المحتوى الرئيسى

بعد 5 سنوات على يناير.. بائع البطاطا الذكرى الباقية في التحرير

01/24 10:57

قبل خمس سنوات احتضنت أشهر ميادين مصر جنين ثورة يناير على أمل أن يخرج من رحمها قوي العود قادرا على تغيير أوضاع البلاد إلى الأفضل. وتجولت "أصوات مصرية" في ميادين الثورة لترصد ما بقي من مزيج الحلم والأمل الذي سار به المصريون وقتها فوق السحاب.

كان ميدان التحرير في قلب القاهرة هو بؤرة الثورة. تناثرت فيه مساء يوم 25 يناير 2011 بقايا معارك الكر والفر بين المتظاهرين وقوات الأمن. وتحول يوم 28 يناير إلى الكعبة التي يقصدها كل الثائرين حيث رابطوا على مدى 18 يوما رسموا خلالها ملامح الغد الذي حلم به ملايين المصريين على مدى سنوات.

اختفت الشرطة من الميدان بعدما انكسرت في المواجهة الأولى مع الثوار. وعملت قوات الجيش التي انتشرت في الشوارع على تأكيد أن "الجيش والشعب يد واحدة".

لكن أرصفة الميدان والشوارع المؤدية إليه تزخر الآن بقوات الشرطة التي أعدت الحشود منذ أيام للحيلولة دون وصول أي محتجين إلى الميدان الذي أصبح اسمه علما ضمن قواميس مختلف لغات العالم.

ولم يتبق من صورة ميدان الثورة سوى جرافيتي محدود عند مدخل شارع محمد محمود لبائع بطاطا تحت عنوان "المجد للمجهولين" بعد قرار إزالة جميع رسومات الجرافيتي التي زينت الشوارع المطلة على الميدان، وخلدت ذكرى أحداث الثورة.

وبائع البطاطا هو طفل لم يتجاوز عمره 13 عاما، كان يعمل بائعا متجولا في شوارع وسط القاهرة، وقُتل عن طريق الخطأ برصاصتين في الرأس والصدر أثناء اشتباكات جرت بين قوات الأمن ومتظاهرين في فبراير 2013.

عند مداخل شوارع قصر النيل وباب اللوق وقرب جسر قصر النيل توجد بقايا أسلاك شائكة تعيد للذاكرة الحواجز التي كان يقف عليها أفراد من الجيش والثوار لتنظيم الدخول إلى الميدان.

الحديقة الدائرية في وسط الميدان والتي كانت أيام الثورة محلا لخيام المتظاهرين ولعربات الباعة الجائلين أصبحت الآن تكتسي بالخضرة ويتوسطها نصب تذكاري لكن مداخل الحديقة عليها أسلاك شائكة كثيفة. وانتشر أفراد من الشرطة داخل الحديقة أيضا.

وكانت السلطات أقامت في مارس 2015، نصبا تذكاريا بالحديقة عبارة عن قاعدة رخامية منقوش عليها رسومات فرعونية ويتوسطها صار بارتفاع 20 مترا يحمل العلم المصري، وكان محتجون حطموا النصب التذكاري السابق في الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود في نوفمبر 2013 .

واختفت العبارات المناهضة لحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك الذي حكم البلاد لثلاثة عقود. وكانت العبارات المدونة على أعمدة الإنارة والأسوار الحديدية بل وعلى الأرض تجعل كل ما في الميدان من أرض وبشر وحجر كأنما يشارك في الثورة. الأعمدة الآن تكتسي باللون الأخضر بعد طلائها ضمن أعمال تطوير ميدان التحرير العام الماضي.

واستقطع "جراج التحرير" الذي افتتح في يناير 2015، جزءا من مساحة الميدان بالقرب من المتحف المصري كانت تتوافد عليها جموع الداخلين من ميدان عبد المنعم رياض القريب.

أهازيج الثورة صمتت الآن في ميدان التحرير الذي تشبع بأجواء توتر مع انتشار تشكيلات قوات الأمن –بالزي الرسمي والملابس المدنية- في أركان الميدان في ذكرى الثورة. حاولت أصوات مصرية التحدث لأحد المارة لكنه رد متعجلا "نبعد عن هنا أحسن.. حتى لو قلنا يحيا (الرئيس عبد الفتاح) السيسي دلوقت هانروح ورا الشمس".

انطلقت من ميدان الأربعين بالسويس شرارة البدء التي عمت أنحاء البلاد في يناير 2011، بعد أن شهد سقوط أول ثلاث ضحايا للثورة المصرية.

شهد الميدان على مدى ثلاثة أيام اشتباكات دامية بين متظاهرين وقوات أمن قسم الأربعين انتهت بحرق القسم يوم 28 يناير ـ"جمعة الغضب".

وظل "الأربعين" لسنوات قِبلة المعارضين السوايسة لكن تحاصره الآن صدادات حديدية تقيد المرور فيه بسبب أعمال رصف طريق الجيش الرئيسي منذ أكثر من 6 أشهر،

واستغل الباعة الجائلون الفراغ الأمني الذي أعقب ثورة يناير، وفرشوا بضائعهم وسلعهم على قارعة الطريق، في ظل استمرار غيبة حملات إزالة اشغالات الطريق.

اختلفت معالم الميدان الذي ارتبط اسمه بثورة يناير، ولم يتبق منه سوى لوحة تحمل صور ضحايا الثورة من محافظة السويس معلقة على جدران أحد المجمعات الاستهلاكية، بالاضافة إلى صور متناثرة على أعمدة الإنارة.

وقال شاهد من أصوات مصرية إن التواجد الأمني والعسكري في الميدان اختفى نسبيا عدا دوريات المرور العادية، وعربات المطافيء التابعة لنقطة إطفاء الحريق بميدان الأربعين.

لم يعد الميدان كما كان في عام 2011 حين أصبح رمزا للثورة في الاسكندرية. فقد غاب صوت الشيخ المحلاوي وانفض المصلون الذين دأبوا على اتخاذ مسجد القائد إبراهيم محطة الانطلاق للمظاهرات والاحتجاجات.

وأصبحت حركة السير في الشوارع المحيطة بالميدان أسهل بعد أن كان احتشاد ألوف المتظاهرين يوم الجمعة من كل أسبوع مانعا لعبور المارة ووقوف السيارات.

خمس سنوات على ثورة يناير غابت فيها مشاهد الكر والفر والاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، وظل مريدو مسجد القائد إبراهيم محافظين على عادة الحضور والصلاة.

ويقول محمد عظيم، أحد المتظاهرين السكندريين، "دلوقت احنا بنهتف علشان الاستقرار.. طالبنا كتير في الميدان بالتغيير.. دا وقت الاستقرار".

لم يكن ميدان القائد إبراهيم معارضا للسلطة بشكل دائم، بل كان مؤيدا في بعض الأحيان، وشهد اشتباكات بين متظاهرين من الجانبين أدت إلى وقوع عشرات القتلى والمصابين خلال حكم الإخوان المسلمين (يونيو 2012-يونيو 2013).

ومنعت السلطات الشيخ المحلاوي من إلقاء خطبة الجمعة في المسجد عقب عزل الجيش للرئيس محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين في يوليو 2013.

وتكثف قوات الأمن من تواجدها عند مداخل ومخارج الميدان تحسبا لوقوع أعمال عنف خلال الذكرى الخامسة لثورة يناير، لكن شاهد عيان قال ـل"أصوات مصرية" إن التواجد الأمني رغم كثافته نسبيا لا يقارن بمثيله خلال السنوات الماضية.

لم يكتسب ميدان الشون بمدينة المحلة الكبرى شهرته من ثورة يناير وحدها بل سبق أن شهد في ابريل 2008 مظاهرات غاضبة طالبت برحيل نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك (1981- 2011).

وكان "الشون" أول ميدان يسقط صورة مبارك التي كانت قائمة في وسط الميدان. وتداولت وسائل الإعلام وقتئذ صورا لمواطنين يدهسون الصورة بالأحذية في مشهد استباقي للثورة المصرية بنحو ثلاثة أعوام.

اقترن اسم "الشون" دائما بالأحداث الغاضبة والانتفاضات العمالية، حيث شهد عام 2008 أكبر انتفاضة عمالية احتجاجا على غلاء الأسعار وتدني الأوضاع المعيشية للعمال، ما دفع الحكومة لاعتماد 90 مليون جنيه بالأمر المباشر لتطوير المدينة العمالية فى محاولة لامتصاص غضب المواطنين.

وتصدر "الشون"،أكبر ميادين المحلة الكبرى، المشهد الاحتجاجي في البلاد في يناير 2011، واتخذه أهالي المحلة والقرى التابعة لها مقرا ثابتا لمظاهراتهم ضد نظام مبارك.

ولم يشهد الميدان أي أعمال تطوير من جانب الحكومة،لكنه تحول إلى موقف عشوائي لسيارات الميكروباص المتوجهة إلى القاهرة والمحافظات الأخرى، بسبب إنشاء كوبري علوي يربط بين شارع البحر الرئيسي ومنطقة سكة زفتى، ومحور آخر من منطقة المنشية الجديدة إلى منطقة سكة زفتى أيضا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل