المحتوى الرئيسى

سنين في الدرج 1985

01/20 20:19

كانت (ليلى) فى غرفتها تستعد للخروج بينما يعلو من الكاسيت صوت أغانى الألبوم الأول للفتى الأسمر، الذى يظهر كثيرًا فى حفلات فريق الفور إم مع الدكتور عزت أبو عوف

لكن ألبوم هذا الفتى اللطيف كان أفضل حالًا من الأغنيات الكوميدية التى كان يقدمها مع الفريق العائلى.

خروجة (ليلى) كانت قبل إعلان الخطوبة رسميًا وتقديم الشبكة بيوم واحد، خرجت (ليلى) مع خطيبها لشراء بعض مستلزمات الحفل.

فى الطريق مرا بكورنيش النيل، كان المشهد غير مريح، الحكومة تؤكد أننا لن نتأثر بالجفاف الذى ضرب إفريقيا، لكن ثمة انحسار ملحوظ يسيطر على مجرى النهر، لكن ما زال البلد داخل حدود الأمان بعكس دولة مثل إثيوبيا مثلا حيث مات مئات الآلاف من العطش والجوع على هامش صراعات مسلحة أيضًا.

تدخل العالم وقتها بإرسال آلاف أطنان من المعونات لدول إفريقيا التى تتضور جوعًا وعطشا فى عام أطلق عليه (عام الجفاف).

الدعم لم يكن ماديًا فقط، لكن كان معنويًا أيضًا، فخرجت إلى النور أغنية عظيمة شارك فيها كل نجوم الغناء فى أمريكا تقريبًا، خصص عائدها لدعم محاولات الإنقاذ.

كانت الساعة الخامسة عصرًا، بينما ليلى تبحث مع خطيبها عن مستلزمات الحفل، كان موعد الزحام العنيف. 

أصبحت مساحة شوارع مصر أقل من عدد السيارات الذى خطط لاستيعابه، تغيرت خريطة امتلاك سيارة فى مصر، ولم يعد الأمر صعبًا كما كان من قبل.. سواء الملاكى 

أو حتى على مستوى المستعمل..

 كان راديو السيارة يذيع أغنية (على قد ما حبينا) لعلى الحجار، المطرب الحالى، الفنان التشكيلى المعتزل..

تلك الأغنية التى قدم بها بليغ حمدى صوت الحجار، فتحت الكلام حول مصير بليغ (أمل مصر فى الموسيقى) الذى هجر مصر واستقر فى فرنسا، بعد أن أصبح متهمًا فى قضية (سميرة مليان)، الفتاة المغربية التى أتت إلى مصر للغناء، وعثر على جثتها عارية بعد أن قفزت من شرفة منزل بليغ، تحولت القضية وقتها لقضية رأى عام قرر بعض القائمون عليه إصدار حكم بالإعدام المعنوى على بليغ، كانت صفحات الكاريكاتير شاهدة على تلك الحرب التى تردد أن موسيقارًا كبيرًا يقف خلفها.

فى هذا العام قرر بعض الفنانين إنتاج فيلم يحكى القصة، وينقذ بليغ من هذه الحرب.

فيما بعد تنافس كثيرون فى إثبات براءة بليغ، منهم الملحن حلمى بكر الذى قال فى أحد البرامج: "بليغ حمدى كان يفتح باب بيته للجميع، حتى وإن تواجد بعض المعجبين فى بيته وبعض من لا يعرفهم هو شخصيًا، لا يمكن أن يدعوهم للخروج من بيته، وكان يخجل كثيرا منهم وعندما يخجل يهرب من الموقف، ويذهب للنوم، ويترك للضيوف منزله يفعلون به ما يريدون".

وأضاف "فى ليلة مقتل سميرة مليان، دخل بليغ حمدى إلى غرفة نومه، وقال للفنانة صباح التى كانت حاضرة فى هذا الوقت إنه سيرتاح قليلًا"، لتوقظه صباح بعد قليل بقولها "اصح يا أستاذ فى مصيبة".

وتابع "خرج بليغ حمدى ليجد سميرة ملقاة على الأرض، بعد أن أفرطت فى شرب المواد الكحولية وتشاجرت مع أحد أصدقائها وأصيبت بصدمة، سقطت على أثرها ميتة، بليغ حمدى ظلم كثيرًا فى حياته، بعد أن اتهمته النيابة العامة بإدارة بيته لأغراض سيئة وأغراض الدعارة، وهو لا علاقة له بالحادث، ومن بعدها انتهى بليغ حمدى فنيًا، ولم ينصفه أحد".

عاش بليغ غريبا فى فرنسا أثناء نظر القضية، ثم عاد بعد أكثر من أربع سنوات عقب حصوله على البراءة.

غاب بليغ عن أكثر ثلاثة يحبهم، مصر، وصديقه الشاعر عبد الرحيم منصور الذى توفى قبل ذلك بفترة قصيرة.

الشخص الثالث كان (وردة)، التى سرعان ما تجاوزت صدمتها وعادت إلى العمل سريعًا. 

الصحافة التى تعاملت مع قضية بليغ بقسوة وأصدرت أحكامًا أخلاقية مجملها الإعدام، كانت تتعامل فى الوقت نفسه مع مسألة (الحجاب) بحساسية، لدرجة أن هناك من اعتبره (ظاهرة)، ظاهرة تستحق المناقشة والتأمل، بل إن الأمر وصل لدرجة تصريح الدكتور عكاشة بأن الحجاب أحيانًا تعبير عن مرض نفسى، لم تتحرج الصحافة من نشر تصريح هكذا، جرأة تشرح أن هذه الفترة هى أولى خطوات الحجاب فى مصر، ولم يصبح له ظهير شعبى يحميه من نشر تصريح مثل هذا.

كان هناك أكثر من ظاهرة أخرى فى طريقها للنجاح الساحق.

وعلى مستوى قنوات التليفزيون بظهور القناة الثالثة.

وعلى مستوى الفوازير بظهور شيريهان وعمرو دياب.

وعلى مستوى التكنولوجيا ظهر جهاز جديد بذاكرة إلكترونية معجزة فى سعتها.

بخلاف ذلك لم يكن هناك أى جديد.

كانت هذه المباراة هى أهم أسباب العكننة. 

يحكى موقع فى الجول القصة قائلا: 

انتهى الدورى يوم الثلاثاء 28 مايو بفوز الأهلى باللقب.

واستقال السايس ليتولى محمود الجوهرى مسؤولية الجهاز الفنى، وبدأت الأزمة بسبب رغبة الإدارة فى شطب اللاعب المهاجم الأسمر محمد عباس من سجلات الفريق، وإصرار الجوهرى على اصطحابه معه إلى معسكر ألمانيا، لدرجة أنه عرض أن يسافر على نفقته، وبعد أن أقنعه مدير عام النادى بالسفر وحل المشكلة، لم يصل عباس فاتصل الجوهرى برئيس النادى صالح سليم فى لندن فأخبره سليم أن قرار الإدارة نهائى لا نقاش فيه.

غضب الجوهرى وقبل مباراة الزمالك فى دور الثمانية فى كأس مصر والتى اقترب موعدها قدم الجوهرى استقالته بسبب ما اعتبره تدخلاً فى عمله.

عندها قرر حسن حمدى عضو مجلس الإدارة بصفته المفوض بالإشراف على كرة القدم من قبل مجلس الإدارة أن يقوم هانى مصطفى مدير الكرة بتولى مسؤولية الإدارة الفنية.

إلا أن 16 لاعبًا فى الفريق الأول قرروا الانضمام إلى مدربهم فى الأزمة منهم «شريف عبد المنعم، محمد عامر، حسام البدرى، مدحت رمضان، ماهر همام، خالد جاد الله، زكريا ناصف، مختار مختار،ضياء السيد».

فى التوقيت نفسه الذى كان فيه 10 لاعبين للأهلى مع منتخب مصر يستعدون لمباراة المغرب فى تصفيات كأس العالم 86 وهم «إكرامى، ثابت البطل، أحمد شوبير، ربيع ياسين، محمود صالح، مجدى عبد الغنى، علاء ميهوب، طاهر أبو زيد، مصطفى عبده، محمود الخطيب» والذين أرسلوا بيانًا تضامنوا فيه مع مدربهم وزملائهم.

وصدر قرار مجلس الإدارة بإيقاف اللاعبين وإنذار بعضهم بالشطب..

واستكمالًا لهذا القرار التربوى الحاسم أصدر مجلس الإدارة قرارًا آخر بأن يلعب الأهلى مباراته مع الزمالك فى دور الثمانية لبطولة كأس مصر المقرر إقامتها يوم 4 أغسطس بفريق من الناشئين والشباب تحت 19، 21 عامًا، ويتحمل مجلس الإدارة كل النتائج التى يمكن أن تترتب على هذا القرار.

ووافق الجوهرى على العودة بعد جلسة صلح مع حسن حمدى ليقود هذا الفريق الشاب رغمًا عنه، بدأ الناشئون والشباب تدريباتهم مع الجوهرى استعدادًا لمباراة الزمالك، ولم يفكر أحد فى التراجع عن القرار، وبالفعل جاء يوم الأحد 4 أغسطس ليلعب الفريق مباراة الزمالك بتشكيل أبرز من فيه «أحمد شوبير، علاء عبد الصادق، بدر رجب، شمس حامد، حسام حسن»، بينما لعب الزمالك وصفوفه مكتملة، وأقيمت المباراة، وحقق الصغار المفاجأة وفاز الأهلى بناشئيه على كبار الزمالك بثلاثة أهداف لهدفين بعد وقت إضافى، وصعد الفريق للمباراة النهائية ليفوز على الإسماعيلى بهدف طارق خليل، الذى أحرزه فى الدقيقة 29 من الشوط الأول، ليفوز الأهلى ببطولة كأس مصر، وتنتصر المبادئ ويفوز الأهلى بالبطولة.

قبل لقاء الإسماعيلى فاز الأهلى فى نصف النهائى على الترسانة التى كان يحرس مرماها (أحمد ناجى) حارس الأهلى السابق الذى تخلى عنه لضعف مستواه فقرر أن يرد فى الترسانة.

قال ناجى إنه تعرض للظلم بالرغم من أن مرماه منى بـ18 هدفًا من أصل عشرين تلقاها مرمى الترسانة، لم يكن ناجى موفقًا كحارس مرمى، لكن عوضه الله خيرًا، بأن أصبح مدرب حراس منتخب مصر.

لم يكن فيلم (موت سميرة) هو الفيلم الوحيد الذى تنتظره قاعات العرض، كانت هناك أفلام أخرى مهمة..

أما المسرح فقد كانت المنافسة بين عملين.

ومسرحية افرض بطولة حسن عابدين، وكانت وقتها الدهشة كبيرة من خشبة مسرح واحدة تجمع عابدين وهياتم. 

كانت (ليلى) فى سيارة خطيبها تتأمل وجوه الناس فى الشارع، ثمة شىء غير مستقر، البلد فى حاجة إلى شىء ما حتى ينتعش، كانت هذه الفكرة مسيطرة على الوجدان العام، طرحتها الصحافة فى مرة متسائلة عما ينقصنا.

كان الكلام عامًا عن الكرامة والاعتماد على الذات والحرية، كلام يعيد نفسه بعد عشرات السنين، هناك أفكار لم تعد نفسها، مثل تأفف الناس من ظاهرة برامج المقالب ودعم الصحافة لهذا التأفف، بل ودعم العاملين فى هذه البرامج للفكرة نفسها، مثل مخرج برنامج الكاميرا الخفية.

وهناك أفكار أعادت نفسها، ولكن فى أشكال أخرى، مثلما كان طموح التعامل مع الساحل الشمالى يخدم مصر كلها ثم صار يخدم فئة بعينها.

كان الكلام أن الـ600 كيلومتر مخطط لها دعم الثروة السمكية، لكن ثمة وجهة نظر جعلت الموضوع فى حدود دعم ثروات من نوع آخر.

من ناحية أخرى كانت هناك نوعية أخرى من الكلام، عمرها أطول من صاحبها الذى رحل قبل أن ينتهى العام، شاعر عامية مصر الأول فؤاد حداد.

يمكنك أن تلمس بسهولة عمق المحبة التى يحملها جاهين لوالد زوج ابنته فؤاد حداد، كان حزن جاهين كبيرًا، لكنه لم يمنعه من مواصلة العمل فى حدود مربع يضحك مصر كل صباح.

كذلك الشيخ سيد مكاوى شريك تجربة المسحراتى مع حداد استطاع أن يتجاوز أحزانه ويعود للعمل سريعًا، وكان وقتها هو النجم الأول للخيام الرمضانية الراقية.

توقفت السيارة بليلى وخطيبها فى إحدى إشارات المرور، طالت الوقفة بعد أن ارتبكت الدنيا، كان السبب عسكرى مرور كان باديًا عليه أنه من الأرياف، أفلتت منه الأمور وانهار أمام جنون سيارات العاصمة، كان الضغط عليه غير عادى وغير مألوف، فقرر أن يتنحى جانبًا ويترك السيارات لمصيرها، وهو رد فعل يختلف عن رد فعل مجند قروى آخر، لكنه كان يقف على الحدود المصرية.

التحق (سليمان خاطر) بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجندًا فى قوات الأمن المركزى، القصة كما نشرت فى جريدة الوفد المصرية أنه وفى يوم 5 أكتوبر عام 1985م وأثناء قيام سليمان خاطر بنوبة حراسته المعتادة بمنطقة رأس برقة أو رأس برجة بجنوب سيناء فوجئ بمجموعة من السائحيين الإسرائيليين يحاولون تسلق الهضبة التى تقع عليها نقطة حراسته، فأطلق رصاصات تحذيرية ثم أطلق النار عليهم، حيث إنهم لم يستجيبوا للطلقات التحذيرية.

يحكى سليمان خاطر ما حدث يوم 5 أكتوبر 1985 من خلال أقواله فى محضر التحقيق فيقول: ("كنت على نقطة مرتفعة من الأرض، وأنا ماسك الخدمة ومعى السلاح شفت مجموعة من الأجانب ستات وعيال وتقريبًا راجل وكانوا طالعين لابسين مايوهات منها بكينى ومنها عرى. فقلت لهم "ستوب نو باسينج" بالإنجليزية. ماوقفوش خالص وعدوا الكشك، وأنا راجل واقف فى خدمتى وأؤدى واجبى وفيه أجهزة ومعدات ما يصحش حد يشوفها والجبل من أصله ممنوع أى حد يطلع عليه سواء مصرى أو أجنبى. دى منطقة ممنوعة وممنوع أى حد يتواجد فيها، وده أمر وإلا يبقى خلاص نسيب الحدود فاضية، وكل اللى تورينا جسمها نعديها. (وذلك فى إشارة منه إلى حادثة كانت ما زالت حديثة حين استطاعت امرأة صهيونية أن تتحايل بالعرى على أحد الجنود فى سيناء، وتحصل منه على تردد أجهزة الإشارة الخاصة بالأمن المركزى هناك بعد أن أدخلها الشاليه المخصص للوحدة).

قبل أن ينطق المحقق بأمر قال لهم أخيرًا.."أمال أنتم قلتم ممنوع ليه.. قولوا لنا نسيبهم وإحنا نسيبهم". سأله المحقق: لماذا يا سليمان تصر على تعمير سلاحك؟

وفى بساطة (ربنا يسامح اللى علمها له) قال.. لأن اللى يحب سلاحه يحب وطنه ودى حاجة معروفة واللى يهمل سلاحه يهمل وطنه.

ـ بماذا تبرر حفظ رقم سلاحك؟

ـ الإجابة من أوراق التحقيق.. لأنى بحبه زى كلمة مصر تمام.

وصفته الصحف الموالية للنظام بالمجنون، وقادت صحف المعارضة حملة من أجل تحويله إلى محكمة الجنايات بدلاً من المحكمة العسكرية، وأقيمت مؤتمرات وندوات وقدمت بيانات والتماسات إلى رئيس الجمهورية، لكن لم تتم الاستجابة لها. 

قال التقرير النفسى الذى صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث أن سليمان "مختل نوعًا ما" والسبب أن "الظلام كان يحول مخاوفه إلى أشكال أسطورية خرافية مرعبة تجعله يقفز من الفراش فى فزع، وكان الظلام يجعله يتصور أن الأشباح تعيش فى قاع الترعة، وأنها تخبط الماء بقوة فى الليل وهى فى طريقها إليه". 

