المحتوى الرئيسى

حوار| والدة الشهيد محمد الجندي: أمل «25 يناير» ضاع.. والدولة تهتم بشهداء الجيش والشرطة فقط

01/25 00:01

- أقول لمن ينكر الثورة داخل البرلمان: الثورة خالدة ولولاها ما وصلتم لكرسى المجلس

- قانون التظاهر لا بد من تعديله.. وأنتظر من السيسى الإفراج عن الشباب

دقائق وتفصل المجتمع  المصرى عن استقبال الذكرى الخامسة لثورة الخامس والعشرين من يناير، البعض قد يتلقى تلك الذكرى بمنظور المتفرج، حيث يطل على أحداث الثورة عبر شاشات التليفزيون، فى المقابل نجد البعض خاصة "أمهات الشهداء" ينظرون للثورة تجسيدًا لروح أبنائهم.. "التحرير" حاورت الحاجة سامية الشيخ، والدة الشهيد البطل محمد الجندى، الذى استشهد فى ذكرى أحداث محمد محمود، إبان عهد الرئيس المخلوع مرسى، حيث أكدت أن آمال ثورة 25 يناير ضاعت، وأن 25 يناير ثورة خالدة رغم محاولات البعض إنكارها، وأن هناك اهتمامًا بشهداء رجال الجيش والشرطة، وفى المقابل تهميش لأمهات الشهداء المدنيين, وإلى نص الحوار..

- كيف تنظر والدة الشهيد محمد الجندى لذكرى ثورة 25 يناير؟

فى الحقيقة وللأسف الشديد أرى فى ذكرى ثورة 25 يناير تلك الثورة العظيمة الخالدة فى قلوب جموع المصريين الشرفاء بالأمل الضائع, ذلك الأمل الذى نادى به ابنى البطل الشهيد وكل شهداء الوطن الأبرار، الذين ضحوا بدمائهم الغالية من أجل رفعة تراب هذا الوطن الغالى والحبيب, فشهداء 25 يناير كان لديهم حلم بتحقيق مصر الجديدة، التى ينعم فيها المواطن بشكل عام سواء كان فقيرًا أو غنيا بالتعليم المناسب للمرحلة الحالية وتطلعات ومستجدات العصر الحديث، وركب الحضارة والنهضة التعليمية, وكذلك فى الصحة وكل قطاعات وشتى سبل الحياة، فخرج شعار الثورة شاملا لتلك الرؤية لشباب وشهداء ثورة 25 يناير من "عيش - حرية - عدالة اجتماعية"

- من المسئول عن ضياع الأمل؟

الشباب نفسهم هم من ساهموا سواء بقصد أو من غير ضياع، ذلك الأمل المنشود من جموع الملايين التى خرجت لميدان التحرير فى أحداث 25 يناير، التى طالت جميع أفراد المجتمع من شتى محافظات الجمهورية من مختلف الأطياف, فدائمًا عندما تحدث أى ثورة فى أى بلد فى العالم يأتى بعدها فترة ينتشر فيها الاضطرابات وبعض المناوشات فكانت ثورة 25 يناير بمثابة "جسد بلا رأس"، حيث تمرد الشباب على تلبية نصائح وأحاديث الكبار من المشاركين للثورة، وتفتت الأصوات ناهيك عن أن الشباب انشغل بثورته عن العمل والاجتهاد، خاصة أن البلاد كانت فى أشد الحاجة للنهوض بها فى كل قطاعات الدولة، وذلك النهوض والتنمية سبيلها الوحيد الاجتهاد والعمل والدفع بالطاقة الإنتاجية للبلاد للأمام, من أجل تلبية احتياجات المجتمع.

- ما تقييمك للدعوات التى تخرج من الإخوان فى ذكرى الثورة؟

فى الواقع فإن الاقتصاد المصرى ضعيف وده نتيجة طبيعية للظروف التى تحيط بالبلاد وحجم التحديات فى الداخل والخارج, لذلك فإن الحالة المتردية التى تعيشها البلاد لا تتحمل مثل تلك الدعوات الهدامة والتخريبية والتى تحاول أن يتم توظيفها لأغراض سياسية بعيدة عن أهداف الثورة السلمية، التى نادت لرفعة المواطن والوطن وليس لتخريبه، والنيل من مؤسسات الدولة, فليس هناك مواطن يحب بلاده ويتمنى لها النهضة والتقدم والرقى فى شتى قطاعات الدولة يرحب بأى عمل تخريبى سواء فى ذكرى ثورة 25 يناير أو فى أى وقت آخر, حتى لا تقع مصر فى بوتقة البلدان العربية مثل سوريا وليبيا وغيرهما من البلاد التى أوشكت على الانهيار، فلا بد أن نراعى مصلحة البلاد فى المقام الأول عند فعل أى شىء أو المناداة بالتغيير.

- هل ستنزلين لميدان التحرير فى ذكرى الثورة؟

لا, سأظل فى المنزل, وسأقوم بتلاوة القرآن الكريم على أرواح جموع الشهداء من كل ربوع الوطن، داعية المولى عز وجل أن ينعم عليهم بفسيح جناته ورحمته, وأن يأخذ البلاد إلى بر الأمان، وننهض بها، ونحقق مزيدا من تنمية المجتمع.

بشكل عام أتمنى من جميع مؤسسات الدولة لأنها مكملة لبعضها البعض أن تعمل من أجل مصلحة البلد وتلبية احتياجات المواطن سواء على المستوى التشريعى بسن قوانين تخدم مصلحته فى المقام الأول أو حتى على المستوى التنفيذى بسرعة العمل على تطبيق القرارات التى تهتم بخدمة المجتمع على أرض الواقع, فالرئيس السيسى أسمع منه كلاما جميلا ومحترما، لذلك أطالب الجهات المعنية بسرعة العمل على تنفيذ تلك الرؤى من الاهتمام بالمواطن وكذلك العناية بأمهات الشهداء من المدنيين حيث إن هناك عدم اهتمام بأمهات الشهداء من المدنيين سواء فى المحافل الرسمية أو غير الرسمية، وحتى على مستوى المحافظين، حيث يحرصون دائمًا على تكريم أمهات الشهداء من رجال الجيش والشرطة فقط، فى حين أن جميع الشهداء ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل هذا الوطن, فليس هناك داع لهذه التفرقة، لأن كل أم شهيد حزينة ولديها من الحزن والأسى الكبير لفقدان ابنها, خاصة أمهات شهداء 25 يناير بالرغم أن شباب ثورة 25 يناير هم نفس الشباب التى خرجت فى ثورة 30 يونيو من أجل تصحيح مسار الثورة الأم "25 يناير".

- بعض النواب ينكر ثورة 25 يناير.. فما ردك؟

أقول لكل من تسول له نفسه النيل من ثورة 25 يناير الخالدة فى قلوب جموع المصريين والشباب الذين هم عمود المجتمعات أن لا أنت ولا غيرك يستطيع أن ينكر على الشعب ثورته، حيث إن ثورة 25 يناير هى تلك الثورة التى هزمت الخوف فى قلوب المصريين، فخرج على نظام مستبد، وأن بدون ثورة 25 يناير لم يكن يحلم بكرسى فى البرلمان وأن الثورة هى من صنعت صناع القرار على كل المستويات، فمن العيب أن نوجه السهام حتى وإن كانت بلا تأثير لثورة عظيمة، قام بها الشعب المصرى ونادى وخرج لها الملايين فى الميادين, وعلينا الاعتراف بالواقع، لأنه هو الذى يدوم ويعيش.

- ماذا عن قانون التظاهر؟

المشكلة الحقيقية ليست فى القوانين، فهناك أمور ووقائع لا تحتاج لقوانين فقط بقدر ما هى فعلا تتطلب أعمالًا أخرى، فقانون التظاهر لا بد من تعديله، بحيث يتماشى مع الروح الثورية للشباب بما يتناسب مع الالتزام بدولة القانون, لكن على صناع القرار داخل مؤسسات الدولة سرعة تبنى لغة حوار حقيقية مع شباب المجتمع من كل الفصائل والأطياف، وفى مختلف الأماكن سواء فى المدارس أو الجامعات أو فى الأندية ومراكز الشباب وليس الحوار الذى يقتصر على فئة محدودة داخل قاعة مكيفة، فالحوار لا بد أن يصل للشارع المصرى، وهذا للأسف غير موجود لذلك أطالب الهيئات ومؤسسات الدولة بضرورة الانتباه لذلك حتى يتسنى للشباب مشاركة حقيقية وفعالة فى بناء الدولة وأركانها وتحمل ومواجهة التحديات التى تحاط بالبلاد فى الداخل والخارج, فبدون الحوار الجاد الدولة فى واد والشباب فى واد آخر.

- رسالتك للشباب وللمجتمع فى ذكرى الثورة؟

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل