المحتوى الرئيسى

# 25_ خساير _ صوت معارض

01/24 11:40

كعادتها الجريئة، هاجمت الدكتورة لميس جابر، الكاتبة، وعضو مجلس النواب، ثورة 25 يناير، وقالت إنها ترغب فى التقدم باقتراح لإلغاء شهر يناير وأن يكون بداية العام من شهر فبراير، وقالت فى حوارها مع «الوطن»: «لا يوجد ذكرى ثورة تأتى فى كل عام تنكد عليك عيشتك، وشهر يناير تسبب لى فى اكتئاب». وتابعت: «25 يناير ليست ثورة وليست مجيدة وكانت مؤامرة بكل المقاييس، وأمريكا استعملت كل الجماعات الإسلامية فى الربيع العربى، من أجل تقسيم البلدان العربية، و25 يناير مؤامرة لتنفيذ «سايكس بيكو» الثانية، ورفضت فكرة الاحتفال بالثورة، وقالت: «لا يجوز الاحتفال بذكرى 25 يناير، متسائلة: «هل يمكننا الاحتفال بنكسة 1967؟» .. إلى نص الحوار:

■ ما توقعاتك للأحداث فى ذكرى 25 يناير؟

- أقترح أن نبدأ العام بشهر فبراير بدلاً من شهر يناير، ويمكن ترحيل المواعيد المهمة فى شهر يناير، مثل عيد الشرطة، وميلاد جمال عبدالناصر، على أن تكون فى شهر فبراير، ونلغى شهر يناير تماماً «عشان أنا زهقت»، فلا يوجد ذكرى ثورة تأتى فى كل عام «تنكد عليك عيشتك»، فشهر يناير تسبب لى فى اكتئاب.

لميس جابر: ليست ثورة وليست مجيدة.. و«ماينفعش» نحتفل بنكسة 67

■ لهذا الحد تكرهين ثورة 25 يناير؟

- لقد تعلمت من التجربة الناصرية التى عشتها، ألا تقدس حدثاً ولا تقدس زعيماً، وهذا لأننا من الممكن أن نظل نرى حدثاً برؤية معينة، وبعد 80 أو 90 سنة تتكشف لك أشياء تدمر كل الصورة التى كانت فى خيالك، فقد عاش جيلى بشكل شخصى فترة عبدالناصر، وكان عندنا ربنا فوق وعبدالناصر تحت، وكنت أرفض أى حديث عن معتقلات وأتهم من يقول ذلك بأنهم أعداء الثورة ورجعيون، وهذا ما كانوا يعلموننا إياه فى المدرسة، فقد كنا ندرس خطب عبدالناصر فى منهج اللغة العربية، وعندما كبرت وبدأت أقرأ، «صُدمت» وزعلت قوى.

أقترح إلغاء شهر يناير لأنه أصابنى باكتئاب.. و«مرسى» كان سيعلن فى 6 يوليو قيام الولاية الإسلامية فى سيناء.. و«30 يونيو عفريت طلع للأمريكان وأفشل مخططهم»

- لأننى كل هذه السنوات كنت أعيش فى وهم، واكتشفت أن ما قبل 1952 تم تشويهه، تاريخ مصر لا ينضب أبداً ولا يجوز شطب أى جزء من تاريخها، فمن الخطأ الفادح أن نحذف أى شىء من تاريخ مصر، ونكتشف أن قبل 1952 أن سعد زغلول كان شيئاً نادراً وأن مصطفى النحاس شىء عبقرى، فمنذ ذلك الوقت ولا يوجد عندى فكرة ثابتة فى السياسة، فمن يتحجر فى السياسة هو مريض، ومن يأتى اليوم ويقول إنه ناصرى أو ساداتى فإنه «مريض»، وكل زعيم له ما له وعليه ما عليه، ومبادئ الزعماء قابلة للتفنيد، ومنهجه فى الحكم قابل للنقد، فعندما تأتى وتفرض علىَّ ثورة يناير المجيدة، و25 يناير لم تكن ثورة أو مجيدة، فأنا منذ الآن وقبل أن توثق وتُكشف باقى الحقائق وتدخل محكمة التاريخ فإننى أؤكد أنها كانت مؤامرة بكل المقاييس.

■ ما دلائلك أن «25 يناير» كانت مؤامرة؟

- كنت فى الأيام الأولى للثورة سعيدة جداً، وكتبت مقالاً يوم 27 يناير 2011 بعنوان «تحيا القلة المندسة» فكنت أستمع فى الراديو والتليفزيون للأخبار فكانوا يقولون لقد تحركت قلة من حركة كفاية، وقلة من 6 أبريل وقلة من الجمعية الوطنية للتغيير، وقلة من الشباب، فأعجبتنى قصة القلة المندسة التى كنا نتريق عليها وقت حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، فكتبت مقالاً قلت فيه «تحيا القلة المندسة»، ونزلت يوم الجمعة 28 يناير لأرسل المقال للجريدة، لأن الفاكس فى المنزل كان معطلاً والنت متوقفاً، فرأيت وأنا ذاهبة لأرسل المقال بعض الناس يحملون أسلحة بيضاء وأدوات الجزارين، فعدت سريعاً إلى المنزل وأنا أتحدث مع نفسى أن هناك شيئاً غير طبيعى، وفى نفس اليوم مساء انتهت الشرطة، وبدأنا نبحث عن أى شىء نحمى به أنفسنا، وزوجى الفنان يحيى الفخرانى يمتلك سلاحاً مرخصاً، لكننا لا نستعمله ولا يمكن أن يعطيه لأحد يستخدمه، وأحضرنا طفايات الحريق، وجلست أشاهد ولا أنام، ويوجد ولد قريب لى وأن من ولّدت أمه وعمره وقتها كان 30 سنة، وقف يشاهد ما يفعله المعتدون على قسم السيدة وحرق السيارات فحاول منعهم وقال لهم حرام عليكم السيارات جديدة، ففوجئ بالمولوتوف يسقط على وجهه، فانصرف يجرى ووجهه محروق، فكلمنى أهله، فقلت لهم أعطوه حقنة منومة أو مسكنة حتى لا يُصدم بما سيرى من آثار على وجهه، وظلوا يبحثون عن دكتور حتى الرابعة صباحاً حتى وجدوا «تمرجى» فى مستشفى الفاروق، فوضع بعض المراهم والعلاج على وجهه، وأخذنا فى علاجه فترة طويلة بعدها، وهذه الواقعة هى التى توقفت عندها.

لا توجد ذكرى لثورة تأتى كل عام «تنكد عليك عيشتك».. ومبارك «مصرى محارب»

■ وماذا حدث بعد ذلك؟

- عندما احترق مبنى الحزب الوطنى، جلست «أتريق» وأقول قعدنا ندعى على الوطنى ونقول الله يحرقه الله يحرقه، لحد ما اتحرق، وبعدين توقفت وقلت لماذا نحرق المبانى فهذه أموال مصر، ثم إن مبنى الحزب الوطنى أساساً هو مبنى الاتحاد الاشتراكى، ورأيت مشهد اللصوص وهى تخرج بمحتويات المبنى، فقلت إن هذا سلوك غريب وليست ثورة، فثورة 1919 لم تسجل الشرطة أى حادث سرقة أو اعتداء، فالحرامية فى ثورة 19 تحولوا إلى مواطنين شرفاء، فوجدت أن المسألة فى 25 يناير تحولت إلى افتعال أحداث دموية، ووجدت أن الثوار يقتلون أنفسهم من أجل أن «يلبسوها لمبارك»، وسمعت مداخلة لضابط من سجن وادى النطرون يتحدث فيها أن الذخيرة نفدت وأن هناك هجوماً عليه، وفوجئت بالسجون فُتحت وهرب المساجين، ووجدت مكالمة لمحمد مرسى مع قناة الجزيرة، بذكائه منقطع النظير، قال للمذيعة أحب أقولك كمان مين معايا فلان وفلان، على الرغم من أن خطوط التليفونات كانت مقطوعة ومرسى يتحدث من «تليفون ثريا» على قناة الجزيرة، فمن أين جاءت كل هذه الترتيبات؟ ولماذا تتحدث «الجزيرة» مع محمد مرسى تحديداً؟ ومن الذى أعطاه التليفون الثريا؟ فكيف نسمى هذه ثورة؟ وكانت الصورة تتضح، فكيف يمكن أن نخرج مصر من سياق ما حدث فى كل الدول المحيطة؟ فلماذا تكون ثورتنا مجيدة فى حين أن الدول المحيطة «خربت»؟

■ أنت متأكدة أنها كانت مؤامرة؟

- نعم إنها مؤامرة، فأمريكا ببساطة شديدة استعملت كل الجماعات الإسلامية فى الربيع العربى، من أجل تقسيم البلدان العربية، والجماعات الإسلامية والإخوان لا يعترفون بجنسية أو وطنية أو بتاريخ ولا بعضم التربة حتى، فأمريكا واضحة ولا تخفى شيئاً، و«كونداليزا رايس» وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة جاءت وتحدثت عن الفوضى الخلاقة، ويأتى مرسى يقول نعطى حلايب وشلاتين للسودان وإنه لا يوجد شىء فى أن نتقاسم ثرواتنا.

■ إذن الإخوان تحالفوا وعقدوا صفقات مع أمريكا؟

- طبعاً، وهذا لم يحدث فى مصر فقط، فقد حدث فى تونس، ومحمد مرسى من الممكن أنه كان يتم تحضيره لهذا منذ أن كان يعمل فى «ناسا»، مين من المصريين المنتمين لبلدهم تقدر تقنعه أنه يقدملك البلد حتت ويعطيك سيناء وحلايب وشلاتين، إنهم جماعة «الإخوان» فقط، لأن وحدة مصر ليست فكرهم، فالإخوانى إنسان غير منتم، وهيلارى كلينتون قالت فى كتابها إن أمريكا كانت على وشك تنفيذ مخططها، وإن مرسى كان ينتوى فى 6 يونيو أن يعلن قيام الولاية الإسلامية فى سيناء، وإن أمريكا كانت مستعدة للاعتراف بها فوراً، وكانوا متفقين مع عدد من الأصدقاء للاعتراف بها فوراً، والخطة كانت تسير بشكل جيد، من خلال منح قطعة من سيناء لحركة حماس، ويتم تفريغ إسرائيل من الفلسطينيين، وباقى الأرض تكون لتنظيم القاعدة أو أى «عفريت»، والمخطط كان يسير بشكل جيد، حتى ظهر لهم «عفريت» اسمه 30 يونيو، ميعرفوش طلع لهم منين، وبالمناسبة إن ما نقوله الآن هو ما حدث فى 14 مايو 1948.

- هذا ما كان متفقاً عليه أيضاً منذ وعد «بلفور» ومعاهدة «سايكس بيكو» لتقسيم المنطقة بالكامل عام 1916 ما حدث بين «إنجلترا وفرنسا وروسيا» وظل فى طى الكتمان حتى قامت الثورة «البلشفية» سنة 1917، وما نتج عنه دول الخليج، فما كان موجوداً هو اليمن والجزيرة العربية، وبين النهرين أرض العراق، والشام، وهذه هى الدول العربية فى آسيا، «سايكس بيكو» هى من وضعت التقسيم الحالى، ونتج عنها دول الخليج وهى دول صغيرة، لا يمكن أن تمتلك جيشاً بسبب تعداد سكانها، وبالتالى يمكن أن يضعوا قواعدهم العسكرية فى هذه الدول، ويستولوا على البترول، وفى 14 مايو عام 1948 أُعلنت الدولة اليهودية على أرض فلسطين، وبعدها بـ25 دقيقة اعترف بها الرئيس الأمريكى، ثم الروسى ومن بعدها الإنجليزى ثم الفرنسى، وهى نفس الفكرة التى تتحدث عنها كلينتون، فالإنجليز ساعدوا إسرائيل على إنشاء دولة على أساس دينى فى المنطقة العربية حتى تظل «خميرة عكننة» وتمكنهم من الحصول على خيرات المنطقة فى أى وقت، وهى نفس الفكرة التى قامت على أساسها جماعة الإخوان، فهل من المعقول أن تتشكل الجماعة عام 1928 وعندما يتولى الملك فاروق حكم مصر عام 1937، ينصحه على باشا ماهر بأن يستعمل الإخوان لأن لهم شعبية كبيرة جداً يمكن أن تقف ضد شعبية الوفد، ولديهم 45 ألف جوال، فكيف لحسن البنا مدرس الابتدائى الفقير الذى يصلح ساعات بعد الظهر، أن يصنع كل هذا؟ فهل يمتلك المال والفكر ليصنع هذا التنظيم بهذه الجودة والتماسك؟ ويخرج البنا يقول نحن لا نسعى للحكم وإنما الحكم هو الذى يسعى لنا، وفى النهاية 25 يناير مؤامرة لتنفيذ «سايكس بيكو» الثانية.

■ لكن مشهد 25 يناير لم يتصدره الإخوان فقط؟

- هناك طلائع للإخوان وهم «حركة كفاية، و6 أبريل والجمعية الوطنية للتغيير»، وهؤلاء هم الطلائع، فجميعنا كنا نريد التغيير وكتبت مقالات عديدة حول ذلك وطالبنا بالتغيير، فالتغيير لا يأتى بالثورات، فالثورات تقلب الأرض على من عليها، فبعد رحيل مبارك لم تهدأ الأمور وظلت ملتهبة حتى انتهت فى نفس العام بمسيرة إلى وزارة الدفاع وعسكروا هناك، فالإخوان وطلائعهم مشوا فى هذه المظاهرة، والسؤال هو لصالح من نسقط وزارة الدفاع؟ فكيف أقول عنها ثورة 25 يناير المجيدة «مجيدة من أنهى مصيبة»، ونحن لم ينقذنا سوى الجيش، ولولا جيشنا كانت مصر انتهت، وكان زمنا زى باقى الدول العربية المنهارة، ليست ثورة، ولا يجب الاحتفال بها، فهل نحتفل بنكسة 1967 بالطبع لا، وبالتالى لا بد أن يعود 25 يناير إلى احتفاله الأساسى وهو عيد الشرطة، وعصر الثورات انتهى بانتهاء الاحتلال والاستعمار التقليدى.

من يتحدث عن «ثورة ثالثة» يتناول مضاداً حيوياً كل 12 ساعة و«هيبقى كويس»

■ كيف ترين عهد مبارك؟

- فى البداية لست ممن غنوا لمبارك مثل كثيرين من الإعلاميين والصحفيين، وكنت أنقد النظام، وبالمناسبة أى حديث عن قصف الأقلام والحريات لم يكن حقيقياً، فلم يراجعنى أحد فيما أكتبه فى عهد مبارك، رغم أننى كتبت عن سوزان وعن حبيب العادلى، فإننى شاهدة عيان، فلست أنا من كتب بعد عودة مبارك من العملية فى الخارج «عودة الروح لمصر» ولم أهتف له بالروح والدم، فلا يوجد أحد يستطيع أن يقيّم 30 عاماً من حكم مبارك، فمن الوارد أن تحدث أزمات ولكن ليس معنى وجود أزمة «خبز» أن أسقط النظام، فتقييم مبارك وعصره لن يتم الآن، مبارك رئيس مصرى ومحارب فى أعظم حروب العصر الحديث، فإننى يمكن أن ألومه سياسياً ولكن لا «أمرمط به الأرض».

■ أنت ترين ثورة 25 يناير مؤامرة.. لكن الرئيس عبدالفتاح السيسى اعترف بها؟

- أنا لست فى موقع سلطة، فمن فى السلطة تكون له حساباته، «أنا لسانى متبرى منى أصلاً»، ولا أستطيع أن أقول إلا ما أنا مقتنعة به، وأى شىء غير مقتنعة به لا أقوله، واحتمال أن السيسى له رؤية فى أن يكسب بعض الشباب اللى مقتنع إن 25 يناير ثورة، وخطاب من فى موقع الرئاسة يكون مختلفاً عنى، ولا يوجد رئيس يمكن أن يتحدث مثلما تتحدث الأغلبية والمعارضة، فلا بد أن يكون خطابه متوازناً.

■ ما خسائر 25 يناير؟

- خسائرها كثيرة، خلفت فوضى فى الأفكار وحالة الاستقطاب، وهو نفس الاستقطاب الموجود داخل البرلمان، فقد قسمنا «حتت»، عندما أكتب أى شىء ضد يناير، كان جيش إلكترونى، على «فيس بوك» يهاجمنى وعلى موبايلى وعلى التليفونات الأرضية، شتائم لم أكن أتخيل أن أقرأ هذه الألفاظ، عندما كتبت عن الفتاة التى تعرت فى ميدان التحرير، وكنت أرى أنها مفتعلة حتى تخرج هيلارى كلينتون تقول عار على الجيش المصرى، ومحمود سعد عمل حلقة عنى.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل