المحتوى الرئيسى

مياه فلينت "المسممة" تثير فضيحة في الولايات المتحدة

01/24 17:57

تتزايد مظاهر الغضب في مدينة فلينت الأمريكية، الواقعة في منطقة البحيرات العظمى، التي استهلك سكانها خلال أشهر مياها ملوثة بالرصاص، وقد تتسبب هذه الفضيحة بعواقب كارثية على صحة آلاف الأطفال.

واتخذت القضية منحى وطنيا هذا الأسبوع، عندما قال الرئيس باراك أوباما، إنه كان ليشعر بغضب شديد لو كان بين الأهالي الذين طمأنتهم البيانات الرسمية، والذين شربوا وأعطوا عائلاتهم كميات من السم بجرعات صغيرة عبر المياه.

ومنذ إقفال مصانع جنرال موتورز، حلت نكبة بـ"فلينت" التي كانت مركزا صناعيا في السابق قرب ديترويت، حيث خسرت نصف سكانها، ويواجه ثلث سكانها المقيمين الذين يبلغ عددهم 100 ألف فقرا شديدا، وبات الحاكم الجمهوري لولاية ميشيجن التي تقع فيها "فيلنت"، في قفص الاتهام، حيث أُرغم ريك سنايدر تحت الضغوط، على أن يكشف الأربعاء الماضي، 273 صفحة من البريد الإلكتروني، الذي تكشف عن تقاعسه في معالجة الأزمة.

وكان سنايدر قدم أمس اعتذارا، ووعد سكان فلينت الذين لم تتأمن لهم بعد مياه الشرب بتسوية المشكلة، لكن كثيرين منهم يطالبون باستقالته، وأبرزهم أشهر أبناء فلينت، المخرج السينمائي مايكل مور، الذي طالب باعتقال الحاكم.

ولا شك في أن هذه المأساة لم تنجم عن حادث، بل عن تدبير اقتصادي، وزاد من حدة الفضيحة موقف المسؤولين، الذين أنكروا فترة طويلة وجود مشكلة، وفي أبريل 2014، لم تعد فلينت تتلقى مياهها من ديترويت، وباتت تحصل عليه من النهر المحلي المشكوك مع ذلك في جودة مياهه.

وسرعان ما اشتكى سكان فلينت من مذاق المياه ورائحتها، واللون القاتم للسائل الذي يخرج من صنابير منازلهم، وأعلن البعض منهم أنهم يعانون من مشاكل جلدية وتساقط للشعر وسواها، لكنهم تلقوا فقط نصيحة رسمية تقضي بأن يعمدوا إلى غلي الماء.

وفي أكتوبر، أعلن أحد آخر مصانع جنرال موتورز، التوقف عن استخدام مياه فلينت، لأنها تتسبب في تآكل القطع، وتؤدي المياه المشبعة بالعناصر المسببة للتآكل، إلى نخر المجاري المصنوعة من الرصاص لشبكة التوزيع، ما يعرض الزبائن لخطر التسمم.

وأثبتت البحوث العلمية، أن وجود الرصاص في دماء الأطفال ولو بجرعات طفيفة، قد يعرقل نموهم بشكل خطير وغير قابل للعلاج، وخصوصا على صعيد الدماغ، لكن إثبات الضرر الناجم عن المياه في فلين ما زال يحتاج إلى أشهر.

وانفجرت القضية أخيرا، جراء عناد ربة العائلة لي آن والترز، التي أصرت على تحليل المياه في منزلها، فيما كانت السلطات البلدية تقول لها إن أنابيب المياه في منزلها متهالكة، وتلقت الدعم من الخبير المستقل في جامعة فيرجينيا للتكنولوجيا مارك إدوارد.

وقال إدوارد لوكالة "فرانس برس"، في أبريل 2015: "ساعدت لي آن والترز على أخذ عينات لتقييم مستوى التلوث بالرصاص في منزلها، وكان ابنها تعرض للتسمم".

- نسب عالية من الرصاص-

وأضاف إدوار: "وجدنا تكتلات خطرة لبقايا الرصاص"، موضحا أن موظفا في الوكالة الفيدرالية لحماية البيئة، قدم تقريرا عن التلوث، أرغم على الصمت وتعرض للتشهير.

وقال الخبير: "شكلنا عندئذ فريقا من 25 شخصا، بالاشتراك مع سكان من فلينت، لدرس جميع جوانب جودة مياههم، ومولنا هذه الدراسة، وعندما جمعنا العدد الكافي من المعطيات أواخر أغسطس، طلبنا من السكان التوقف عن شرب المياه".

وبات ملايين الأمريكيين يعربون عن شعورهم بالصدمة لتسمم سكان فلينت، حيث تناولت وسائل الإعلام الحديث عن الفضيحة على نطاق واسع، بما فيها وسائل الإعلام الدولية، وبدأت أولى الرؤوس تتساقط.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل