المحتوى الرئيسى

"إسلام" شهيد السيارة الدبلوماسية

01/22 21:19

"ثورة 25 يناير" تلك الكلمة البسيطة التي ارتبطت حروفها بأحلام مواطنين ذاقوا الأمرين لتحقيق أبسط  مطالب الإنسانية، والتي تتمثل في "الحرية والعدالة الاجتماعية"، لترتبط بحروفها أيضًا دماء الشهداء، وقلوب مكلومة لآباء وأمهات ضاعت أعمارهم هباء منثورا مع دماء أنجالهم علي أرصفة الطرقات .

 " ماما.. بابا.. أنا نازل المظاهرة ومش هتأخر" كانت تلك آخر الكلمات التي سمعتها أذان والد ووالدة  إسلام، ليرحل والده منذ أشهر قليلة مكتويا بنار فراق نجله.

إسلام رأفت زينهم، طالب الثانوية العامة ذا الـ" 17عامًا" وقت استشهاده، شهيد جمعة الغضب لقي حتفه بكسر في الجمجة نتيجة دهس العربة الدبلوماسية له والتي تحمل رقم  " 1273 "، واتضح بعد ذلك إنها تابعة للسفارة الأمريكية والتي تمت سرقتها ضمن 12 سيارة للسفارة كما صرحت بذلك السفارة وقتها.

إسلام صاحب الأحلام الكبيرة في تغيير أحوال البلد والتي انتهت حياته في لحظات علي أيدي سائق غشيم ليس له ضمير أراد الفرار من التظاهرات وقام بقتل وإصابة العشرات ليسجل أبشع طريقة للموت في الثورة .

الأب: "عايز كل اللى اتسبب فى موته يتحاسب"

ترتعش كلماته وتغلبه دموعه أثناء حديثه عن إسلام، نجله، أثناء استضافته في إحدي البرامج الحوارية للحديث عن استشهاد نجله، ويقول "رأفت  يوم جمعة الغضب يوم  28 يناير 2011 "، قالي أنا رايح المظاهرات قالي أنا ووالدته ووافقنا، لكن الساعة أصبحت 10  مساء ولم يأت فقلت استني نصف ساعة أخري ثم أذهب للبحث عنه وهسأل جيران خالته لأنه كان ذاهب معهم".

ذهبت فعلا للبحث عنه وأخبرني الجيران أنه كان هناك عربة دبلوماسية صدمت الشباب وأصابت الكثير إلا أنهم أكدوا أن إسلام بخير، فحمدت الله وذهبت إلي منزلي  وفوجئت بمن يدق الباب ووجدت مجموعة من الشباب وسألوني أنت والد إسلام زينهم فقلت لهم لا ابني اسمه إسلام رأفت، ويستكمل "حاجة جوايه خوفتني وحسيت أن في حاجة وحشة  حصلت لإسلام، ثم فقت لنفسي وأخبرتهم أيوه أنا ابني إسلام رأفت زينهم، ردوا عليا ابنك في مستشفي المنيرة، مات".

 وقالوا " إن هناك شخص شافه وحمله علي كتفه قائلا له "روحني روحني" واتشاهد 3 مرات علي كتفه".

يكمل رأفت زينهم ، الموظف في " 99 حربي" بدموعه تلقيت الخبر بصدمة وذهبت أجري علي المستشفي لأجد هناك إجراءات روتينية صعبة ويطالبوني بأخذ ابني والذهاب إلي  مشرحة زينهم، ليوقعوا علي أوراق دفنه إلا أنني رفضت وصممت علي إنني لن أخذ ابني من هنا إللي علي جامع عمرو، للصلاة عليه  ودفنه" .

الأم ..   "ابنى راح فى كلمة حق وإحنا هنكمل لغاية لما نحصله"

وتستكمل الأم الحديث "ابني أنا احتسبته عند الله شهيد راح في كلمة حق بيقول لا وإحنا كمان هنفضل نقول لا لغاية لما نحصله، مش هنسكت علي إهانة المصري وعلي دمه الرخيص وأصبحنا أرخص حاجة في الدنيا، لازم التفكير يتغير".

وتضيف كوثر عبدالله ربة منزل، والدة الشهيد إسلام، "كان ابني يرتدي كاب أصفر وجاكت نبيتي، ورأيته في الفيديوهات، كان واقف في الشارع بيصفق مع الشباب اللي بجواره مش بيعمل حاجة، واقف سلمي "حسبي الله ونعم الوكيل"، مشيرة إلي إنها رفضت تصديق ما حدث قائلة لهم" لا ده مش ابني دي بطاقة حد تاني".

وتفتخر بنجلها قائلة عندما كنا في مصيف، تم تكريم إسلام وأخواته إسراء في الصف الثالث الإعدادي، ويوسف بالصف الثاني الابتدائي، لحسن أخلاقهم وسلوكهم الطيب.

وتضيف الأم، "يوسف أخوه منهار، ويعاتبنا قائلاً "ليه سيبتوه يروح المظاهرات وأخته تبكي ليل نهار علي أخيها وحالتها صعبة جدا، ابني كان حنين أوي وناس كانت بعتزيني فيه مش عارفاهم".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل