المحتوى الرئيسى

إبراهيم القعير يكتب: نسل الفراعنة مسلسل لا ينتهي | ساسة بوست

01/21 11:48

منذ 11 دقيقة، 21 يناير,2016

درسنا في تاريخ الهند عن ملك يدعى “رام”، كان يحكم الناس، وله حاشية من حوله مميزة عن بقية الشعب. وبقية الناس الذين يحكمهم يقومون بجميع الأعمال في ولايته، مقابل فقط أكل قوتهم اليومي. لا أحد يملك فيهم قوت يومين. ويقوم بالتجوال بين مساكنهم ليلا ونهارا يتفقدهم. ويأمر بمعالجة المريض, وكسوة العاري، لأنه يملك جميع الثروة، حتى أصبح الملك عند العديد منهم إلها يعبد. ويخرون سجدا  عند قدميه. ولا زال يذكر اسمه إلى اليوم في الهند.

كنا ونحن نناقش في الجامعة أسباب تحكمه في شعبه وسياسته الاقتصادية، ونقول العديد من المبررات  لأنه كان زمن جهل وفقر ومساكين وضعفاء. ووسائل بدائية وظروف صعبة، وإن الهند اليوم أصبحت دولة ديمقراطية عظيمة وقوية، وحصل المواطن فيها على حقوقه الإنسانية والوطنية.

لا زال المثل يذكر منذ آلاف السنين: من فرعنك يا فرعون؟  قال: لم أجد أحدا يردعني، فمسلسل الظلم والفساد والاستبداد والقهر والاستعباد لم يزل، تابعوا، ونتابع أحداثه على الرغم من زوال العديد من الأسباب التي تفرض العبودية على البشر، فنحن نعيش في عصور متقدمة متطورة ومتحضرة. ووسائل الثقافة والعلم متوفرة وأصبح التواصل الاجتماعي خارج جميع الحدود والعوائق. وكما قال كلنتون: “العالم أصبح قرية”, ولدى الإنسان العديد من الأبواب لإسماع صوته … والمطالبة بحقوقه.

رغم  تقدم الإنسانية والحضارات ووجود العديد من المنظمات الإنسانية التي تدافع عن حقوق الإنسان, وتقدم العلم وانتشار الثقافة وتطور وسائل الإعلام. إلا أننا نرى العديد من المستبدين الظلمة والمتغطرسين والفاسدين. ولا زالت العديد من الدول تعاني من نير الاستعمار ، والاضطهاد الأمني، والسجون والتعذيب والموت. ويعد الملك “رام” أرحم منهم ألف مرة.

لم يقم الملك رام بذبح وتعذيب شعبه، ولم يكن لديه عشرات المسميات الأمنية والعسكرية، وعشرات السجون، كان إنسانا رحيما لطيفا مع شعبه، لم يعاملهم بتمييز عنصري, أو فئوي, أو طائفي، أو جهوي، لم يقم الملك رام  بالتحالف مع الغريب أو الأجنبي أو العدو  لدمار بلاده, والتنكيل وقتل شعبه، لم يحتقرهم، ويقل عنهم العبارات والكلام السييء كما قال غيره عن شعبه: “جرذان، خفافيش …”, لم يشتر الأسلحة الفتاكة لقتلهم،  لم يستأجر أو يشتر جنودا مرتزقة لتعذيبهم وقتلهم،  لم يكن فاجرا كذابا مضللا، ولا دمية في أيدي  الدول الاستعمارية. لم يدخر أمواله في أي مكان خارج مملكته، كان يحبهم ويجلس معهم، ويحل مشاكلهم، ويوفر لهم الأمن والأمان.

كان ملكا صاحب مبادئ  وقيم وأخلاق، وتسامح وتواضع، واهتمامه المتواصل بأفراد شعبه وقلقه عليهم أصبح يضرب به المثل، رغم أنه كان فرعون زمانه، سياسيا محنكا، والوطن غاليا  جدا عليه، ليس سلعة تباع وتشترى أو محطة انتظار، لا يتدخل في الشئون العائلية والأسرية.

لذلك كان محبوبا عند شعبه، وهل حب العديد من الشعوب اليوم نفاق  لرؤسائهم؟ يفرحون لزواله وموته؟ الكثير ينتظر ساعة الخلاص!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل