفترة، تحدث شاهين بعدة لغات، وذلك على الرغم من انتمائه للطبقة المتوسطة.

درس يوسف شاهين بمدارس خاصة منها مدرسة فيكتوريا، والتي حصل منها على الشهادة الثانوية، وأتم بعدها دراسته في جامعة الإسكندرية، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة وأمضى سنتين في معهد "ياسادينا" لدراسة فنون المسرح.

بدأ "يوسف شاهين" عمله في مجال صناعة السينما المصرية كمساعد للمصور السينمائي "الفيز اورفانالي" الذي مهد له الفرصة لإخراج أول أفلامه بعنوان"بابا أمين" عام 1949، وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وفي العالم التالي قدم ثاني أفلامه تحت عنوان "ابن النيل" الذي شارك في مهرجان كان للسينما محققاً من خلاله الشهرة والنجاح كمخرج يفارق اللغة السينمائية المصرية المعروفة آنذاك.

لم تتوقف الانطلاقات الفنية للمخرج "يوسف شاهين" طوال مشواره الفني الذي امتدت حوالي 60 عاماً، فأخرج ما يقارب من 42 فيلم ، حيث أثارت أفلامه جدلاً واسعاً بسبب روحها النقدية السياسة والاجتماعية ودفاعه الدائم عن الحريات.

اشتهر "شاهين" بانتقاداته اللاذعة لنظام الحكم في مصر وللسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط ، وفي عام 1972 ألقى حجراً في الماء الراكد بإخراج فيلم "العصفور" الذي يُحمل مسئولية هزيمة الجيش المصري في حرب يونيو للفساد في المؤسسة السياسية المصرية.

واستمر الخط النقدي في العديد من أعمال "شاهين"، ومنها "عودة الابن الضال" و"الأرض" و"المهاجر" و"باب الحديد" و"المصير" و"الآخر" و"هي فوضي".

قدم "شاهين" في سيرته الذاتية رصدًا لتطورات الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر من خلال أربعة أفلام شهيرة هي "إسكندرية ليه" و"حدوته مصرية" و"إسكندرية كمان وكمان" و"إسكندرية نيويورك"، واختار النقاد عشرة من أفلامه من بين أهم مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية بمناسبة مرور مئة عام على انطلاقتها.

يعد "يوسف شاهين" أحد السينمائيين القلائل الذين اعتمدوا على أنفسهم في تمويل أفلامهم خصوصا بعد توقف دعم الدولة له على إثر أعماله السياسية المنتقدة للنظام، حيث قام بتأسيس شركة إنتاج سينمائية باسم "مصر العالمية" لتمويل أفلامه خاصة مع المنتجين الفرنسيين.

تخرج العديد من المخرجين من مدرسة "يوسف شاهين"، أمثال (يسري نصر الله - رضوان الكاشف -علي بدرخان - خالد الحجر - خالد يوسف - عماد البهات)، كما يرجع له الفضل في تقديم الكثير من الوجوه الهامة للسينما المصرية أهمها الفنان "عمر الشريف" الذي قدمه في فيلم "صراع في الوادي" ثم وصل إلى العالمية على يد المخرج الإنكليزي "ديفيد لين".

لم تقتصر موهبة "يوسف شاهين" على الإخراج فقط بل تمتع بموهبة عالية في التمثيل، وظهر في عدد من أفلامه منها "حدوته مصرية" و"باب الحديد" و"فجر يوم جديد" و"إسكندرية كمان وكمان"، بينما كان آخر ظهور له في فيلم "ويجا" كمجاملة لتلميذه "خالد يوسف".

نال المخرج العالمي "يوسف شاهين" خلال مشواره الفني العديد من الجوائز المحلية والعالمية، بالإضافة إلى التكريمات من مختلف المهرجانات العربية والأجنبية حيث حصل على جائزة الدب الفضي من مهرجان برلين السينمائي عن فيلم "إسكندرية... ليه؟" عام 1979، وجائزة الدولة التقديرية عام 1994م، وجائزة اليوبيل الذهبي لمهرجان كان عن مجمل أعماله عام 1997.

كما منحته الحكومة الفرنسية وسام شرف من رتبة الفارس لعام 2006، وتم تكريمه كأهم مخرج في الوطن العربي بمهرجان السينما الدولي عام 2007، بالإضافة إلى تدشين شارع في ضاحية “بوبيني” باسم يوسف شاهين، وإطلاق جائزة دولية باسمه في مهرجان سينما المؤلف بالرباط.

نرشح لك

أهم أخبار صحافة

Comments

عاجل