فى المحكمة قال سليمان خاطر: ("أنا لا أخشى الموت ولا أرهبه.. إنه قضاء الله وقدره، لكننى أخشى أن يكون للحكم الذى سوف يصدر ضدى آثار سيئة على زملائى، تصيبهم بالخوف وتقتل فيهم وطنيتهم"). عندما صدر الحكم بحبسه 25 عامًا من الأشغال الشاقة المؤبدة قال: ("إن هذا الحكم، هو حكم ضد مصر، لأن جنديا مصريا أدى واجبه") ثم التفت إلى الجنود الذين يحرسونه قائلاً: ("روحوا واحرسوا سينا.. سليمان مش عايز حراسة").

بعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريًا، صدر الحكم عليه فى 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربى بمدينة نصر بالقاهرة. بعد أن صدر الحكم على خاطر نقل إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفى اليوم التاسع لحبسه، وتحديدًا فى 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندى سليمان خاطر فى ظروف غامضة.

قال تقرير الطب الشرعى إنه انتحر، وقال أخوه: "لقد ربيت أخى جيدًا، وأعرف مدى إيمانه وتدينه، إنه لا يمكن أن يكون قد شنق نفسه لقد قتلوه فى سجنه". وقالت الصحف القومية المصرية انتحار سليمان خاطر بأن شنق نفسه على نافذة ترتفع عن الأرض بثلاثة أمتار. ويقول من شاهدوا الجثة إن الانتحار ليس هو الاحتمال الوحيد، وإن الجثة كان بها آثار خنق بآلة تشبه السلك الرفيع على الرقبة، وكدمات على الساق تشبه آثار جرجرة أو ضرب.

وقال البيان الرسمى إن الانتحار تم بمشمع الفراش، ثم قالت مجلة المصور أن الانتحار تم بملاءة السرير، وقال الطب الشرعى إن الانتحار تم بقطعة قماش من ما تستعمله الصاعقة. أمام كل ما قيل، تقدمت أسرته بطلب إعادة تشريح الجثة عن طريق لجنة مستقلة لمعرفة سبب الوفاة، وتم رفض الطلب مما زاد الشكوك، وأصبح القتل سيناريو أقرب من الانتحار. ما أن شاع خبر موت سليمان خاطر حتى خرجت المظاهرات التى تندد بقتله.. طلاب الجامعات من القاهرة وعين شمس وجامعة الأزهر وجامعة المنصورة.. طلاب المدارس الثانوية. فى مشهد آخر فى مكان ما، تسلم الإسرائيليون تعويضًا عن قتلاهم من الحكومة التى قالت عنها أم خاطر: ("ابنى اتقتل عشان ترضى عنهم أمريكا وإسرائيل").

كانت ليلى تفتش مع خطيبها فى محلات المعادى عن بعض مستلزمات الحفل، كانا قد تركا السيارة بالقرب من قسم الشرطة، وكانت الساعة قد تجاوزت الخامسة عصرًا عندما عادا إلى السيارة، وهناك كانت ثمة مأساة فى انتظارهما، مأساة أزعجت مصر كلها، كان عنوانها (فتاة المعادى).

يقول محضر التحقيق بعد ذكر أسماء المتهمين الـ6.

المتهمون جميعًا: خطفوا بالإكراه المجنى عليها وقد اقترفت بهذه الجناية جناية مواقعة المخطوفة بغير رضاها.

وذلك بأن اتفق المتهمون الخمسة الأول فيما بينهم على خطف و(اغتصاب) أية أنثى تقابلهم فى الطريق وتنفيذًا لهذا الاتفاق استقلوا سيارة أجرة قيادة المتهم الخامس وأخذوا يتجولون إلى أن تقابلوا مع المجنى عليها، وهى تجلس مع خطيبها فى سيارته بالطريق العام.

فقام كل من المتهمين الأولين بإشهار مطواة قرن غزال مهددًا المجنى عليها وخطيبها بالاعتداء بها وأرغموها عنوة على مغادرة سيارة خطيبها واستقلال السيارة الأجرة قيادة المتهم الخامس.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل