المحتوى الرئيسى

قبل أشهر من الانتخابات الأمريكية.. عدو اللباقة السياسية "ترامب" واثق من الفوز

01/24 16:44

لا تساور دونالد ترامب أبدا، أي شكوك، لا في نفسه، ولا في استطلاعات الرأي، غير أن رجل الأعمال الثري الطامح لتمثيل الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بات يواجه الآن اختبارا لم يسبق أن خضع له من قبل، وهو صناديق الاقتراع.

فحين أعلن الملياردير البالغ من العمر (69 عاما) عند إطلاق ترشيحه في 16 يونيو 2015، من "برج ترامب" في نيويورك، أن "الحلم الأمريكي مات، بلادنا بحاجة إلى زعيم عظيم حقيقي"، وجده الكثيرون طريفا وتلقوا هذا التصريح بابتسامات استهزاء.

وبعد 6 أشهر، مع اقتراب موعد الانتخابات التمهيدية، لم يعد أحد يستخف بالمرشح الذي يشار إليه باسمه الأول "دونالد"، والذي أثار مفاجأة كبرى باستئثاره بالأضواء في المعسكر الجمهوري.

ويرى عدد متزايد من المحللين، أنه من المحتمل أن يفوز في الانتخابات التمهيدية ويحصل على تمثيل الحزب الجمهوري ليخوض الانتخابات الرئاسية في 8 نوفمبر، في مواجهة هيلاري كلينتون التي يرجح أن تمثل الحزب الديمقراطي.

وباغت اكتساح رجل الأعمال الثري الساحة الجمهورية، "واضعي استراتيجية" الحزب وكبار أساتذة العلوم السياسية، الذين يسعون لفهم العوامل خلف ظاهرة "ترامب".

وكان حاكم تكساس السابق ريك بيري، الذي انسحب في وقت مبكر من السباق، وصف المرشح الجمهوري الأبرز، بأنه "مزيج سام من الديماجوجية والخساسة والهراء"، لكن لا بد من الاعتراف بأن هذا المزيج المدهش، يأتي حتى الآن بنتيجة ملفتة في الحملة الانتخابية.

ويثير دونالد ترامب حماسة الجماهير بنمطه الخطابي الخاص، حيث يطلق الهجمات والاستفزازات رافعا سبابته في الهواء، ليتوعد أو يؤكد على نقطة ما، حيث وجد أسلوبا يتفرد به ونبرة لا تشبه سواها، وهو يطرح نفسه في موقع الداعي إلى الحس المنطقي، منددا بمراعاة "اللباقة السياسية" التي هي بنظره السبب خلف كل مشكلات أمريكا، كما يتبنى خطا شعبويا واستفزازيا، مخاطبا شريحة من الأمريكيين قلقة على مستقبلها، تنظر إلى واشنطن بريبة، وإلى نخب الحزب الجمهوري بغضب، إذ تتهمها بالابتعاد عن القاعدة والسعي فقط لتحسين علاقاتها مع حفنة من الممولين الأثرياء.

ويحمل دونالد ترامب في تغريداته على جميع "الفاشلين" من مندوبين وصحفيين ومواطنين عاديين، الذين يشككون في فوزه الجلي في الانتخابات، وفي المناظرات التلفزيونية، يسخر من خصومه المتخلفين في استطلاعات الرأي، وأعلن في سبتمبر، أن "راند بول لا ينبغي حتى أن يكون على هذه المنصة، فهو لا يحظى سوى بـ1%" في استطلاعات الرأي.

وحين ترتفع أصوات لانتقاد عدم امتلاكه برنامجا فعليا، أو لاتهامه بطرح اقتراحات فارغة، لا يعيرها أي اهتمام، شاهرا نتائج استطلاعات الرأي مثل راية يتفوق بها على خصومه، ومرددا يوما بعد يوم العبارة ذاتها: "أرقام ممتازة، شكرا".

- الثقة المفرطة والمغالاة -

لكن في حال هزم في اللقاء الانتخابي الأول، وهو "مجلس الناخبين" في ولاية أيوا، كيف سيكون رد فعله؟ ما الذي سيتبقى من خطاب يمكن تلخيصه بالقول "أنا في الطليعة، والباقي مجرد كلام"؟

يرى الصحفي في "نيويورك تايمز" فرانك بروني، أن "لا صورته ولا حسه بذاته يتركان أي مجال لمرتبة ثانية"، معتبرا أن "سباقه للرئاسة مبني برمته على الثقة المفرطة والمغالاة"، ما يؤكد أن هزيمة عند أول عقبة في أيوا، "ستدمر طبعته الخاصة من أساسها".

وتكمن إحدى نقاط قوة ترامب، في أنه لم ينشط سابقا في السياسة، خلافا لخصومه الرئيسيين، باستثناء جراح الأعصاب بين كارسون، وحين أورد تيد كروز خلال المناظرة الأخيرة، احتمال اتخاذه نائبا له في حال فوزه بالرئاسة، رد ترامب ساخرا: "إذا لم تجر الأمور على ما يرام (بالنسبة للرئاسة)، أعتقد أنني سأعود إلى عقاراتي".

ويبقى سؤال شائك مطروحا على الجمهوريين الذين تتركز مخاوفهم على بقاء الديمقراطيين في البيت الأبيض لولاية ثالثة، فهل يمكن لهذا المرشح الخارج عن التصنيفات الاعتيادية الفوز أمام مرشح ديمقراطي؟، يرد نايت سيلفر خبير الاحصاءات الانتخابية الأمريكي، بأن هذا الاحتمال مستبعد للوهلة الأولى.

وأوضح سيلفر، عبر موقع "فايف ثيرتي إيت"، الذي أنشأه، أن "ترامب سينطلق عندها بنقطة ضعف هائلة، فمعظم الأمريكيين لا يحبونه بكل بساطة"، مضيفا "هناك العديد من المرشحين الذين يفتقرون إلى الشعبية هذه السنة، لكن ترامب هو الأقل شعبية بينهم جميعا".

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل