المحتوى الرئيسى

«كيش» جزيرة القمار والعطلات الإيرانية تنافس دبي كمركزًا للتجارة الحرة

01/24 15:04

سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية الضوء على جزر "كيش" الإيرانية الواقعة على الخليج العربي ومحاطة بالشعب المرجانية، مشيرة إلى أنها تسعى لتحويلها لمنطة تجارة عالمية حرة يتمكن فيها المستثمرون الأجانب العمل من دون ضرائب، أو مشكلات بيروقراطية ومخاوف أمنية.

وأوضحت "الصحيفة" أن الجزيرة تواجه الكثير من التحديات ويرجع ذلك لسمعتها السيئة في الغرب على أنها المكان الذي اختفى فيه عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي "روبرت ليفينسون" عام 2007 في الوقت الذي كان يبحث فيه عن قضية تهريب السجائر.

التحدي الثاني هو تعمق الخلافات بين إيران ودول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والذين خفضوا العلاقات الدبلوماسية معها أو سحبوا سفراءهم من طهران، وهو ما يهدد أيضًا إلى خنق الجهود المبذولة لإنهاء عزلة إيران الاقتصادية.

وأضافت "وول ستريت جورنال" أن الحكومة الإصلاحية في إيران وقرار رفع العقوبات الذي بدأ تفعيله أمس السبت، تشجع مسؤولي الجزيرة للنظر إليها على أنها سبيل التغيير الفعلي للصورة الإيرانية الصلبة، واعتبارها كنقطة انطلاق لإيران، مثل هونج كونج بالنسبة للصين - عندما انفتحت على العالم، حيث سيتم العمل في الجزيرة دون ضرائب ولا يحتاج لدخولها أي تأشيرة.

ووصف "حميد رضا شيرزاد" مدير الاستثمار في منظمة كيش للمنطقة الحرة التي تدير الحزيرة، "بأنها هي الاختبار الحقيقي للدولة بأكملها".

واشارت "الصحيفة" إلى أن (كيش) والتي يطلق عليها أيضًا "كيشي" كانت في السابق عبارة عن بقعة رملية مهجورة حتى حولها الشاه محمد رضا بهلوي في سبيعينيات القرن الماضي إلى جزيرة القمار وقضاء العطلات، فبنى فيه مطارًا صغيرًا حتى يتسنى له استقبال طائرات الكونكورد التي تحمل على متنها علية القوم من باريس لحضور عروض الأزياء أسبوعيًا.

ويعتقد "حميد رضا شهرزاد" أن جزيرة كيش هي منفذ مهم لإيران كون الذهاب إليها لا يحتاج لتأشيرة دخول، مضيفًا "هذا هو الاختبار الحقيقي للدولة الإيرانية كلها"، حيث يتوقع أنه بمقدور الجزيرة التي تبلغ مساحتها 90 كم مربع وتعداد سكانها 20 ألف شخص، مضاعفة عدد الزوار السنوي ليبلغ 4 ملايين شخص خلال الأعوام الثلاثة القادمة.

من جانبه قال "جان جودارت" رئيس مركز خدمات ADI، وهي شركة استشارات لوجستية مقرها الإمارات العربية المتحدة بعد زيارة قريبة للجزيرة: إن "كيش أمامها المجال للنمو بشكل كبير في قطاع الشحن والقطاع اللوجستي"، مضيفًا أن الروح هنا مختلفة تمامًا عن تلك الموجودة في بقية إيران، حيث توجد البيروقراطية بشكل كبير، فكل ما تم عمله هنا في كيش سيعود بالنفع على الشرق الأوسط بأكمله.

ولفتت الصحيفة إلى أن الكثير من الشركات الأجنبية يساورها القلق من أن العقوبات يمكن إعادتها مرة أخرى، ما يحطم قيمة أية استثمارات يقدمونها، وفموجب الاتفاق النووي الذي وافقت عليه إيران مع الولايات المتحدة وخمس قوى عالمية أخرى، يثبت أن إيران لا تفي بوعودها بإيقاف جهاز للطرد المركزي واتخاذ خطوات خطوات أخرى للحد من اليورانيوم المخصب لديها الذي توصلت إليه، وهو ما يمكن أن يعيد العقوبات مرة أخرى.

من جانب آخر، يساور تلك الشركات الأجنبية الكثير من القلق نتيجة العلاقات التي تجمع الشركاء التجاريين المحتملين بالحرس الثوري الإيراني، والذي يتمتع بنفوذ كبير في الاقتصاد الإيراني عن طريق علاقته بالشركات الرئيسية في السوق الإيرانية، والذي يمكن أن يتسبب في حدوث عراقيل في المستقبل، وذلك لأن العقوبات ستظل قائمة على أعضاء الحرس الثوري الإيراني حتى بعد توقيع الاتفاق النووي.

ولفتت الصحيفة إلى أن قضية اختفاء "ليفنسون" تسلط الضوء أيضًا على المخاطر التي سوف يكون من الصعب تجاهلها، حيث تقول إيران أن ليفنسون ليس رهن الحكومة، وأنه لم يكن من بين سجناء الولايات المتحدة الخمسة الذين أفرجت عنهم إيران في 16 يناير خلال عملية تبادل للأسرى، فيما تعهد مسؤولون أمريكيون بإعادته، وقال مسؤولون إيرانيون: إنهم "سيواصلون السعي لمعرفة مكان وجوده، كما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي عن هدية 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه".

ومع ذلك، المناطق الحرة مثل (كيش) هي أحد الجوانب الهامة في استراتيجية الحكومة الإيرانية لتحقيق خطتها الاقتصادية بـ400 مليار دولار، والتي ستنافس بها الإمارات العربية المتحدة، التي تهيمن على التجارة الحرة، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط.

ورأت "وول ستريت" أن كيش يمكن أن تحذو حذو شينزين الصينية، التي كانت في السابق قرية صغيرة تعتمد على الصيد إلى أن تحولت لسوق عملاق جاذب لرؤوس الأموال الأجنبية كمنطقة اقتصادية لها خصوصيتها، ولكن هناك بعض المشكلات التي تواجه (كيش) كونها لا تملك الإمكانيات الاقتصادية أو الأيدي العاملة الكافية لمواكبة هذا الكم الهائل من الصناعات كما الحال فى شينزين، لذلك فإن تركيز كيش – كما جاء على لسان المسؤولين – سينصب على بعض الصناعات القليلة مثل: الصناعات التكنولوجية التي تتضمن صناعة الأجهزة الطبية، المواد اللوجستية، السياحة والتأمين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه عقب الثورة الإسلامية الإيرانية في 1979، تم إغلاق الكازينو من الجزيرة في حين أن الجانب الغربي من الجزيرة ظل خاليًا، مع وجود عدد قليل من أشجار النخيل.

وفي شرق الجزيرة، تزدهر مراكز التسوق الجديدة والفنادق ومناطق الجذب السياحي بما في ذلك على الدلافين ومطعمًا على هيئة (كهف)، حيث يضع عمال البناء مؤخرًا اللمسات الأخيرة على الحديقة المائية التي تحيط بها الصحراء على السواحل الجنوبية للجزيرة.

ونوهت إلى أنه على عكس دبي لن يكون مسموحًا في جزيرة كيش بوجود المشروبات الكحولية، هذا بجانب وجوب تغطية النساء رؤوسهن أثناء السير في الأماكن العامة، وهو شيء راسخ في الثقافة الإيرانية منذ زمن بعيد.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل